العثور على رسالة في زجاجة عمرها 95 عاماً بنهر أميركي

الرسالة التي عثرت عليها جنيفر دوكر داخل الزجاجة (سي إن إن)
الرسالة التي عثرت عليها جنيفر دوكر داخل الزجاجة (سي إن إن)
TT

العثور على رسالة في زجاجة عمرها 95 عاماً بنهر أميركي

الرسالة التي عثرت عليها جنيفر دوكر داخل الزجاجة (سي إن إن)
الرسالة التي عثرت عليها جنيفر دوكر داخل الزجاجة (سي إن إن)

عثرت قبطانة أميركية تدعى جنيفر دوكر على رسالة في زجاجة كُتبت في عام 1926، وذلك في أحد أنهار ولاية ميشيغان.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد كانت دوكر تغوص في نهر شيبويغان يوم الجمعة الماضي، لتنظيف نوافذ الجزء السفلي من قاربها ذي القاعدة الزجاجية، عندما عثرت على الزجاجة.
وقالت القبطانة الأميركية: «لقد لفتت الزجاجة الخضراء القديمة انتباهي بعد أن وجدتها على بعد حوالي 10 أقدام (3 أمتار) تحت سطح الماء. وعندما التقطتها، وجدت رسالة بداخلها فقررت أن آخذها معي إلى القارب».
وبالفعل صعدت دوكر إلى القارب، وقامت بفتح الزجاجة حيث انتابتها الدهشة الشديدة حين وجدت أنها تعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 1926.
واحتوت الرسالة على جملة واحدة هي: «هل سيعيد الشخص الذي وجد هذه الزجاجة هذه الرسالة إلى كاتبها، جورج مورو، الذي يعيش عند نهر شيبويغان ويخبره أين عثر عليها بالتحديد؟».
ونشرت دوكر الرسالة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، متسائلة عما إذا كان هناك أي شخص يعلم من هو «جورج مورو».
وتمت مشاركة المنشور أكثر من 100 ألف مرة، إلى أن فوجئت دوكر بسيدة تدعى ميشيل بريمو تتحدث إليها عبر تطبيق «ماسنجر» وتخبرها أنها ابنة جورج مورو.
وقالت بريمو لشبكة «سي إن إن» إن الرسالة كتبت قبل حوالي 20 عاماً من ولادتها، وأن تاريخ كتابتها هو تاريخ ميلاد والدها.
وأضافت «لقد أتم في هذا العام سنته الـ18، ويبدو أنه كان يحتفل بهذا الحدث بإلقاء الزجاجة في النهر».
وأشارت بريمو إلى أن والدها كان عاطفياً، يترك بصمته في كل مكان يوجد به، مؤكدة أنه سبق أن ألقى برسالة، لم يفصح عن فحواها، في بحيرة هورون أثناء رحلة عائلية.
وتوفي جورج مورو عام 1995 وقالت بريمو إن هذا الاكتشاف أعاد إلى ذهنها الكثير من الذكريات الجميلة.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».