معارضة شديدة في الاتحاد الأوروبي لدعوة فرنسا وألمانيا إلى قمة مع روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحافي (أرشيفية-د.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحافي (أرشيفية-د.ب.أ)
TT

معارضة شديدة في الاتحاد الأوروبي لدعوة فرنسا وألمانيا إلى قمة مع روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحافي (أرشيفية-د.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر صحافي (أرشيفية-د.ب.أ)

دعت فرنسا وألمانيا، اليوم (الخميس)، إلى عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن دعوتهما قوبلت باعتراض حاد من بولندا ودول البلطيق التي لا تثق في الكرملين، وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن عقد أول قمة مع بوتين منذ يناير (كانون الثاني) 2014 سيكون فرصة للحوار، وهو ما أيده مستشار النمسا لدى وصول قادة الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماعهم الصيفي الدوري في بروكسل حيث سيبحثون إستراتيجية جديدة لتحسين العلاقات مع موسكو.
وأوضح ماكرون: «نحتاج حوارا للدفاع عن مصالحنا... إنه حوار ضروري للاستقرار في القارة الأوروبية»، وأضاف: «لا يسعنا أن نظل أسرى منطق رد الفعل فحسب عندما يتعلق الأمر بروسيا... آمل أن نتمكن، بوحدة وتنسيق أوروبيين حقيقيين، من إجراء هذا الحوار».
لكن بعد تحذيرات من حلف شمال الأطلسي «الناتو» من أن روسيا تحاول نثر بذور الشقاق بين الديمقراطيات الغربية عبر نشر معلومات مضللة وهجمات خفية، رأت دول عديدة في الاتحاد الأوروبي إن الحديث عن عقد قمة سابق لأوانه.
وقال غيتاناس نوسيدا رئيس ليتوانيا إن الفكرة أشبه «بمحاولة الاشتباك مع الدب لحماية وعاء من العسل».
وأشار مبعوثا فرنسا وألمانيا، أمس (الأربعاء)، إلى أن عقد قمة مع بوتين يمثل طريقة محتملة لإصلاح العلاقات بين الشريكين التجاريين، عقب قمة الرئيس الأميركي جو بايدن وبوتين في جنيف.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم، في كلمة من المتوقع أن تكون الأخيرة لها أمام مجلس النواب الألماني: «يتعين أن نسعى كاتحاد أوروبي إلى اتصال مباشر مع روسيا والرئيس الروسي»، وتابعت: «لا يكفي أن يتحدث الرئيس الأميركي مع نظيره الروسي. أرحب بهذا جدا، لكن على الاتحاد الأوروبي أن يوجد منتديات للحوار».
ورحب الكرملين بفكرة عقد قمة، قائلا إن كلا من بروكسل وموسكو بحاجة للحوار.
والاتحاد الأوروبي وروسيا على طرفي النقيض في أزمتي أوكرانيا وبيلاروسيا وعلى خلاف بشأن قضايا حقوق الإنسان، كما يتبادلان الاتهامات بالتدخل في الانتخابات ونشر معلومات مضللة وتهديد الأمن والاستقرار من البلطيق إلى البحر الأسود.
وانعقدت آخر قمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في يناير (كانون الثاني) 2014، قبل وقت قصير من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية. وتوقف الاتحاد الأوروبي بعد ذلك عن عقد قمم مع بوتين وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو، لكنه سمح باكتمال خط أنابيب غاز جديد من روسيا إلى ألمانيا.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.