تونس: نائب يعتدي بالضرب على عبير موسي داخل البرلمان (فيديو)

لقطة من مقطع فيديو يظهر الاعتداء على النائبة التونسية المعارضة عبير موسي
لقطة من مقطع فيديو يظهر الاعتداء على النائبة التونسية المعارضة عبير موسي
TT

تونس: نائب يعتدي بالضرب على عبير موسي داخل البرلمان (فيديو)

لقطة من مقطع فيديو يظهر الاعتداء على النائبة التونسية المعارضة عبير موسي
لقطة من مقطع فيديو يظهر الاعتداء على النائبة التونسية المعارضة عبير موسي

سدد النائب في برلمان تونس الصحبي سمارة صفعة قوية للنائبة المعارضة ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، وأردفها بثانية على مرأى الجميع، اليوم (الأربعاء)، قبل أن يتدخل باقي النواب لفض الخلاف، في حادث صدم التونسيين.
ويمثل الاشتباك أحدث أعمال العنف والفوضى التي اجتاحت أكثر من مرة جلسات البرلمان الصاخبة في تونس.
ولم يُعرَف سبب اعتداء سمارة على عبير موسي على وجه الدقة. ولكن مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع يوضح كيف نهض النائب من مقعده، وتوجه إلى عبير موسي التي كانت تنقل وقائع الجلسة على المباشر عبر هاتفها الجوال، وبادرها بالضرب، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وموسي وحزبها من أشد المناوئين للتيارات الإسلامية، وهي خصم لدود لحزب «حركة النهضة» الإسلامي.
وكتبت النائبة موسي في تدوينة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «هذا وجههم الحقيقي... عنف... احتقار للمرأة... قذف المحصنات... تغول... مغالبة».
وندد سياسيون ونشطاء بالعنف ضد المرأة داخل البرلمان، الذي حدث اليوم بحضور وزيرة المرأة، بينما كانت النائب الأول لرئيس البرلمان سميرة الشواشي هي من تدير الجلسة.
وطالبت القاضية والناشطة كلثوم كنو التي ترشحت للانتخابات الرئاسية في 2019 بإيقاف الصحبي سمارة، لثبوت اعتدائه على زميلته.
وقالت النائبة سامية عبو عن الكتلة الديمقراطية: «ما حدث اليوم في البرلمان من عنف مادي واعتداء همجي من النائب الصحبي سمارة ضد النائبة عبير موسي فضيحة وعار، ولا يجب أن يمر دون عقاب لمرتكبيه».
وأضافت عبو التي كانت أيضاً ضحية أعمال عنف سابقة في البرلمان: «الحصانة لا تعطي للنائب مرتبة فوق القانون».
ولم يصدر تعليق على الفور من النائب سمارة الذي ترشح للبرلمان في قائمة مستقلة، ولكنه انتمى لكتلة «ائتلاف الكرامة» المحسوبة على اليمين الديني قبل أن يستقيل منها.
وقال مساعد رئيس البرلمان المكلف بالإعلام، ماهر مذيوب، خلال نقطة إعلامية بمقر المجلس، إن رئيس البرلمان راشد الغنوشي ندد بأشد عبارات الاستهجان، بأي اعتداء على المرأة التونسية، وعلى المرأة عموماً.
وأضاف مذيوب: «الغنوشي وصف ما قام به النائب الصحبي سمارة ضد النائبة عبير موسي بالمشين والمدان وبأنه لا يقبل أي تأويل».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».