مشروع في الكونغرس لتعزيز اتفاقات التطبيع «تسهيلاً لحل الدولتين»

طرحه أكثر من خمسين سيناتوراً ديمقراطياً وجمهورياً

توقيع اتفاق السلام في البيت الأبيض بحضور وزيري خارجية الإمارات والبحرين
 والرئيس ترمب ونتنياهو في سبتمبر 2020 (رويترز)
توقيع اتفاق السلام في البيت الأبيض بحضور وزيري خارجية الإمارات والبحرين والرئيس ترمب ونتنياهو في سبتمبر 2020 (رويترز)
TT

مشروع في الكونغرس لتعزيز اتفاقات التطبيع «تسهيلاً لحل الدولتين»

توقيع اتفاق السلام في البيت الأبيض بحضور وزيري خارجية الإمارات والبحرين
 والرئيس ترمب ونتنياهو في سبتمبر 2020 (رويترز)
توقيع اتفاق السلام في البيت الأبيض بحضور وزيري خارجية الإمارات والبحرين والرئيس ترمب ونتنياهو في سبتمبر 2020 (رويترز)

طرح مشرعون أميركيون مشروع قانون في الكونغرس يدعو إلى تعزيز اتفاقات التطبيع مع إسرائيل وتوسيعها. ويحث المشروع الذي طرح بعنوان «قانون التطبيع مع إسرائيل لعام 2021»، الإدارة الأميركية، على «تشجيع دول أخرى للتطبيع مع إسرائيل، من منطلق الحرص على أن الاتفاقات الحالية تحصد ثماراً أمنية واقتصادية لمواطني البلدان التي وقعت عليها».
ويقول مشروع القانون الذي طرحه أكثر من خمسين سيناتوراً ديمقراطياً وجمهورياً، إن «اتفاقات السلام والتطبيع الأخيرة بين إسرائيل ودول عربية أخرى، كالإمارات والبحرين والسودان والمغرب، لديها القدرة على تغيير الأجواء الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية، جذرياً، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى تقديم المصالح الأساسية للأمن القومي الأميركي».
كما أشار أعضاء المجلس إلى أن «هذه الاتفاقات التاريخية قد تساعد على إحقاق السلام بين إسرائيل والدول العربية، وغيرها من دول المنطقة، وتخلق فرصاً دبلوماسية إضافية. كما أنها ستحسن من الجهود الداعمة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عبر التفاوض، والتوصل إلى حل الدولتين: دولة يهودية ديمقراطية ودولة فلسطينية ديمقراطية، تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن واعتراف متبادل».
وذكر مشروع القانون بالدور الأميركي القيادي في التوصل إلى معاهدات سلام بين إسرائيل من جهة ومصر والأردن من جهة أخرى، واعتبر طارحوه، أن الاتفاقات الحالية والمستقبلية يجب أن تنظر إلى هذه المعاهدات وتقتدي بها. كما ذكروا إدارة بايدن، بالدور الأميركي في السعي لترويج محادثات سلام بين إسرائيل وسوريا ولبنان.
ويدعو مشروع القانون، وهو ملزم للإدارة الأميركية في حال إقراره في مجلسي الشيوخ والنواب، وزارة الخارجية، إلى وضع استراتيجية أمنية في المنطقة لتسليط الضوء على التهديد المشترك الذي تشكله إيران والمنظمات المتشددة العنيفة، والحرص على وجود نظام ردع أميركي في المنطقة وبناء تعاون وثيق مع شركاء الولايات المتحدة لمواجهة هذه التهديدات، إضافة إلى تطوير الاتفاقات الأمنية مع الشركاء وبينهم.
وطلب المشرعون من وزارة الخارجية، تطوير استراتيجية للتشجيع على التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والدول العربية والفلسطينيين، لتحسين فرص السلام واحترام حقوق الإنسان والشفافية في الحكم، إضافة إلى التعاون للتطرق إلى مشاكل الشح في المياه وتحسين الأوضاع الصحية والتنموية، وغيرها من القضايا التي ستساعد مواطني هذه البلاد المذكورة على تحسين أوضاعهم المعيشية.
وفيما يفرض مشروع القانون على وزارتي الخارجية والدفاع، مهلة 3 أشهر بعد إقراره لتقديم تقارير مفصلة للكونغرس تشرح الاستراتيجيات المطلوبة، بتفصيل يشمل نصه فقرة مهمة تتطرق إلى «القوانين المعارضة للتطبيع» في بعض البلدان في المنطقة، يشير إلى حوادث محاكمة المواطنين في بعض البلدان العربية بتهم الدعوة إلى السلام مع إسرائيل أو زيارتها أو الحديث مع إسرائيليين.
ويطلب المشروع من الإدارة، تقديم تقرير مفصل يعرض حوادث من هذا النوع مع أسماء البلدان المعنية، إضافة إلى أدلة تعرض الخطوات التي اتخذتها حكومات عربية بالسماح لمواطنيها بالتواصل مع المواطنين الإسرائيليين وتشجيعهم على ذلك. تجدر الإشارة، إلى أن مشروع القانون المطروح يحظى بدعم كبير من الحزبين في مجلسي الشيوخ والنواب، الأمر الذي يعزز حظوظه بالإقرار مع احتمال طرح بعض التعديلات عليه.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.