ميسي أفضل أمل للأرجنتين لاستعادة أمجادها... حتى وهو في آخر مسيرته

مايسترو برشلونة في أحسن حالاته في {كوبا أميركا} لقيادة «راقصي التانغو» إلى منصات التتويج

ميسي في مواجهة باراغواي (أ.ب)
ميسي في مواجهة باراغواي (أ.ب)
TT

ميسي أفضل أمل للأرجنتين لاستعادة أمجادها... حتى وهو في آخر مسيرته

ميسي في مواجهة باراغواي (أ.ب)
ميسي في مواجهة باراغواي (أ.ب)

لا يظهر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الكثير من المقابلات الشخصية، وحتى لو ظهر فإنه لا يتحدث كثيرا. لكنه في المقابل يعبر عن نفسه بأفضل طريقة ممكنة داخل المستطيل الأخضر، فإذا مرر الكرة بشكل خاطئ فقد يكون ذلك شكلا من أشكال الاحتجاج تجاه مجلس إدارة برشلونة بسبب المواجهة المستمرة بين الطرفين بشأن عقده الجديد مع النادي، وإذا كان يحتفل بأحد أهدافه عن طريق قبضة اليد فقد يكون ذلك تضامنا مع عمال رصيف روساريو المضربين، وهكذا!
وفي الفترة الحالية، يقدم ميسي مستويات استثنائية مع منتخب الأرجنتين في نهائيات كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا). واحتفل بمباراته الدولية القياسية الـ148 مع منتخب الأرجنتين، بتسجيله هدفين خلال الفوز الكبير على بوليفيا 4 - 1، ليضمن صدارة المجموعة الأولى. وبات ميسي أكثر لاعبي الأرجنتين خوضا للمباريات الدولية ليجتاز رقم ماسكيرانو القياسي، على الرغم من إعلان ميسي مرتين عن اعتزاله اللعب الدولي قبل أن يتراجع عن قراره. وأبهر ميسي الجميع بقدراته وفنياته الهائلة كالعادة، وقدم لنا لمحة من مستودع موهبته الذي لا ينفد عندما سجل هدفا رائعا من ركلة حرة في مرمى تشيلي، قبل أن يصنع هدفا حاسما لرودريغيز في المباراة التي فاز فيها راقصو التانغو على أوروغواي بهدف دون رد. كما لعب تمريرة جميلة جدا من فوق الدفاع، مهّدت الطريق لأليخاندرو «بابو» غوميس بهز شباك بوليفيا.
ويتناقض هذا الأداء تماما مع ظهوره الأول في 2005 عندما تعرض للطرد بعد 43 ثانية فقط من اللعب. وشارك آنذاك ميسي كبديل في الشوط الثاني خلال مباراة ودية أمام المجر في بودابست، لكن اللاعب البالغ عمره حينها 18 عاما نال بطاقة حمراء بسبب اعتداء بالمرفق على لاعب منافس. وعزز الهداف التاريخي للأرجنتين سجله ووصل إلى الهدف 75، ليساعد بلاده على الحفاظ على سجلها الخالي من الهزيمة في 17 مباراة متتالية، ويضمن مواجهة الإكوادور في دور الثمانية السبت المقبل.
ويظهر ميسي في الكثير من اللقطات وهو يبدو غاضبا أو ينظر نظرات لوم وكأنه يقول لزملائه في الملعب إن الكرة لم يكن من المفترض أن تُلعب في هذا المكان أو أن التمريرة كان يجب أن تحدث بشكل مختلف، أو أن الكرة كان يجب أن تُلعب ببساطة من فوق المدافع، ثم يبدو في نهاية المطاف وكأنه يقول للجميع: حسنا، سوف أتعامل مع الأمر بنفسي، فلا تقلقوا! ويجب الإشارة إلى أن أحد الجوانب المثيرة للانتباه في كرة القدم الدولية في الوقت الحالي يتمثل في العدد الكبير من المنتخبات التي يتم بناؤها حول لاعب أسطوري واحد، ولعل أبرز مثال على ذلك هو منتخب بولندا، الذي يعتمد بشكل كامل على نجمه روبرت ليفاندوفسكي، ويمني النفس بأن ينجح في رفع مستوى زملائه من حوله. وينطبق نفس الأمر أيضا على منتخب ويلز ونجمه غاريث بيل، وبدرجة أقل على منتخب البرتغال وكريستيانو رونالدو. إنها لعبة جماعية بالطبع، لكن من المؤكد أيضا أن القدرات والفنيات الفردية تلعب دورا كبيرا.
ومن جانبه، لم يطلب ميسي أبدا لنفسه أن يلعب هذا الدور. وحتى عندما كان في قمة عطائه الكروي، كان دائما ما يحذر من مخاطر بناء فرق كامل على لاعب واحد مهما كانت قدراته وإمكانياته. والآن، يمكنك رؤية ذلك بسهولة في الطريقة التي يعيد بها الكرة إلى من مررها له بغضب عندما لا يريدها أو عندما يرى أن الكرة كان يجب أن تلعب للاعب آخر، وأن الفريق يجب أن يلعب بشكل جماعي ولا يعتمد عليه بشكل مطلق في كل شيء. ويمكننا أن نرى ذلك أيضا في الطريقة التي يقضي بها أجزاء كبيرة من المباراة وهو يحاول الاختفاء أو الابتعاد عن الأنظار أو محاولة استجماع أنفاسه والحفاظ على طاقته. ومع ذلك، غالبا ما تمر الأرجنتين بفترات لا يقوم فيها اللاعبون بشيء سوى تمرير الكرة إلى ميسي واستعادتها من جديد، في مشهد يعكس تماما حالة كرة القدم الأرجنتينية في الوقت الحالي.
في الحقيقة، لا يزال ميسي لاعبا رائعا كما كان دائما، لكن من الواضح بشكل متزايد هذه الأيام أنه لا يستطيع القيام بكل شيء بمفرده، حتى لو أراد ذلك. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن هذه هي مشاركته الحادية عشرة في البطولات الكبرى، ولا يزال هناك أشخاص يصرون على أنه إذا لم ينجح في الفوز ببطولة كبرى مع منتخب بلاده فإن عظمته لن تكتمل! ولم تحرز الأرجنتين أي لقب كبير منذ الفوز بكوبا أميركا في 1993، ويرغب ميسي، الذي توج بكل لقب ممكن مع برشلونة، بشدة في تحقيق النجاح بقميص بلاده.
وقال اللاعب البالغ عمره 34 عاما قبل انطلاق المسابقة: «كنت محظوظا بما يكفي للفوز بكل شيء على مستوى النادي، وعلى المستوى الفردي، وسيكون من الرائع أن أفوز مع المنتخب الوطني أيضا». وخاض ميسي ثلاث نهائيات لكوبا أميركا، إلى جانب نهائي كأس العالم 2014، وخسرت الأرجنتين كل هذه المواجهات، لكنها قد تبدو في حالة جيدة حاليا مع الوصول إلى دور الثمانية في كوبا أميركا ولم تخسر أي مباراة منذ 2019.
في الحقيقة، كان من الممكن أن يفوز ميسي بلقب كأس العالم ولقبين لكوبا أميركا لو نجح غونزالو هيغواين في التسجيل من العديد من الفرص السهلة التي أتيحت له. وعلى مستوى ما، فإن السعي المستمر للحصول على بطولة دولية يعكس وجود قلق وجودي أكبر في كرة القدم الأرجنتينية، وهو تقدم ليونيل ميسي في السن، وهو ما يعني إلى حد ما تلاشي آمال الأرجنتينيين في الحصول على بطولة كبرى. وعلاوة على ذلك، فإن معظم لاعبي الجيل الذهبي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بدأوا يختفون من المشهد الآن، إما للاعتزال أو للتقدم في السن.
وفي غضون ذلك، فإن خط المواهب الذي كان يتدفق من الأرجنتين إلى أكبر الأندية في أوروبا بدأ ينفد بشكل ينذر بالخطر، والدليل على ذلك أن خمسة أرجنتينيين فقط ممن يبلغون من العمر 25 عاما أو أقل شاركوا في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ومن بينهم لاعب واحد فقط - كريستيان روميرو مع أتالانتا الإيطالي - وصل إلى دور الستة عشر.
وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك بعض اللاعبين الجيدين مثل لاوتارو مارتينيز وأنخل كوريا وجيوفاني لو سيلسو، فإنك إذا كنت من مشجعي المنتخب الأرجنتيني في الوقت الحالي فمن الصعب ألا تتساءل عما إذا كان اعتزال ميسي سيجعل من الصعب للغاية على الأرجنتين المنافسة على الحصول على بطولة كبرى. لقد قال خورخي فالدانو نجم الأرجنتين السابق في مقابلة في الآونة الأخيرة مع صحيفة «لا ناسيون»: «العباقرة يشكلون خطرا هائلا حتى لو لم يكن معهم سوى عصا!» وبالتالي، حتى لو كان ميسي في السنوات الأخيرة من مسيرته الكروية ومحاطا بلاعبين أقل منه كثيرا في المستوى ومحروما من ميزة اللعب في بلاده، فلا تزال هناك فرصة - قد تكون فرصته الأخيرة - للفوز ببطولة مع منتخب بلاده.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.