حكومة إقليم كردستان تطلق مشروع «الرقم الشخصي» قريباً

قوباد طالباني
قوباد طالباني
TT

حكومة إقليم كردستان تطلق مشروع «الرقم الشخصي» قريباً

قوباد طالباني
قوباد طالباني

قال نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، قوباد طالباني، إن حكومة الإقليم باشرت العمل على وضع نظام الرقم الشخصي الموحد للموظفين، وفي مرحلته الأولى سيمنح كل موظف رقمه الشخصي قريباً، مبيناً أن هذا المشروع هو جزء من برنامج الحكومة في رقمنة العمل الحكومي والحوكمة الإلكترونية.
وأضاف طالباني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حكومة الإقليم ستصدر قريباً أكثر من 450 ألف رقم شخصي لموظفي الحكومة وسيبدأ العمل بهذا النظام خلال فترة قريبة»، موضحاً أن «هذه الخطوة تأتي ضمن مشروعنا في رقمنة الحكومة الذي يهدف إلى تسهيل وتحسن وتطوير الخدمات المقدمة للمواطن، والتصدي لعمليات الفساد المالي والإداري»، مشيراً إلى أن المشروع سيتوسع لاحقاً ليشمل جميع مواطني الإقليم.
يذكر، أن مشروع الرقم الشخصي الموحد في الإقليم هو نظام يقوم على أساس منح كل موظف حكومي رقم شخصي خاص به، وعلى أساس هذا الرقم يتم تعريف ملفه الشخصي، بالإضافة إلى باقي المعلومات الموجودة؛ ما يساهم في تفادي مشاكل تشابه الأسماء، إضافة إلى اختلاف كتابة الأسماء وما تتسبب به من مشاكل.
ويأتي هذا النظام بعد أن طبّقت حكومة الإقليم نظام «البايومتري» الذي يعتمد على رقمنة ملفات الموظفين وإضافة بصمة العين، وغيرها من المعلومات التي تساعد على التصدي لعمليات ازدواجية الرواتب والموظفين الوهميين.
وعن أهمية هذا المشروع، قال طالباني، إن «إقليم كردستان وفق النظم الفيدرالي ليس له أن يضع سياسات نقدية، وإنما يخضع للسياسة النقدية التي تقررها الحكومة الفيدرالية، وهذا المشروع سيساعد الإقليم على تحسسين إدارة العملية النقدية داخل الإقليم بشكل شفاف وواضح، ما يساهم في تقليل المشاكل بين إدارة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد».
وأوضح طالباني، أن «الرقم الشخصي الموحد سيساعد على معرفة ملاك كل وزارة وعدد الموظفين الذين يتقاضون الرواتب فيها وما يقدمونه من خدمات؛ ما يسهل من عملية كشف الموظفين الوهميين وحالات الفساد المالي والإداري.
كما يساعد على رسم السياسات الاستراتيجية لكل وزارة وفق احتياجاتها الدقيقة للخبرات والتطوير والميزانية المالية، وعلى هذا الأساس سيتم وضع خطط استراتيجية لتوفير هذه الخبرات وباقي احتياجاتها».
وتابع طالباني «هذه الخطوة الأولى في المشروع تشمل تحديد رقم شخصي موحد لموظفي الدولة، وسيتوسع بعدها ليشمل فئات المجتمع كافة في الإقليم، حتى نتمكن من تعميمه ما سيكون عنصراً مساعداً على تحديد حاجات المواطنين بشكل عام وفق دراسة علمية قائمة على أساس إحصائيات ومعلومات دقيقة»



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.