وزيرة الدفاع الألمانية: علينا مواصلة مساندة أفغانستان حتى بعد سحب القوات

TT

وزيرة الدفاع الألمانية: علينا مواصلة مساندة أفغانستان حتى بعد سحب القوات

صرحت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجرت كرامب كارنباور، بأنه ليس مقرراً ترك أفغانستان بمفردها بعد سحب القوات الدولية من هناك. وقالت كرامب كارنباور، مساء أول من أمس، للقناة الأولى الألمانية (إيه آر دي): «حتى إذا كنا نغادر البلد عسكرياً، فإنه ستتعين علينا مواصلة البقاء بجانب أفغانستان من خلال مواصلة دعمنا مدنياً مثلاً، أو من خلال التحدث داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن الطريقة التي يمكننا من خلالها مواصلة دعم الجيش الأفغاني مثلاً». وكانت ألمانيا أعلنت رسمياً أول من أمس مغادرة آخر جنودها من أفغانستان وعودتهم إلى موطنهم. وأضافت الوزيرة الألمانية أن «المهمة التي تم القيام بها في منطقة هندوکش أعطتنا درساً؛ وهو أنه يتعين على المرء التفكير ملياً في ماهية الأهداف السياسية الواقعية، وذلك بالنظر إلى مهام دولية أخرى»، وقالت: «يعدّ ذلك بالنسبة لي أحد الدروس المستفادة التي توصلت إليها والتي تتعين علينا مراعاتها قبل كل شيء بالنظر إلى مالي»، وأشارت إلى الاستعانة بالجيش الألماني في غرب أفريقيا.
يذكر أن هجوماً انتحارياً هناك أسفر عن إصابة 12 جندياً ألمانياً وجندي بلجيكي تابع لقوات حفظ السلام يوم الجمعة الماضي.
يشار إلى أن هناك نحو 900 جندي ألماني يشاركون حالياً في «بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)» والتي من شأنها دعم عملية السلام في مالي.
إلى ذلك، أعلن مكتب محافظ ننغرهار شرق أفغانستان، أمس الخميس، مقتل وإصابة 17 عنصراً من عناصر حركة «طالبان» خلال مواجهات وقعت ليلة أمس، في حصاراك، شرق ننغرهار. وجاء في بيان مكتب محافظ ننغرهار: «لقي 12 من عناصر (طالبان) مصرعهم، وأصيب 5 آخرون خلال عمليات وقعت ليلة أمس في حصاراك شرقي محافظة ننغرهار. كما تم تدمير عدد من الأسلحة».
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل 15 من عناصر حركة «طالبان» وإصابة 5 آخرين في محافظة مرجة بقصف جوي على إقليم هلمند. وأول من أمس، أفادت الوزارة بوقوع قتلى ومصابين في صفوف حركة «طالبان» إثر قصف جوي ومدفعي في إقليم ننغرهار، حيث قتلت 13 متمرداً وجرحت 6 آخرين.
في غضون ذلك، صرح الرئيس الأفغاني السابق، حميد كرزاي، أن بعثة «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» في أفغانستان التي استمرت 20 عاماً، قد فشلت. وقال كرزاي في مقابلة مع صحيفة «تايمز» البريطانية: «البلد في خلاف. الشعب الأفغاني يعيش معاناة هائلة». وأضاف: «من أتى إلى هنا منذ 20 عاماً بحجة مكافحة التطرف والإرهاب، لم يتمكنوا من القضاء عليهما، بل وازدهر التطرف في أفغانستان خلال وجودهم هنا، وهذا ما أسميه (الفشل)». وأوضح كرزاي أن قوات «ناتو» والولايات المتحدة «كان ينبغي أن تساهم في استقرار الوضع في البلاد، بدلاً من أن تقتحم قرى ومنازل أفغانية، تقصف الناس وتقتل العائلات».
يأتي ذلك في ظل إعلان حركة «طالبان» السيطرة على عدد من النقاط الأمنية، والاستحواذ على معدات وذخائر للقوات الأمنية، فضلاً عن أسر عدد من أفرادها في ولايات أفغانية مختلفة.
وتصاعدت وتيرة العنف والمواجهات الدامية بين القوات الحكومية ومسلحي حركة «طالبان»، في ظل تعثر المفاوضات بينهما للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».