بعد 123 يوماً من تكبيل أيديهما معاً لإنقاذ علاقتهما مرة أخرى، انفصل الثنائي الأوكراني ألكسندر كودلاي وفيكتوريا بوستوفيتوفا، وقاما بكسر أصفادهما أمام كاميرا التلفزيون الوطني، وقالا إن التجربة جلبت عليهما «حقائق غير مريحة».
وحاول الثنائي، كودلاي (33 عاماً) وحبيبته بوستوفيتوفا (29 عاماً)، إنقاذ علاقتهما من الانهيار في عيد الحب الماضي بطريقة غريبة، حيث قررا تقييد أيديهما معاً لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن محاولتهما لم تنجح في نهاية المطاف، وقالا إنهما يفضلان الانفصال، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وخلال هذه التجربة، وثق ثنائي مدينة خاركيف لمتابعيهما على وسائل التواصل الاجتماعي كيف فعلا كل شيء معاً، من التسوق لتناول الطعام وممارسة التمارين الرياضية وحتى التناوب على استخدام الحمام.
وقالت بوستوفيتوفا لوكالة «رويترز» للأنباء «أعتقد أن ما فعلاه سيكون درساً جيداً لنا وللأزواج الأوكرانيين الآخرين ألا يكرروا ما فعلناه». وأشارت إلى أن «المساحة الشخصية» كانت أكثر ما تفتقده، وأنها شعرت أن صديقها «لم يولها اهتماماً كافياً» أثناء تقييدهما معاً.
بدوره، قال كودلاي إنه لم يندم على اللجوء إلى «تدابير يائسة» لإنقاذ العلاقة، مضيفاً أن القيود ساعدته على فهم أنهما ليسا «شخصين متشابهين في التفكير». وقال «لسنا على نفس الموجة، نحن مختلفان تماماً».
ويخطط الثنائي لبيع الأصفاد في مزاد عبر الإنترنت والتبرع بجزء من المال للجمعيات الخيرية. وذكرت بعض وسائل الإعلام أنهما يريدان بيع هذه الأصفاد مقابل 3 ملايين دولار.
وقد تم قطع قيودهما بأداة قطع عملاقة في مدينة كييف عند نصب الوحدة التذكاري، حيث صرخت بوستوفيتوفا بفرح قائلة «أخيراً أنا حرة... أريد أن أعيش حياتي الشخصية بحرية، وأن تنمو شخصيتي المستقلة بعيداً عن ألكسندر».
«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.
يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.
ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.
وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».
ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».
وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».
وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».
ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».
«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.
وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».
وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».