«سينماتوغراف» توثق لأهم اختراع عرفته الثقافة البشرية

مجلة عربية متخصصة في مجال السينما تصدر من دبي

«سينماتوغراف» توثق لأهم اختراع عرفته الثقافة البشرية
TT

«سينماتوغراف» توثق لأهم اختراع عرفته الثقافة البشرية

«سينماتوغراف» توثق لأهم اختراع عرفته الثقافة البشرية

ربما من دون ظهورها في حياة البشر لم يكن العالم ليعلم ما يدور من حوله، ولم يكن ليجد نوافذ راقية تعبر عما يدور في باله ويشعر به، كما أنه لولاها ما كانت هناك لغة بصرية عالية الجودة تقرب بين الشعوب، فالسينما هنا محرك للشعوب، تلك التي تلعب دورا خطيرا في التأثير على الرأي العام، بما تملكه من جوانب فنية متعددة، يتمثل فيها سحر السينما وقدرتها على اكتشاف ما وراء الواقع والحقيقة، مما يوفر فرصة رائعة لتجارب متميزة تثري حياتنا.
من هنا جاءت مجلة «سينماتوغراف» كمجلة عربية متخصصة في مجال السينما بكل فروعها، وجاء الاسم بعد مداولات مطولة مع عدد كبير من النقاد والمتخصصين والنجوم، الذين أجمعوا على أن «سينماتوغراف» هو الأنسب لمجلة متخصصة، إذ يمثل عودة إلى الاسم الأول الذي عرفت به السينما، عندما اخترعها الإخوان لوميير عام 1895.
وقال أسامة عسل، رئيس تحرير «سينماتوغراف»، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأنا الفكرة منذ 5 أشهر، وكانت نابعة من أنه في خلال السنوات العشر الماضية اختلف الموضوع تماما على أرض الواقع، وأصبحت هناك حالة من الحراك السينمائي في المسار العربي، فأهم 20 مهرجانا موجودة في العالم العربي، من مهرجان أبوظبي إلى القاهرة والدوحة ودبي والرباط على سبيل المثال، وكل دولة ولها احتفاؤها وحراكها، ومن رؤية أن السينما ليست مجرد ترفيه فقط، بل هي فن وثقافة وصناعة وتجارة واقتصاد، كذلك، وأداة توجيه فكري وسياسي، تستخدمها الدول المُنتجة للأفلام عبر المؤسسات العالمية العملاقة المتخصصة في هذا الفن، وأصبح أمامنا حراك وصناعة واهتمام في منطقة الوطن العربي جميعا، هذا الحراك والنشاط سواء في إنتاج الأفلام الروائية الطويلة أو أفلام السينما المستقلة أو البديلة، كان يحتاج إلى إصدار محتوى يضم كل تفاصيلها وكواليسها ويسوق لها عالميا، فبالبحث في الأوساط العربية لا يوجد سوى محاولات فردية قامت في السنوات العشر الماضية في محاولة لإصدار سينمائي عربي في منطقة الشرق الأوسط، ففي الماضي كانت هناك محاولات من أشهرها (الفن السابع) للفنان محمود حميدة، وقديما كانت هناك مجلة (فنون)، وكذلك تصدر من سوريا مثلا (آفاق سينمائية) عن المؤسسة العامة للسينما، وهي مجلة إلكترونية أسبوعية، لكن كل هذا كان يصب في النهاية في شأن محلي، لم يتناول الفعاليات السينمائية والفنية في الوطن العربي بأكلمة بتخصص وتعمق».
ويستكمل عسل «في البداية قمنا بإنشاء صفحة للمجلة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، لمعرفة توجهات الجمهور وآرائه، وكذلك مدى الاستجابة إذ ما قمنا بإصدار مجلة، فوجدنا إقبالا ودعما وتشجيعا كبيرا من قبل المهتمين بصناعة السينما أو العاملين فيها، فالجميع متعطش لتلك المساحة، ثم طرحنا بعد ذلك الموقع الإلكتروني الخاص بالمجلة، بعد انتهاء مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الماضية، وكان اختيار شعار الموقع (ذاكرة العالم أمام عينيك) ذا مغزى وهدف بالطبع في توفير أكبر قدر من الملفات الخاصة والمعلومات والكواليس والأخبار، لكل من يهتم بالسينما».
تستهدف «سينماتوغراف» محترفي الفن السينمائي، والمؤسسات والهيئات العاملة في مجال صناعة السينما؛ مثل شركات الإنتاج والتوزيع، ودور العرض، والمهرجانات، ومدن واستوديوهات السينما، والقنوات الفضائية المتخصصة في الأفلام، وكذلك محبي السينما والهواة. ويشارك في إصدار المجلة نخبة متنوعة من رموز السينما والفن في الوطن العربي، منهم الناقد السينمائي الفلسطيني بشار إبراهيم كمدير تحرير للمجلة، والناقد المصري أحمد شوقي كسكرتير عام للتحرير، ويتولى الإشراف على النسخة الورقية والموقع الإلكتروني الصحافية المصرية انتصار دردير، والكاتب والروائي المصري ناصر عراق، والناقد المغربي مصطفى المسناوي، والناقد العراقي المقيم في إيطاليا عرفان رشيد، والناقد الجزائري نبيل حاجي، ومن الكويت الناقد السينمائي عماد النويري، ومن البحرين الناقد السينمائي حسن حداد، ومن الإمارات الكاتب والناقد محمد حمودة، والإعلامي محمود علام، والإعلامي محمود درويش، والناقد السينمائي هشام لاشين، والإعلامية السورية شذى دوغان.
وعن تفاصيل المجلة يقول عسل «المجلة أسبوعية.. الإصدار مرتبط بالفعاليات والحراك الموجود في السينما، على أن يكون في نهاية كل شهر عدد خاص بداخله ملحق يرصد مهرجانا معينا في تلك الفترة على سيبل المثال، أو يحتفي بأحد صناع السينما ونجومها، وكذلك نسخة (دي في دي) من روائع السينما الكلاسيكية أو الأفلام الحديثة أو الأفلام المشاركة في مهرجانات. كما نسعى أيضا إلى طرحها إلكترونيا في صيغة (بي دي إف)، حتى يستطيع القارئ تحميلها بسهولة إذا لم يستطع شراءها أو الوصول إلى منافذ توزيعها».
ويواصل «من خلال الموقع الإلكتروني قمنا بعمل (سينماتوغراف تي في)، وهي قناة خاصة لعرض أشياء متعددة منها كواليس صناعة الأفلام، وتقارير عن المهرجانات العالمية، وتقارير أخرى خاصة بأحدث الأخبار الفنية، ونأمل أن تتحول القناة إلى قناة فيلمية فضائية تعرض نوعية أخرى من الأفلام التي لا يستطيع المشاهد العادي التوصل لها، مثل السينما الكورية والروسية والصينية، لكن هناك بلدانا وصناع سينما في العالم يقدمون روائع عدة لا نعرف عنها شيئا، لعدم وجود همزة وصل بين المبدع والمشاهد العربي».
وتسعى المجلة إلى المشاركة بقوة بالوجود في سوق الخليج العربي؛ كونه شهد في السنوات الأخيرة حراكا كبيرا عبر إقامة المهرجانات السينمائية مثل دبي، وأبوظبي، والدوحة، التي واكبها ظهور تدريجي في صناعة الأفلام، مع ازدهار واضح في أعداد دور العرض، التي استطاعت تحقيق أعلى الإيرادات في منطقة الشرق الأوسط. كما تستهدف أسواق عواصم عربية، تتوافر فيها أشكال من الصناعة أو المهرجانات السينمائية، مثل: «دمشق، بيروت، عمان، القاهرة، تونس، وهران، مراكش»، ومدن عالمية، مثل: «باريس، لندن، لوس أنجلوس، هيوستن، برلين، فينيسيا، روتردام».
وتهدف المجلة إلى الإسهام في نشر وتعميق الثقافة السينمائية بين الجمهور العربي، والجاليات العربية في الدول الأجنبية، إضافةً إلى تعريف الجمهور الأجنبي بالسينما العربية، وأيضا تغطية المهرجانات السينمائية العربية والعالمية بأعلى درجة ممكنة من المهنية والموضوعية والتوازن والحياد، عبر شبكة كبيرة من المراسلين المحترفين، يجمعون بين النقد والصحافة. مع تناول قضايا ومشكلات السينما العربية، والعالمية، على نحو علمي منظّم، والعمل على تطوير لغة وشكل النقد السينمائي العربي، بما يشكل إضافة ذات دلالة إلى الثقافة العالمية في هذا المجال.
ويؤكد عسل على أن المجلة توفر مساحات حرة متاحة لكل الإبداعات العربية الشبابية، موضحا «لسنوات عدة طويلة سيطرت بعض الأسماء على مساحات النقد الفني، وأصبحت قصرا عليهم فقط، سواء بحضور المهرجانات أو بكتابة التقارير النقدية، حيث أصبح الشباب اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مطبوعة يثق بها ويحترمها، وتقدم له خدمة هادفة تستجيب لتطلعاته، وتمنحه فرصة توسيع ثقافته السينمائية بأسلوب محترم ولغة راقية بعيدا عن الإثارة والابتذال، فنحن نسعى لفتح الباب أمام الطاقات الإبداعية، ونرغب في أن نكون مكانا للتنقيب عن كل ما هو جديد ومتفتح، وعلى دراية كاملة بالحراك السينمائي في العالم وليس الوطن العربي فقط».
كما تطرح المجلة زاوية أخرى تحت عنوان «سينما2غراف»، وهي عبارة عن مجلة داخل المجلة الأصلية، يحررها نخبة من أهم نقاد السينما في الوطن العربي، ودول أجنبية مثل الولايات المتحدة الأميركية (هوليوود) وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا.
وفي سياق متصل، حصلت المجلة على رخصة النشر لأول إصدار سينمائي متخصص في الخليج العربي بعد أن وافق على ذلك «المجلس الوطني للإعلام» في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن المنتظر أن يصدر العدد الأول من المجلة منتصف مارس (آذار) الحالي.



انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.