حكومة إقليم كردستان تطلق مشروع «الرقم الشخصي» قريباً

قوباد طالباني
قوباد طالباني
TT
20

حكومة إقليم كردستان تطلق مشروع «الرقم الشخصي» قريباً

قوباد طالباني
قوباد طالباني

قال نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، قوباد طالباني، إن حكومة الإقليم باشرت العمل على وضع نظام الرقم الشخصي الموحد للموظفين، وفي مرحلته الأولى سيمنح كل موظف رقمه الشخصي قريباً، مبيناً أن هذا المشروع هو جزء من برنامج الحكومة في رقمنة العمل الحكومي والحوكمة الإلكترونية.
وأضاف طالباني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حكومة الإقليم ستصدر قريباً أكثر من 450 ألف رقم شخصي لموظفي الحكومة وسيبدأ العمل بهذا النظام خلال فترة قريبة»، موضحاً أن «هذه الخطوة تأتي ضمن مشروعنا في رقمنة الحكومة الذي يهدف إلى تسهيل وتحسن وتطوير الخدمات المقدمة للمواطن، والتصدي لعمليات الفساد المالي والإداري»، مشيراً إلى أن المشروع سيتوسع لاحقاً ليشمل جميع مواطني الإقليم.
يذكر، أن مشروع الرقم الشخصي الموحد في الإقليم هو نظام يقوم على أساس منح كل موظف حكومي رقم شخصي خاص به، وعلى أساس هذا الرقم يتم تعريف ملفه الشخصي، بالإضافة إلى باقي المعلومات الموجودة؛ ما يساهم في تفادي مشاكل تشابه الأسماء، إضافة إلى اختلاف كتابة الأسماء وما تتسبب به من مشاكل.
ويأتي هذا النظام بعد أن طبّقت حكومة الإقليم نظام «البايومتري» الذي يعتمد على رقمنة ملفات الموظفين وإضافة بصمة العين، وغيرها من المعلومات التي تساعد على التصدي لعمليات ازدواجية الرواتب والموظفين الوهميين.
وعن أهمية هذا المشروع، قال طالباني، إن «إقليم كردستان وفق النظم الفيدرالي ليس له أن يضع سياسات نقدية، وإنما يخضع للسياسة النقدية التي تقررها الحكومة الفيدرالية، وهذا المشروع سيساعد الإقليم على تحسسين إدارة العملية النقدية داخل الإقليم بشكل شفاف وواضح، ما يساهم في تقليل المشاكل بين إدارة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد».
وأوضح طالباني، أن «الرقم الشخصي الموحد سيساعد على معرفة ملاك كل وزارة وعدد الموظفين الذين يتقاضون الرواتب فيها وما يقدمونه من خدمات؛ ما يسهل من عملية كشف الموظفين الوهميين وحالات الفساد المالي والإداري.
كما يساعد على رسم السياسات الاستراتيجية لكل وزارة وفق احتياجاتها الدقيقة للخبرات والتطوير والميزانية المالية، وعلى هذا الأساس سيتم وضع خطط استراتيجية لتوفير هذه الخبرات وباقي احتياجاتها».
وتابع طالباني «هذه الخطوة الأولى في المشروع تشمل تحديد رقم شخصي موحد لموظفي الدولة، وسيتوسع بعدها ليشمل فئات المجتمع كافة في الإقليم، حتى نتمكن من تعميمه ما سيكون عنصراً مساعداً على تحديد حاجات المواطنين بشكل عام وفق دراسة علمية قائمة على أساس إحصائيات ومعلومات دقيقة»



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.