هاريس تتعرض لانتقادات الجمهوريين واليساريين بسبب ملف المهاجرين

قامت هاريس الجمعة بأول زيارة لها للحدود الجنوبية مع المكسيك منذ تنصيبها (رويترز)
قامت هاريس الجمعة بأول زيارة لها للحدود الجنوبية مع المكسيك منذ تنصيبها (رويترز)
TT

هاريس تتعرض لانتقادات الجمهوريين واليساريين بسبب ملف المهاجرين

قامت هاريس الجمعة بأول زيارة لها للحدود الجنوبية مع المكسيك منذ تنصيبها (رويترز)
قامت هاريس الجمعة بأول زيارة لها للحدود الجنوبية مع المكسيك منذ تنصيبها (رويترز)

هاجم الجمهوريون نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس حتى قبل هبوط طائرتها الرئاسية الثانية على أرض المطار، وتوجهها إلى مدينة إل باسو في ولاية تكساس على الحدود مع المكسيك. وتأتي زيارة هاريس إلى الحدود قبل أيام من استعداد الرئيس السابق دونالد ترمب ومجموعة من الجمهوريين في مجلس النواب لزيارة المنطقة.
ووصف الجمهوريون توقفها في تلك المدينة بأنه تجنب من الذهاب إلى مناطق حدودية أخرى، خصوصاً وادي ريو غراندي، حيث «التدفق الكبير والحقيقي للمهاجرين». وقامت هاريس يوم الجمعة برفقة وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس والسيناتور الديمقراطي ديك دوربين والنائبة الديمقراطية من ولاية تكساس فيرونيكا إسكوبار، بأول زيارة لها للحدود الجنوبية منذ تنصيبها. وكان الرئيس بايدن كلف هاريس بالإشراف على ملف المهاجرين، الذي يشكل إحدى أبرز القضايا التي يعول عليها الجمهوريون، ويعده الرئيس السابق دونالد ترمب حصانه الرابح، لمنحهم استعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب في الانتخابات النصفية في 2022، والانتخابات الرئاسية في 2024.
وقالت سيمون ساندرز، المتحدثة الرئيسية باسم هاريس، إن اختيار إل باسو يرجع جزئياً إلى أن البيت الأبيض «يعتقد أنها تمثل الحدود وجهود الهجرة التي تبذلها الإدارة». وقالت: «إل باسو لديها قصة مهمة ترويها، إنها جزء مهم مما يحدث على الحدود بشكل كبير». وينتقد الجمهوريون إدارة بايدن زاعمين أن سياساته للهجرة متساهلة للغاية، في الوقت الذي يتعرض فيه بايدن لانتقادات اليساريين، متهمين إياه بأنه لا يزال يواصل السياسات السابقة القاسية لسلفه. كما اتهمت منظمة العفو الدولية بايدن بـ«عدم التراجع عن الممارسات الخطيرة التي مارستها إدارة ترمب» على الرغم من الوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية «بنظام أكثر إنسانية».
ويرى كثير من المراقبين أن زيارة هاريس قد لا تؤدي إلى تخفيف الشكاوى وهي تحاول تنفيذ المهمة التي كلفها بها بايدن، لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية من الحدود الجنوبية. وأكدت هاريس أن دورها المحدد هو مواجهة القوى التي تدفع المهاجرين للتوجه إلى الولايات المتحدة، بدلاً من إدارة المشاكل على الحدود نفسها، الأمر الذي عرضها لانتقادات الجناح اليساري الذي يصر على معالجة الممارسات غير الإنسانية التي يتعرض لها المهاجرون العالقون على الحدود. وخلال جولتها في مدينة إل باسو، كررت هاريس القول إنها تريد التركيز على حل المشكلات الأصلية في دول أميركا الوسطى.
والتقت لاحقاً بدعاة الهجرة ومقدمي الخدمات القانونية. وقالت: «يمكننا أن نأخذ كل وجهات النظر هذه في الاعتبار، وأن تكون لدينا سياسة عامة جيدة وذات مغزى، إذا أوقفنا الخطاب التحريضي وتوجيه أصابع الاتهام وفعلنا ما نحتاج إلى القيام به». وقالت في ختام زيارتها: «كانت رحلتي إلى غواتيمالا والمكسيك تتعلق بمعالجة الأسباب الجذرية»، في إشارة إلى زيارتها الأخيرة إلى هذين البلدين.
وأضافت: «القصص التي سمعتها والتفاعلات التي أجريناها اليوم عززت طبيعة تلك الأسباب الجذرية: نقص الفرص الاقتصادية، وغالباً ما يكون العنف والفساد وانعدام الأمن الغذائي، وعدم تلبية الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الخوف من كارتلات المخدرات والعصابات العنيفة».
وكانت إدارة بايدن قد أنهت معظم سياسات ترمب مثل بروتوكولات حماية المهاجرين، التي رحّلت طالبي اللجوء على الحدود الجنوبية إلى المكسيك أثناء النظر في قضاياهم. لكنها احتفظت بأداة واحدة: حالة الطوارئ الصحية بسبب وباء كورونا، التي تسمح لحرس الحدود بإعادة معظم المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني على الفور، دون احتجازهم أو السماح لهم بطلب اللجوء.
وبحسب تقارير رسمية، فإن العدد الإجمالي للمعابر الحدودية غير القانونية في طريقه للوصول إلى أعلى مستوى له منذ عقدين هذا العام، حيث سجل في شهر مارس (آذار) الماضي، عبور عدد قياسي من القاصرين غير المصحوبين بأوليائهم للحدود بشكل غير قانوني، لكنه عاد وانخفض في الشهرين الماضيين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».