حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن العالم لم يعد يتجه نحو القضاء على الجوع، حيث توقف التقدم وانعكس اتجاهه، لافتاً إلى أن تقديراته تشير إلى أن أكثر من 270 مليون شخص اليوم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أو أنهم معرضون لمخاطر عالية في عام 2021.
وحذر تقرير صادر من برنامج الأغذية العالمي، من أن أحدث خطة استجابة تشغيلية عالمية لبرنامج الأغذية العالمي، وجدت أن المجاعة جراء الصراع والصدمات المناخية وآثار الانكماش الاقتصادي الناجم عن وباء «كورونا»، يمكن أن تصبح قريباً حقيقة واقعة لملايين الأشخاص.
وقال التقرير إن عدد الأشخاص الذين يتأرجحون على شفا المجاعة قد ارتفع من 34 مليوناً متوقعاً في بداية العام، إلى 41 مليوناً متوقعاً اعتباراً من يونيو (حزيران) الحالي. وأكد أنه بدون المساعدة الغذائية الطارئة الفورية، فإنهم أيضاً يواجهون المجاعة، لأن أدنى صدمة ستدفعهم فوق المنحدر إليها.
وأشارت المنظمة إلى أنه من المحتمل أن يواجه حوالي 584 ألف شخص ظروفاً تشبه المجاعة هذا العام، وقال إن نيجيريا وبوركينا فاسو تعتبران أيضاً «مصدر قلق خاص»، لأنه كان لديهما في الأشهر الأخيرة جيوب من الأشخاص يقعون في التصنيف الدولي الخامس من مستويات انعدام الأمن الغذائي أو مستوى الكارثة. وأوضح البرنامج الأممي أن لديه قلقاً خاصاً بشأن الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم، حيث تستمر أسعار المواد الغذائية في الارتفاع على مستوى العالم. وأضافت المنظمة في تقريرها أنها تقوم بأكبر عملية في تاريخها تستهدف 139 مليون شخص هذا العام، حيث تركز على زيادة المساعدات الغذائية والتغذوية المنقذة للحياة لتلبية الاحتياجات الأساسية لمن تخلفوا عن الركب، وكذلك التغلب على تحديات الوصول وتوسيع التحويلات القائمة على النقد، مع عمليات توسيع كبيرة متوقعة عبر العديد من العمليات، بما في ذلك إثيوبيا ولبنان وأفغانستان والسودان وسوريا.
وقال برنامج الغذاء العالمي إنه يحتاج إلى 5 مليارات دولار في العام الحالي لتجنب المجاعة وتلبية الاحتياجات الغذائية والتغذوية العاجلة للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، ولفت إلى أن المبلغ يمثل ثلث احتياجات المنظمة لعام 2021، البالغة 15 مليار دولار.
كما حذر من أن ملايين اللاجئين حول العالم يتطلعون إلى «مستقبل من عدم اليقين والجوع»، وذلك بسبب آثار الوباء على ميزانيات المعونة ونقص التمويل المقدم لعمليات الطوارئ. وقال تومسون فيرى، المتحدث باسم البرنامج في جنيف، إن النقص الكبير في التمويل في جميع أنحاء الشرق والجنوب الأفريقي وكذلك الشرق الأوسط، أدى إلى خفض الحصص التموينية على بعض الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم، الذين يعتمدون على أغذية برنامج الأغذية العالمي للبقاء على قيد الحياة. وأشار التقرير إلى تخفيض الحصص الغذائية لما يقرب من ثلاثة أرباع اللاجئين، وبنسبة تصل إلى 50 في المائة في شرق أفريقيا وحدها، في الوقت الذي تم تخفيض حصص اللاجئين في تنزانيا، الذين يعتمدون كلياً على مساعدات البرنامج بنسبة الثلث تقريباً. ولفت التقرير إلى أن النقص الكبير في التمويل للاستجابة الإقليمية للاجئين السوريين يعنى أن 242 ألف لاجئ سوري في الأردن قد تقطع عنهم المساعدة في نهاية أغسطس (آب) المقبل، ما لم يتم تلقي المزيد من التمويل.
وأضاف أن فجوات التمويل المتزايدة تتقاطع مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وقلة الفرص المتاحة للاجئين لاستكمال مساعدتهم الغذائية، وذلك مع تقلص الاقتصادات غير الرسمية بسبب عمليات الإغلاق الناجمة عن قيود «كورونا». وذكر التقرير أن عدد الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة يرتفع على عالمياً، حيث تؤدي النزاعات والكوارث والانهيارات الاقتصادية إلى ارتفاع مستويات الجوع.
الجوع «يلتهم» العالم... مع صراعات وتغيرات ووباء
الجوع «يلتهم» العالم... مع صراعات وتغيرات ووباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة