معصوم في كركوك: الانسجام الموجود كفيل بتطبيق المادة 140 بشأن المناطق المتنازع عليها

أعلن الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس أن أمن كركوك وحمايتها ضرورة، مبينا أن المادة 140 من الدستور بشأن تسوية أوضاع المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك «مادة حية»، وإن الانسجام الموجود بين مكونات المدينة كفيل بالتوصل إلى اتفاق بشأن مستقبلها.
وقال معصوم خلال زيارة إلى كركوك ولقائه محافظها نجم الدين كريم واجتماعه مع مجلس المحافظة إن «أمن كركوك وحمايتها بشكل خاص ضرورة وتحرير مناطق محافظة صلاح الدين من تنظيم داعش سيؤثر بشكل إيجابي على الأوضاع الأمنية في المدينة». وتابع معصوم أن المادة 140 «مادة دستورية حية، لكن قد يتأخر تنفيذها لبعض الظروف، وهذا طبيعي»، مؤكدا أن «الجميع ملزمون بها، وتنفيذها لن يكون بالقوة»، مضيفا: «رأيت انسجاما كبيرا بين مكونات هذه المدينة، ويمكن أن يكون هناك اتفاق بهذا الخصوص (..) فهذه المادة تحمي حقوق الجميع».
وقدم أعضاء مجلس المحافظة خلال الاجتماع مجموعة من المطالب المهمة لإعمار مدينة كركوك وتطويرها، أهمها إنشاء مطار مدني ومصفاة نفطية وتشكيل قوات من كافة مكونات المدينة لتتولى حمايتها. وأكد الرئيس معصوم دعمه لهذه المطالب، موضحا أنه سيعمل مع الوزارات المعنية على تحقيقها. وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع محافظ كركوك، نجم الدين كريم، حضرته «الشرق الأوسط» قال الرئيس العراقي: «إن الجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات البيشمركة بدأوا عملية موسعة لتحرير محافظة صلاح الدين من مسلحي (داعش)»، مبينا أن «القوات العراقية تتقدم بسرعة خلال العملية وهذا يبشر بخير و(داعش) في انهيار».
وعن الأوضاع الخدمية في كركوك، وعلاقة المحافظة مع الوزارات الاتحادية، قال معصوم: «وجدت أن هناك بعض الخلل في العلاقة بين كركوك وبعض الوزارات المعنية التي من المفروض أن تقدم المساعدات الأساسية والتعاون البناء من أجل أن تنفذ المحافظة أعمالها على أفضل وجه». وتابع: «عندما أعود إلى بغداد سأناقش هذا مع تلك الجهات للاهتمام بهذه المحافظة التي تمكنت وبالاعتماد على نفسها من منع الإرهابيين من الوصول إلى داخلها».
وبشأن العلاقات بين أربيل وبغداد، قال معصوم: «أنتظر زيارة وفد الإقليم إلى بغداد مرة أخرى، وأنا مستعد للتدخل بين الطرفين والعمل من أجل القضاء على تلك الأزمات، لكن حاليا هذا من واجبات حكومة الإقليم، وكل محاولاتي هي في سبيل حل المشكلات بين الطرفين». وتضمنت جولة رئيس الجمهورية في كركوك اجتماعات مع مكونات المدينة واللجنة الأمنية في المحافظة والدوائر الخدمية وقادة البيشمركة، وشدد معصوم في كل هذه الاجتماعات على التقدم الأمني الذي تشهده المحافظة، وأشاد بدور البيشمركة في الدفاع عن كافة مكونات كركوك، موضحا أنه سيوجه الوزارات المعنية لتقديم الدعم اللازم للمؤسسات الأمنية في كركوك من أجل تقويتها وإنجاح عملياتها.
يذكر أن مدينة كركوك شهدت في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي معارك ضارية بين قوات البيشمركة ومسلحي «داعش» الذين شنوا أوسع هجوم لهم على هذه المحافظة منذ سيطرتهم على الموصل في يونيو (حزيران) الماضي.
بدوره قال الشيخ إسماعيل الحديدي، أحد شيوخ العشائر العربية السنية في كركوك، بعد انتهاء اجتماعهم مع معصوم، إن «الاجتماع ناقش عدة محاور، سياسية وخدمية واقتصادية في المدينة، وتم بحث مشروع الدفاع عن كركوك، بمشاركة كافة مكوناتها».