حذر وزير الداخلية السوداني عز الدين الشيخ منصور من «انفراط الانضباط والربط داخل قوات الشرطة»، وتعهد بعدم السماح به، رداً على مجموعة من أفراد الشرطة الغاضبين الذين هتفوا احتجاجاً على تدني المرتبات والأوضاع المعيشية في لقاء عام نظمه مع مدير عام قوات الشرطة في ساحة الحرية بالخرطوم، أمس. وخيّر الوزير المحتجين من الشرطة بين الاستمرار في الخدمة والاستقالة.
وقال الشيخ بلهجة حاسمة: «أي شرطي لا يرغب في العمل، عليه أن يتقدم باستقالته... البلد لن تنكسر لفرد، خصوصاً أن الشرطة لها تاريخ مجيد وعريض، ولن تتوقف مسيرتها من أجل فرد». وأضاف أن «الحكومة ووزارة الداخلية توليان جهاز الشرطة اهتماماً كبيراً، وستعلن عن زيادات في مرتبات كل أفراد الشرطة». ودعا قوات الشرطة إلى التحلي بالضبط والربط، واحترام قيادتها وقيادة الدولة. وأضاف أن «من يرد العمل فمرحباً به، ومن لا يرد أيضاً فمرحباً به».
وشدد لدى مخاطبته اللقاء بحضور حاكم الخرطوم أيمن نمر وأعضاء هيئتي الإدارة والقيادة في الشرطة، على توفير الحياة الكريمة لمنسوبي الشرطة وزيادة الرواتب، بما يتماشى مع ما تواجهه الدولة من أوضاع اقتصادية، مؤكداً أن «قوات الشرطة تتميز بالانضباط، وستمضي مسيرتها رغم الصعاب التي تواجه ظروف البلاد».
وعقد حاكم ولاية الخرطوم، أمس، اجتماعاً طارئاً مع لجنة الأمن، بحضور مدير شرطة الولاية زين العابدين عثمان، ووجه بحافز لعيد الأضحى لقوة شرطة الولاية كافة يصرف فوراً.
وجدد مدير عام قوات الشرطة السودانية الفريق أول خالد مهدي إبراهيم، تأكيد حرص رئاسة الشرطة على دعم ومعالجة الهيكل الوظيفي، واتخاذ التدابير والمعالجات التي تحفظ الحقوق، «بجانب توفير الحماية القانونية لرجل الشرطة لتأدية مهامه في حفظ الأمن وحماية الوطن ومكتسباته». وأضاف أن «مسيرة قوات الشرطة ماضية في تخطي العقبات كافة، حفظاً لأمن وسلامة الوطن والمواطن».
وانتقد الخبير الأمني الطيب عثمان يوسف تنظيم اللقاء مع الشرطة في ساحة عامة. وقال لـــ«الشرق الأوسط» إن «الإجراء السليم أن تتم زيارات تفقدية للوزير لوحدات الشرطة في مواقعها للاستماع لهم كإجراء متبع... من الخطأ عقد لقاء في الفضاء الطلق».
وحذر من «تيار داخل جهاز الشرطة استغل خطأ وزير الداخلية، يتكون من ضباط في الدفعة 60 و61 و63 وعدد من الضباط الإسلاميين». وأضاف أن الضباط المتقاعدين «أرسلوا رسالة لوزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة لإثنائهما عن عقد لقاء عام بحكم وجود فجوة كبيرة بين القيادات والقواعد».
غير أن يوسف، وهو ضابط شرطة متقاعد، اعتبر أن «الظروف البالغة التعقيد التي تعمل فيها قوات الشرطة، ناتجة عن التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، وتنعكس على الشرطة في تناقضات عقائدية ومهنية».
وأوضح أن «الأوضاع الاقتصادية القاسية تنعكس على أداء الشرطة التي عانت من إهمال كبير في عهد النظام المعزول وحتى الآن... ما تعرضت له الشرطة في عهد النظام المعزول والحكومة الحالية، يفرض ضغطاً كبيراً يستدعي العمل على تماسك القيادات والقواعد».
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية حركة نشطة لحسابات مجهولة تشير إلى اعتزام الشرطة الإضراب في 30 يونيو (حزيران) الحالي، فيما جرى تداول فيديوهات لبعض رجال الشرطة يهتفون ضد وزير الداخلية، ما اضطره لمغادرة ساحة الاحتفال.
وزير الداخلية السوداني: لن أسمح بانفراط الشرطة
وزير الداخلية السوداني: لن أسمح بانفراط الشرطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة