تقرير: 5 طرق لتنمية التركيز الذهني مع أطفالك

أطفال يمارسون التأمل في الهند (أرشيفية - رويترز)
أطفال يمارسون التأمل في الهند (أرشيفية - رويترز)
TT
20

تقرير: 5 طرق لتنمية التركيز الذهني مع أطفالك

أطفال يمارسون التأمل في الهند (أرشيفية - رويترز)
أطفال يمارسون التأمل في الهند (أرشيفية - رويترز)

عندما كانت ابنة ترافيس سبنسر في الصف الرابع، عانت في أوقات عدة من صعوبة في النوم. في تلك الليالي، اعتاد سبنسر أن يأخذ بضع دقائق من أجل ممارسة تمارين التركيز وصفاء الذهن، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن إن».
أولاً، قام سبنسر بدعوتها لسرد بعض الأشياء التي كانت ممتنة لها. بما يتضمن عادةً أصدقاء أو لعبة فيديو مفضلة.
وقال سبنسر، أستاذ صفاء الذهن والتركيز والمدير التنفيذي لمعهد التركيز وقوة الذهن الأميركي - الأفريقي في واشنطن العاصمة: «أنا سعيد لأنكِ لاحظتِ هذه الأشياء... دعينا نتمسك بالخير الذي نشعر به الآن. وربما فقط نأخذ نفساً أو اثنين ونحن ننام».
يتجاوز عمل سبنسر في التركيز حدود المنزل. يقوم بتدريب المعلمين والطلاب على الممارسات المصمَّمة لزيادة الوعي باللحظة الحالية. ونما هذا النهج في السنوات الأخيرة، مع ظهور برامج التركيز في الفصول الدراسية وغيرها من البيئات التعليمية.
وقال سبنسر إن ذلك يساعد في تنمية انتباههم وتركيزهم، ولكنه يساعد الأطفال أيضاً على ملاحظة مشاعرهم وأحاسيسهم الجسدية والعالم من حولهم. وتُظهر الأبحاث أن مثل هذه الممارسات يمكن أن تساعد الأطفال الذين يعانون من القلق والتوتر ومشكلات الصحة العقلية الأخرى.
وأضاف: «قوة الذهن بالنسبة إليّ هي قوة عظمى للأطفال... كلما شعروا بالارتباط بأنفسهم وبالآخرين وببيئتهم، زاد ازدهارهم وشعورهم بالدعم، وشعروا أنهم يستطيعون فعل ما يريدون القيام به». ويُبرز تقرير «سي إن إن» بعض التمارين التي يمكنك تجربتها فيما يرتبط بقوة الذهن:

* تجريب التنفس اليقظ
يعد التنفس من أكثر ممارسات اليقظة الذهنية شيوعاً. في كثير من الأحيان، يعني التنفس اختيار إحساس واحد -مثل التنفس من أنفك أو من صدرك- وجذب انتباهك هناك.
ويمكنك تجربة ذلك لمدة 30 ثانية أو خمس دقائق. عندما يتشتت انتباهك، ما عليك سوى إعادة توجيه نفسك إلى الإحساس بالتنفس.

* القيام بنزهة امتنان
قالت سوزان كيسر غرينلاند، خبيرة في التركيز الذهني، التي توصي بدعوة الأطفال للانضمام إليك في «مسيرة الامتنان»، إنه ليس عليك الجلوس ساكناً لممارسة صفاء الذهن.
ويعد ذلك شيئاً يمكنك تجربته في الداخل أو في مكان هادئ بالخارج. بنظرك على الأرض، ببساطة اتخذ خطوات بطيئة. مع كل خطوة، فكّر في شيء أنت ممتن لوجوده.
وأضافت: «يمكن أن تكون النزهة من المطبخ إلى طاولة غرفة الطعام والعكس». إذا كنت تقوم بالمشي اليقظ مع طفل أصغر سناً، فاطلب منه مشاركة امتنانه بصوت عالٍ.
وتابعت غرينلاند: «مع كل خطوة نقول شيئاً نحن ممتنون له... بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والبالغين، يمكن التعبير عن الامتنان بصمت إذا اختاروا ذلك».

* القيام بحركة
أشارت غرينلاند إلى أنه إذا كان طفلك يشعر بالقلق، فيمكن تجربة شيء أكثر نشاطاً.
وتابعت: «أول شيء عليك القيام به هو إطلاق بعض الطاقة العصبية... إذا قمت بالتبديل بين الحركة والهدوء، فسيكون لذلك تأثير أساسي».

* التدريب على الملاحظة
في حين أن الكثير من ممارسات التركيز تتضمن النظر إلى الداخل، إلا أنه منظور يمكنك استخدامه لمراقبة العالم من حولك أيضاً.
وقال سبنسر، معلم قوة الذهن: «إذا كان الطفل يمر بوقت عصيب، فقد أطلب منه العثور على ثلاثة أشياء زرقاء في الغرفة التي يجلس فيها، وذلك فقط لمنحه شيئاً خارجياً للتركيز عليه. بهذه الطريقة، يمكنه تغيير نظامه العصبي قليلاً».
والملاحظة هي ممارسة اليقظة الذهنية التي يمكن للبالغين والأطفال تجربتها معاً أينما كانوا.

* التأمل الموجّه
يجب ألا تكون تجربة التركيز الذهني أمراً معقداً، ولكن من الجيد أن تحصل على مساعدة عندما تبدأ في الاستكشاف. ويعد هذا هو المكان الذي تأتي فيه التأملات الموجهة، مجموعة واسعة من التسجيلات المجانية في الغالب التي تقودك عبر الصفاء والتركيز الذهني خطوة بخطوة.
تروي غرينلاند سلسلة من التأملات والتمارين الصوتية الموجّهة إلى الأطفال، المصمَّمة لأغراض محددة بما في ذلك الهدوء والتركيز والاهتمام. لدى خبيرة اليقظة الذهنية للأطفال والمؤلفة أناكا هاريس أيضاً سلسلة مجانية من تأملات التركيز الذهني التي يمكنك تجربتها مع الأطفال.



معرض في الرياض يُجسّد الهوية الثقافية للفلكلور من خلال الفن

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
TT
20

معرض في الرياض يُجسّد الهوية الثقافية للفلكلور من خلال الفن

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية، ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة، يشجع عليها معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية، بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم.

وفي وقت يتسارع فيه نمو المشهد الفني في منطقة الشرق الأوسط، تستضيف الرياض معرض «شذرات من الفلكلور»، الذي يُجسّد الهوية الثقافية من خلال الفن، ويجمع بين الموروث والتجريب المعاصر، ويُعيد صياغة مفهوم الوصول إلى التعبير الفني داخل السعودية وخارجها، ويتزامن المعرض مع عام الحِرف اليدوية 2025 في المملكة، وهي مبادرة تحتفي بالإرث الحرفي وتُعيد تقديمه ضمن السياق الفني المعاصر.

ويتجاوز المعرض النظر إلى التراث الشعبي، من مجرد موروث شفهي، من حكايات وأساطير يتم تناقلها عبر الأجيال، إلى لغة من الرموز والنقوش، ووسيلة لحفظ الثقافة وتوارثها، إذ لطالما كان التراث حاضناً للتاريخ ومحفزاً للابتكار.

من معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية (معرض شذرات)
من معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية (معرض شذرات)

وفي معرض «شذرات من الفلكلور»، تعيد كل من حمرا عباس، لولوة الحمود، راشد آل خليفة، ورائدة عاشور تقديم مكونات من الموروث الثقافي ضمن رؤى معاصرة، حيث لا يُقدَّم الفلكلور بوصفه أثراً جامداً من الماضي، بل بوصفه أرشيفاً حيّاً للهوية، يُعاد تشكيله عبر الزمن والمكان.

ويعمل كل فنان من خلال «شذرات» من المعرفة المتوارثة، سواء في الهندسة، الخط، المواد، أو التجريد، وتُمثل أعمالهم صدىً للماضي، مع إثبات وجودها في الحاضر من خلال تصورات معاصرة للأشكال والرموز المتجذرة.

وعبر اجتماع الفنانين الأربعة معاً لأول مرة، يفتح المعرض باباً لحوار ثقافي متعدد الأطراف حول التراث والرمزية والسرد البصري.

المعرض بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم (معرض شذرات)
المعرض بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم (معرض شذرات)

الفلكلور: حوار مستمر بين الماضي والحاضر

وحسب السردية التي يقدمها معرض «شذرات من الفلكلور»، فإن المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة، بل يقدمه كحوار مستمر بين الماضي والحاضر، وامتداد للتفسير وإعادة الاختراع، وأن كل فنان مشارك، يقدم جزءاً من هذه القصة الكبرى، داعياً لإعادة النظر فيما يرثه الأفراد والمجتمع، وما يحتفظون به، وما يعيدون تشكيله.

ويمتد الحوار بين التقليد وإعادة الاختراع ليشمل تصميم المعرض ذاته، حيث يستلهم خطوطه من المتاهات المعمارية التقليدية في منطقة نجد، وقد صُممت المساحة كمتاهة متداخلة، مقسمة إلى أجزاء منفصلة لكنها مترابطة، تماماً كما هو الحال في الفلكلور، إذ تقف كل قصة بذاتها، لكنها تظل جزءاً من نسيج أكبر، لتأخذ الزوار في رحلة استكشافية غنية بالتفاصيل.

كل فنان مشارك يقدم جزءاً قصة الفلكلور وإعادة النظر فيه (معرض شذرات)
كل فنان مشارك يقدم جزءاً قصة الفلكلور وإعادة النظر فيه (معرض شذرات)

وتتيح الممرات الواسعة والزوايا الخفية لحظات من التقارب والاكتشاف، بينما يشكل العمود المركزي ركيزة رمزية تربط المعرض بجذوره التراثية، وتحتضن في الوقت ذاته روح التغيير والتجديد.

كما أن المواد المختارة تضيف عمقاً جديداً لهذه التجربة، من خشب الأكاسيا الذي يشكل الإطار الهيكلي، مستحضراً قدرة التراث على البقاء؛ مع دمج التاريخ في نسيج المكان ذاته، وفي هذه البيئة الغامرة، يتعزز التباين بين الماضي والحاضر، مما يسمح لأعمال الفن المعاصر بالتفاعل المباشر مع التراث المعماري والمادي الذي تعيد تفسيره.

المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة (معرض شذرات)
المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة (معرض شذرات)

تحوّل المشهد الثقافي في السعودية

تقول ليزا دي بوك، القيّمة الفنية للمعرض، إن (شذرات من الفلكلور) لا يقتصر على عرض أعمال فنية؛ بل يُجسّد حراكاً فنياً يُسلّط الضوء على الأصوات التي تُعيد تشكيل المشهد الفني في السعودية وخارجها.

وتضيف: «من خلال إبراز هذه الأصوات، يُساهم المعرض في صياغة التاريخ الفني، ويضمن أن يُصان الإرث الثقافي ويُعاد تخيّله بشكل حيوي للأجيال القادمة».

ومن جهته، يرى حسن القحطاني، مؤسس مبادرة «ثاء» المشاركة في تنظيم الحدث، أن الفلكلور «سرد حي ومتغيّر، يربط الماضي بالحاضر، ويُساهم في تشكيل الهويات المستقبلية»، مبيناً أن «المعرض يُعيد تخيّل التقاليد ضمن سياق معاصر، ويحتفي بالقصص المتجددة التي تُعرّف من نكون وإلى أين نمضي».