قال قائد القوات الأميركية المركزية «سينتكوم»، الجنرال كينيث ماكينزي، إن سلوك إثيوبيا تجاه سد النهضة يقلق واشنطن «كثيراً».
وأشار في مقابلة مع قناة «النيل للأخبار» المصرية الرسمية إلى أن مصر تمارس «قدراً هائلاً» من ضبط النفس، وتحاول الوصول إلى حل دبلوماسي وسياسي.
وتعهد الجنرال ماكينزي باستئناف السعي لإيجاد حل مقبول لأزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، معتبراً أن ملف السد «مثير للقلق كثيراً».
وصرح بأن واشنطن تدرك «الأهمية الفريدة» لنهر النيل بالنسبة لمصر، ليس فقط من الناحية الثقافية، بل والموارد المائية والاقتصاد عموماً. وقال إن «ملف سد النهضة مشكلة حقيقية، وسنستمر في محاولة إيجاد حل يكون مقبولاً لمصر وباقي الأطراف».
وأكد الجنرال ماكينزي حرص بلاده على دعم علاقات الشراكة الاستراتيجية والتعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والولايات المتحدة على نحو يلبي المصالح المشتركة بين البلدين.
وثمّن القائد الأميركي دور مصر في وقف الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، واعتبرها امتداداً لدورها القيادي التاريخي، مشيراً إلى أن الموقف المصري الساعي للتهدئة مدفوع بالحرص على استقرار منطقة الشرق الأوسط بالكامل.
وحول تطور العلاقات بين واشنطن والقاهرة، قال ماكينزي إن «الولايات المتحدة تربطها علاقات قديمة وطويلة الأمد مع مصر، وهي شراكة رائعة نسعى للحفاظ والبناء عليها، فمصر من البلاد المهمة لاستقرار وأمن المنطقة».
وتعلق إثيوبيا آمالها في التنمية الاقتصادية وتوليد الكهرباء على السد. وتعتمد مصر على نهر النيل للحصول على 90 بالمئة من احتياجاتها من المياه العذبة وترى أن السد ربما يمثل تهديدا وجوديا لها. ويشعر السودان بالقلق بشأن تشغيل سدوده على النيل ومحطات المياه لديه.
ودعت الدول العربية الثلاثاء، إثيوبيا للتفاوض «بحسن نية والامتناع عن اتخاذ أية إجراءات أحادية توقع الضرر بالمصالح المائية لمصر والسودان".
وأعربت الجامعة العربية عن القلق الشديد إزاء ما أعلنته إثيوبيا عن نيتها البدء في المرحلة الثانية من ملء خزان السد في الموسم المطير هذا العام من دون اتفاق على ملء وتشغيل السد.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان إن البلاد ترفض قرار جامعة الدول العربية برمته.
وسبق أن رفضت إثيوبيا دعوات من مصر والسودان لإشراك وسطاء من خارج الاتحاد الأفريقي.
واتفق السودان ومصر بالفعل هذا الشهر على العمل معا لدفع إثيوبيا إلى التفاوض على اتفاق لملء وتشغيل السد، وذلك بعد الجمود المستمر في محادثات يرعاها الاتحاد الأفريقي. ودعت الدولتان المجتمع الدولي إلى التدخل.