الحكومة الإسرائيلية تمدد ولاية كوخافي

في طريقه إلى واشنطن لإجراء مباحثات استراتيجية

TT

الحكومة الإسرائيلية تمدد ولاية كوخافي

في الوقت الذي كان فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، على متن طائرة تقله إلى واشنطن، لإجراء محادثات استراتيجية في عدة قضايا، صادقت حكومة نفتالي بنيت، أمس الأحد، على تمديد ولايته لسنة رابعة، بحيث تنتهي في يناير (كانون الثاني) 2023. وقد أكد وزير الأمن، بيني غانتس، لدى طرح اقتراح التمديد بأن «هذا هو اليوم العمل الصحيح من أجل أمن إسرائيل وأنا أعتز بأن أطرحه ليكون أول قرار تعيين لمسؤول تقره الحكومة في جلستها العملية الأولى».
وكان كوخافي قد غادر إلى الولايات المتحدة، أمس، في أول زيارة رسمية له. وستكون زيارة طويلة لسبعة أيام، وسيحل محله في غيابه نائبه، الجنرال إيال زامير. وقد سمحت له الحكومة أن يلتقي ليس فقط قادة عسكريين، بل أيضاً قادة سياسيين في واشنطن، مثل وزير الدفاع لويد أوستين وربما الرئيس جو بايدن نفسه. وأن يتداول ليس فقط في الشؤون العسكرية والأمنية بل أيضاً في القضايا السياسية، بما فيها الاتفاق النووي الإيراني، الذي تعترض إسرائيل عليه وتقول إن لديها معلومات مؤكدة بأن ما يجري التفاوض عليه في جنيف، هو أسوأ من الاتفاق السابق الذي جرى توقيعه في سنة 2015.
وحسب مصادر عسكرية، فإن كوخافي «سيبحث في مختلف التحديات الأمنية المشتركة وعلى رأسها التهديد النووي الإيراني، وجهود إيران لترسيخ نفسها عسكرياً في الشرق الأوسط، وجهود حزب الله لإعادة تسليح نفسه، وعواقب تهديد الصواريخ دقيقة التوجيه، ومحاولات تعزيز قوة حزب الله في سوريا، والتداول في طلب الجيش الإسرائيلي الحصول على تعويضات عن الأسلحة والذخيرة التي فقدها جيشه خلال الحرب الأخيرة على غزة. وحرص متحدثون باسم الحكومة الإسرائيلية على التأكيد بأن «الخلافات مع إدارة الرئيس جو بايدن، خصوصاً في موضوع الاتفاق النووي، ستعالج بطرق جديدة تعتمد الرؤية المبدئية المشتركة والطروحات العملية والمهنية ببعد تام عن الحسابات الحزبية والسياسية».
وأكد مصدر مقرب من كوخافي، أن واشنطن، وجنباً إلى جنب مع إجرائها المحادثات غير المباشرة مع إيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي السابق، أقامت على مدار الشهرين الفائتين، قناة اتصال حيوية ومثابرة مع إسرائيل ومع عدد من دول الشرق الأوسط الحليفة، مثل مصر والأردن ودول الخليج وقبرص واليونان، في محاولة لمواجهة التهديد الذي تشكله طهران على المنطقة. فقد حرصت على تنسيق المواقف وبادرت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سينتكوم) إلى عقد عدد من الاجتماعات رفيعة المستوى مع قادة الدول المذكورة، ومع إسرائيل بشكل خاص.
ونشر موقع «واللا» الإخباري، أمس، تقريرا نقل خلاله تصريحات مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، أكدوا فيه أن «كلا من كوخافي وغانتس يعتقدان أن عدوانية إيران في المنطقة، تخلق إمكانية قيام إسرائيل بتعميق العلاقات مع الدول العربية السنية المعتدلة التي وقّعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل خلال العام الماضي، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وهما يسعيان إلى تحسين العلاقات بشكل كبير مع دول عربية أخرى لم توقّع اتفاقات بعد مع الدولة العبرية. وفي الوقت نفسه يسعيان إلى تعزيز مكانة الجيش الإسرائيلي في القيادة المركزية للجيش الأميركي (سينتكوم).
يذكر أن مصدراً أمنياً في تل أبيب صرح، أمس، بأنه «لا مفرّ من وضع خطط عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بعد انتخاب الرئيس المحافظ إبراهيم الرئيسي، ولا مفر من عملية حربية قريبة على غزة في ضوء إصرار قادة حماس على إطلاق بالونات متفجرة باتجاه البلدات الإسرائيلية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.