ليبيا تستعيد طائرة القذافي من فرنسا بعد 8 سنوات من الدعاوى القضائية

صورة وزعها مكتب الدبيبة لاستقباله طائرة القذافي الرئاسية
صورة وزعها مكتب الدبيبة لاستقباله طائرة القذافي الرئاسية
TT

ليبيا تستعيد طائرة القذافي من فرنسا بعد 8 سنوات من الدعاوى القضائية

صورة وزعها مكتب الدبيبة لاستقباله طائرة القذافي الرئاسية
صورة وزعها مكتب الدبيبة لاستقباله طائرة القذافي الرئاسية

بعد نحو 8 سنوات من الدعاوى القضائية، استعادت ليبيا رسمياً طائرة معمر القذافي، التي وصلت مساء أول من أمس إلى مطار معيتيقة الدولي.
وكانت الطائرة الرئاسية الليبية (إيرباص (A340 - 213) محتجزة في فرنسا بعد إجراء عمليات الصيانة والتطوير. واعتبر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة، الذي كان في استقبال الطائرة برفقة عدد من وزراء ومسؤولي الحكومة، أن «عودة هذه الطائرة مهمة جداً للسيادة الليبية، حيث كانت محتجزة في فرنسا منذ عام 2014، بسبب إجراءات مالية وإدارية»، مؤكداً أن الطائرة «ملك لكل الليبيين».
وبعدما وصف عودة هذه الطائرة بـ«الخطوة الإيجابية»، أوضح الدبيبة أن «حكومته سددت كافة المستحقات والأقساط المالية المطلوبة مقابل صيانتها»، وقال إن «هناك 15 طائرة ليبية لا تزال خارج البلاد، منها ما هو محجوز بسبب المستحقات المالية»، وتعهد بـ«عمل حكومته على إعادة كافة هذه الطائرات في الخارج، بما فيها طائرتان حربيتان»، موضحاً أن «مصير الطائرة المجهزة للرئاسة سيقرره الشعب الليبي، إما أن تبقى مخصصة للرئيس القادم، أو تستعملها الحكومة، أو يجري تحويرها للاستخدام العادي».
وطبقاً لتقرير بثته وكالة «الأنباء الليبية»، الموالية لحكومة الوحدة، «فقد مرت الطائرة الفخمة، المعروفة باسم (القصر الطائر) بعدة مشاكل قانونية وفنية، منذ بداية عملها ووصولها إلى فرنسا عقب سقوط النظام السابق، وبعد تعرضها لطلقات رصاص؛ لكن داخلها لم يصب بضرر». وسعت مجموعة (الخرافي) الاستثمارية الكويتية للحصول على الطائرة، في إطار مطالبتها بتعويضات عن إخلال نظام القذافي بعقد مبرم عام 2006 لبناء مشروع سياحي على شاطئ المتوسط لمدة 90 عاماً، حيث صادرت الطائرة تمهيداً لإعادة بيعها بسعر أولي قيمته 60 مليون يورو، قبل أن تخسر الدعوى وتتنازل عن القضية. ومع مرور الوقت ارتفعت تكلفة عمليات صيانة وإصلاح الطائرة، التي يزيد عمرها على 25 سنة إلى 3 ملايين يورو، ما جعل الخطوط الجوية الفرنسية تدخل في سنة 2016 كطرف في القضية، وتصبح جزءاً من العملية القضائية.
واعتبرت المعارضة المسلحة، التي أسقطت حكم القذافي هذه الطائرة «جائزة قيمة»، وجلس مقاتلوها على مقاعدها الفارهة لالتقاط صور أمام كاميرات الصحافة في نهاية أغسطس (آب) عام 2011، بعدما اكتشف الثوار آنذاك على مدرج مطار طرابلس فخامة الطائرة، وظهروا في صور وهم يفتحون الباب الزجاجي لحمامها، ويتمددون على السرير أو على المقاعد الجلدية فيها.
وبعد ذلك أرسلت الحكومة الانتقالية الطائرة إلى فرنسا في إطار عقد للصيانة وقّع مع شركة «إير فرانس»، وتولت إصلاحها شركة فرنسية. وفي عام 2013 أعيد وضع شعار الدولة الليبية على الطائرة، التي كانت تحمل اسم شركة الطيران الأفريقية، والتي أرسلها القذافي لنقل المدان في قضية تفجير الطائرة الأميركية فوق لوكربي، عبد الباسط المقرحي، عندما أطلق سراحه من سجن اسكوتلندي عام 2009.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.