مصر تعزز إنتاج اللقاحات محلياً لتحقيق الاكتفاء

تزامناً مع طرح نسختها من «سينوفاك» الصيني الشهر الجاري

مصر تعزز إنتاج اللقاحات محلياً لتحقيق الاكتفاء
TT

مصر تعزز إنتاج اللقاحات محلياً لتحقيق الاكتفاء

مصر تعزز إنتاج اللقاحات محلياً لتحقيق الاكتفاء

أكدت وزارة الصحة المصرية أن «الحكومة المصرية لا تألو جهداً في تقديم حزم من الحوافز لتعزيز الاستثمار المحلي في مجال إنتاج لقاح فيروس (كورونا)، والأدوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي خلال الفترة المقبلة»، يأتي هذا تزامناً مع إنتاج أول دفعة من لقاح «سينوفاك» المُصنع في مصر بنهاية الشهر الجاري.
وواصلت إصابات ووفيات «كورونا» الانخفاض في مصر، بعدما سجلت الإصابات 509 حالات جديدة، والوفيات 39 حالة جديدة. ووفق السلطات الصحية فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس حتى مساء أول من أمس، هو 277797 من ضمنهم 206053 حالة تم شفاؤها، و15898 حالة وفاة».
وقالت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد إن «تسريع الإنتاج المحلي للأدوية ولقاحات الفيروس يساهم في التغلب على تحديات الإنتاج العالمي»، مشيرة إلى «الاستراتيجية الوطنية في مصر للاستثمار في مجال الإنتاج المحلي للأدوية، التي توجت مؤخراً بافتتاح «مدينة الدواء المصرية» التي تعد أكبر مصنع للأدوية في منطقة الشرق الأوسط»، مؤكدة أن «تقارير منظمة الصحة العالمية تُشير إلى قدرة مصر على تصنيع لقاحات الفيروس محلياً من خلال مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) التي بدأت في تصنيع اللقاح بالتعاون مع شركة (سينوفاك) الصينية، إلى جانب قدرتها على أن تصبح مركزاً متميزاً لإنتاج اللقاحات في المنطقة، كما أكدت أنه جار التعاون مع المعهد الهندي للمصل واللقاح لتنويع مصادر إنتاج لقاح فيروس محلياً».
وتؤكد القاهرة أنها من «أوائل الدول التي اتخذت خطوة تصنيع لقاح (سينوفاك)، حيث حرصت على التواصل والتنسيق المستمر مع الجانب الصيني منذ يونيو (حزيران) من العام الماضي بمشاركة السفارة الصينية، وتم التوصل إلى اتفاقية التصنيع ونقل تكنولوجيا التصنيع الموقعة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) وشركة (سينوفاك) الصينية في أبريل (نيسان) الماضي».
ووفق وزيرة الصحة المصرية فإن «الإنتاج المحلي للأدوية واللقاحات هو مجال حيوي يتطلب اتخاذ إجراءات فعالة ومستدامة»، مؤكدة خلال مشاركتها في حلقة نقاشية نظمتها منظمة الصحة العالمية حول «تسريع الإنتاج المحلي للقاحات» مساء أول من أمس، «ضرورة الشراكة المستدامة بين القطاعين العام والخاص لنقل التكنولوجيا اللازمة للتصنيع المحلي وتشجيع المصنعين على تطوير البنية التحتية لإنتاج الأدوية واللقاحات وفقاً لمعايير الجودة، وكذلك تبني السياسات المرنة والوصول إلى التمويل المستدام»، لافتة إلى «ضرورة خلق بيئة مشجعة لبناء شراكات مستدامة بين الدول والمُصنعين من خلال وضع أنظمة تعمل على تسهيل عمليات التسجيل والترخيص للمستحضرات الحيوية».
وأكدت زايد «دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز الإنتاج المحلي للقاحات والأدوية والمستلزمات الطبية»، مشيرة إلى «جهود الحكومة المصرية في توفير الموارد اللازمة لزيادة قدرات الإنتاج الوطني من المستلزمات والمستحضرات الطبية، مما أدى إلى تلبية احتياجات السوق المصري من الأدوية التي ظهرت خلال مواجهة الجائحة»، مضيفة أن «التعاون بين البلدان والمنظمات الدولية لدعم القضايا المتعلقة بالصحة العامة والأوبئة والمناعة، وتوفير اللقاحات الحيوية، من أهم الدروس المستفادة من الجائحة»، ولافتة إلى أهمية إنشاء منصات بين الدول لتسهيل نقل التقنيات والتكنولوجيا الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي للمواد الخام وتطوير الأدوية واللقاحات الحيوية».
وتؤكد «الصحة المصرية» أن «لقاح (سينوفاك) أثبت فاعلية بنسبة 91 في المائة على المفحوصين من الفئات العامة، وذلك وفقاً للدراسات الإكلينيكية التي أجريت على اللقاح في 7 دول، وأن المواطنين الحاصلين على اللقاح سيحصلون على الجرعة الثانية بعد 21 يوماً (3 أسابيع) من تلقي الجرعة الأولى». ويذكر أن «الصحة» خصصت أكثر من 400 مركز على مستوى المحافظات المصرية لتلقي اللقاح.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».