بايدن يناقش التهديدات الأمنية في أفغانستان مع غني

واشنطن تَعِد بتوفير المساعدات للشعب الأفغاني... وكابل تأمل إبطاء الانسحاب الأميركي

الرئيس الأفغاني أشرف غني وعبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة (وسط) في مبنى الكابيتول بواشنطن قبل لقائه الرئيس بايدن أمس (أ.ب)
الرئيس الأفغاني أشرف غني وعبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة (وسط) في مبنى الكابيتول بواشنطن قبل لقائه الرئيس بايدن أمس (أ.ب)
TT

بايدن يناقش التهديدات الأمنية في أفغانستان مع غني

الرئيس الأفغاني أشرف غني وعبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة (وسط) في مبنى الكابيتول بواشنطن قبل لقائه الرئيس بايدن أمس (أ.ب)
الرئيس الأفغاني أشرف غني وعبد الله عبد الله رئيس لجنة المصالحة (وسط) في مبنى الكابيتول بواشنطن قبل لقائه الرئيس بايدن أمس (أ.ب)

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره الأفغاني أشرف غني، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان عبد الله عبد الله، في البيت الأبيض، مساء أمس (الجمعة)، وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية وتحقيق حركة «طالبان» مكاسب عسكرية بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية والأجنبية.
وأشارت مصادر في البيت الأبيض أن إدارة بايدن ملتزمة بتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية لدعم الشعب الأفغاني وضمان ألا تصبح كابل ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية مرة أخرى بما يمثل تهديداً للولايات المتحدة. وأكدت المصادر أن محور النقاشات هو تقديم الضمانات للحكومة في كابل، والتحقق من خطوات الانسحاب العسكري مع ضمان أمن السفارة الأميركية وجميع الدبلوماسيات الأجنبية الأخرى وأمن المطار إضافةً إلى تشجيع التسوية السياسية بين الحكومة وحركة «طالبان».
وقالت كارين جان بيير، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، للصحافيين، إن الزيارة تركز على التزام الولايات المتحدة المستمر لدعم الشعب الأفغاني وقوات الدفاع والأمن الوطني الأفغاني لمواجهة التحديات الرئيسية التي تواجه أفغانستان. وأعلن البيت الأبيض مساء أول من أمس، إرسال ثلاثة ملايين جرعة من لقاح «جونسون آند جونسون» إلى أفغانستان للمساعدة على مواجهة جائحة «كوفيد - 19».
وكشف مصدر موثوق لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس غني قدم طلبات للإدارة الأميركية بالعمل على خطة انتقال أمني مدتها ستة أشهر يمكن تنفيذها على الفور في محاولة لتحقيق الاستقرار في البلاد. وقال المصدر إنه كجزء من هذه الخطة، تودّ أفغانستان أن ترى الولايات المتحدة تلتزم بتقديم دعم جوي يمكن أن يتم من دولة في المنطقة -مثل الإمارات- عند اكتمال الانسحاب الأميركي. وقال المصدر إن غني يحاول حث الرئيس الأميركي على الضغط على الباكستانيين والقطريين للتوقف عن توفير ملاذات آمنة عسكرية وسياسية لـ«طالبان». كما سيطالب غني بمزيد من الدعم في مكافحة جائحة كوفيد وتوفير الدعم الاقتصادي والصحي خصوصاً بعد تفشي الفيروس في السفارة الأميركية في كابل والذي أثّر على أكثر من 100 شخص وأجبر السفارة على الإغلاق. وفي تصريحات سابقة شدد وزير الخارجية أنطوني بلينكن، مراراً على أن الولايات المتحدة ستستمر في تزويد أفغانستان بالدعم الدبلوماسي والاقتصادي بعد اكتمال الانسحاب العسكري، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدرك أيضاً «أن هناك خطراً حقيقياً يتمثل في أن (طالبان)» تصر على محاولة الاستيلاء على البلاد. وقال بلينكن أول من أمس، إن القوة ستشهد تجدداً للحرب الأهلية أو ربما أسوأ من ذلك. وأضاف: «هذه حقيقة صعبة».
وقبل لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، التقى الرئيس غني الذي يأمل في إبطاء الانسحاب الأميركي بأعضاء في الكونغرس الأميركي شارحاً الوضع الأمني والمخاطر التي تواجه حكومته. وبعد اللقاءات دعا زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إلى تأجيل الانسحاب الأميركي من أفغانستان. وقال إن «قرار الرئيس بايدن سحب القوات الأميركية يترك شركاءنا الأفغان وحدهم في مواجهة التهديدات التي يقرّ كبار مستشاريهم بأنها خطيرة وتزداد سوءاً. في الوقت نفسه، أعرب كثير من المراقبين عن القلق من حالة عدم اليقين لمستقبل أفغانستان بعد انتهاء الوجود العسكري.
وتزايدت الأنباء عن التقدم العسكري الكبير الذي تحققه حركة «طالبان» في جميع أنحاء البلاد خصوصاً في أقاليم قندوز وبلخ وبغلان الشمالية. وتقول التقارير إن الجنود الأفغان يستسلمون بسهولة ويتركون مواقعهم دون قتال. وقال مايكل كوجلمان نائب مدير برنامج آسيا في «مركز وددرو ويلسون»: «لا أتوقع أن تشتمل هذه الزيارة على مفاوضات متعمقة وإنما سلسلة من المحادثات، كثير منها كئيب للغاية، بينما القادة الأفغان يبحثون عن شيء واحد هو الطمأنينة». وأضاف كوجلمان: «سيبحث الرئيس غني عن تطمينات من الرئيس بايدن بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتقديم الدعم الدبلوماسي لعملية السلام والمساعدة المالية للجيش الأفغاني، وكلاهما حاسم لأنه إذا تم الانسحاب، فإن أفغانستان ستعاني بشكل كبير. في المقابل فإن شيئاً واحداً يريده غني وعبد الله هو أن تبطئ الولايات المتحدة الانسحاب، الذي سيكتمل في الغالب بحلول الشهر المقبل، لكسب مزيد من الوقت لهما». ويشير كوجلمان أن تأكيدات الرئيس بايدن أن الانسحاب النهائي لن يكتمل حتى سبتمبر (أيلول)، سيعطي كابل وقوات الأمن الأفغانية بعض التنفس، وسيساعد على تعزيز الروح المعنوية، على الأقل لفترة قصيرة.
وقالت ديبورا ليونز الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في أفغانستان، في تصريحات لمجلس الأمن، إن مكاسب «طالبان» قد تكون مجرد بداية لهجوم موسع، وإن معظم المناطق التي تم الاستيلاء عليها تحيط بالعواصم الإقليمية، مما يشير إلى أن «طالبان» تتخذ موقعاً للتخطيط للاستيلاء على تلك العواصم بمجرد انسحاب القوات الأجنبية بالكامل. إلى ذلك، خلص تحليل نشره أمس المحلل العسكري المخضرم أنتوني كوردسمان بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أنه من الناحية العملية، ليس لدى الولايات المتحدة خيار كبير في هذه المرحلة سوى خفض خسائرها، ولا توجد مؤشرات على ظهور حكومة أفغانية قوية وموحدة وفعالة.
ويضيف كوردسمان، الذي عمل في الماضي مستشاراً للبنتاغون بشأن أفغانستان: «على الرغم من قسوة هذه الحقيقة، فقد فات الأوان لعكس رحيل القوات الأميركية والقوات المتحالفة التي خططت لها إدارة ترمب كجزء من مبادرتها الأصلية للسلام». إلى ذلك، يقول إندرو واتكينز، من مجموعة الأزمات الدولية، إن «غني لا يتمتع بشرعية كبيرة في بلده» ويحتاج إلى «اعتراف دولي» اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويأمل الرئيس الأفغاني إقناع «طالبان» بأن يقبلوا بدور في حكومة وحدة وطنية انتقالية، لكن يبدو أن المتمردين الذين يشجعهم تقدمهم العسكري، لا يميلون إلى التفاوض.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.