مقتل بريطاني يحارب «داعش» يسلط الضوء على 100 مقاتل أجنبي ضد التنظيم في سوريا

المعارضة تستهدف مبنى المخابرات الجوية في حلب

صورة لمقاتلين أكراد ومتطوعين أجانب ضد «داعش» التقطت في سنجار بالعراق ويبدو إلى اليمين الأسترالي آشلي والأميركي ماتسون.. وكوستاس إريك سكورفيلد جالسا (إ.ب)
صورة لمقاتلين أكراد ومتطوعين أجانب ضد «داعش» التقطت في سنجار بالعراق ويبدو إلى اليمين الأسترالي آشلي والأميركي ماتسون.. وكوستاس إريك سكورفيلد جالسا (إ.ب)
TT

مقتل بريطاني يحارب «داعش» يسلط الضوء على 100 مقاتل أجنبي ضد التنظيم في سوريا

صورة لمقاتلين أكراد ومتطوعين أجانب ضد «داعش» التقطت في سنجار بالعراق ويبدو إلى اليمين الأسترالي آشلي والأميركي ماتسون.. وكوستاس إريك سكورفيلد جالسا (إ.ب)
صورة لمقاتلين أكراد ومتطوعين أجانب ضد «داعش» التقطت في سنجار بالعراق ويبدو إلى اليمين الأسترالي آشلي والأميركي ماتسون.. وكوستاس إريك سكورفيلد جالسا (إ.ب)

منذ بدء معركة الأكراد ضد تنظيم داعش في كوباني (عين العرب) في سبتمبر (أيلول) الماضي، ومن ثم نجاحها في تحرير المنطقة، شكّلت وحدات حماية الشعب وقتالها الشرس ضدّ التنظيم المتطرف عامل جذب لمقاتلين أجانب فاق عددهم المائة، حتى الآن، يصلون إلى سوريا عبر تركيا أو شمال العراق.
وقد سجّل في الأسبوعين الأخيرين الإعلان عن مقتل اثنين من هؤلاء على أرض المعركة، إذ وبعدما قتل الأسبوع الماضي جندي أسترالي في محيط بلدة تل حميس، أعلن يوم أمس عن مقتل جندي بريطاني سابق في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، ليكون بذلك أول بريطاني يسقط في القتال ضدّ التنظيم في سوريا، مع العلم بأنّ عدد البريطانيين الذين يعتقد أنهم انضموا إلى تنظيم داعش يقدر بنحو 500. وفي حين أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنه من الصعب عليها تأكيد الخبر، قالت عائلته في بيان صحافي أمس: «نحن مصدومون لتأكيد وفاة ابننا كوستاس إريك سكورفيلد في سوريا، حيث ذهب لدعم القوى المعارضة في مواجهة تنظيم {داعش} المتطرف.. وإذا كان وهجه استمر لفترة وجيزة فقط، إلا أنه كان وهجا مضيئا مرفوقا بالحب والشجاعة والقناعة والشرف، ونحن فخورون جدا به».
وأكد الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريردود خليل مقتل الجندي البريطاني، إذ قال لـ«الشرق الأوسط» أنّ المقاتل البريطاني اسمه الحركي كمال، وهو من مواليد عام 1989، وكان قد خدم في آيرلندا لمدة 3 سنوات و6 أشهر، قبل أن يأتي إلى سوريا للقتال. ونفى خليل أن يكون قد تم دفن البريطاني في سوريا، قائلا: «تواصلنا مع عائلته ولا نزال بانتظار الحصول على جواب منهم لمعرفة عما إذا كانوا يرغبون في نقله إلى بلده أو دفنه هنا»، أما في ما يتعلّق بالمقاتل الأسترالي الذي قتل الأسبوع الماضي، فقال خليل: «بناء على طلب عائلته سنقوم بنقله إلى أستراليا، وقد تواصلنا مع سفارة بلاده في أنقرة وبانتظار الحصول على الموافقة للسماح بعبور الجثمان عبر تركيا».
وكان مسؤول العلاقات في هيئة الدفاع الكردية ناصر حاج منصور، أعلن أنّ الاسم الحركي للمقاتل الأسترالي الذي قتل بعد 4 أشهر من انضمامه إلى وحدات الحماية كان «باكوك سرحد»، واسمه الحقيقي جونستون آشلي وأصيب بجروح في بلدة تل حميس وفارق الحياة في قرية الغسانية طريق تل حميس - الهول.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المقاتل البريطاني الذي كان يقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا «أصيب في اشتباكات دارت في منطقة تقع جنوب غربي بلدة تل حميس»، التي سيطر عليها الأكراد الجمعة بعدما كانت تعتبر أبرز معاقل التنظيم في محافظة الحسكة.
وقال خليل إنّه منذ بدء معركة كوباني، كان لافتا حماسة عدد كبير من الشباب الأجانب للقتال إلى جانب وحدات الحماية، مشيرا إلى أنّه ليس هناك قنوات تواصل رسمية للانضمام إلى الوحدات أو حملات لجذب هؤلاء، بل هم من يقومون بمبادرة شخصية بالتواصل مع الوحدات، إما عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر جهات عدّة على معرفة بها في بلدانهم. وأشار إلى أن «عدد هؤلاء حتى الآن فاق المائة مقاتل يصلون إما عبر تركيا أو شمال العراق ومعظمهم لهم خبرة قتالية سابقة وتتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما، وجميعهم يتحدرون من أصول أجنبية (أوروبية وأميركية آسيوية) وليست كردية».
وفي حديث لكل من المقاتلين البريطاني جيمي ريد (25 سنة) والأميركي بوك كلاي (34 سنة) الأسبوع الماضي عبر إذاعة «العراق الحر»، عبّرا عن رغبتهما بالعودة إلى سوريا لمواصلة القتال إلى جانب الوحدات الكردية.. «لكن القلق من مواجهة مشكلات وملاحقات قانونية عند العودة إلى بلدانهم يمنعهم من العودة»، وفق تعبيرهما.
ومن جهة آخرى، قتل 20 عنصرا من القوات النظامية السورية و14 مقاتلا معارضا في هجوم استهدف مبنى المخابرات الجوية في حلب، تخلله تفجير نفق، تلته اشتباكات دون النجاح في اقتحام المقر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح مدير المرصد لوكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم بدأ «بانفجار شديد ناجم عن تفجير نفق في منطقة فرع المخابرات الجوية»، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية، قبل أن تندلع اشتباكات بين القوات النظامية والمهاجمين قتل فيها عناصر من الجانبين.
وذكر أن «المهاجمين سعوا إلى اقتحام المبنى والسيطرة عليه لكنهم لم ينجحوا في ذلك»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن جزءا من المبنى تعرض للتدمير بفعل تفجير النفق.
وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في حلب إن دوي انفجار النفق «سمع في كل أرجاء حلب»، ونقل عن شهود عيان قولهم إنهم ظنوا أن الانفجار ناجم عن هزة أرضية بسبب قوّته.
وترافقت الاشتباكات بحسب المرصد مع «قصف عنيف من قبل الكتائب المقاتلة على تمركزات للنظام في المنطقة، وقصف للطيران الحربي على محيط منطقة الاشتباكات» التي سرعان ما تراجعت حدتها في ظل استقدام تعزيزات من الجانبين.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.