نتنياهو يتلف وثائق ليخفيها عن بنيت

عاصفة قانونية للمطالبة بتحقيق جنائي

نتنياهو يتلف وثائق ليخفيها عن بنيت
TT

نتنياهو يتلف وثائق ليخفيها عن بنيت

نتنياهو يتلف وثائق ليخفيها عن بنيت

في أعقاب الكشف عن قيام مكتب رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، بإتلاف مجموعة من الوثائق السرية المحفوظة في المكتب، بغرض إخفائها عن رئيس الحكومة الجديد نفتالي بنيت، ثارت عاصفة سياسية وقانونية في الحلبة السياسية الإسرائيلية، وصلت إلى درجة المطالبة بتحقيق جنائي.
فقد توجه النائب غلعاد كريف، رئيس لجنة القضاء والدستور في الكنيست (البرلمان)، إلى المستشار القضائي للحكومة طالباً إجراء تحقيق في تصرف نتنياهو وموظفيه، وبحث إمكانية فتح ملف جنائي ضدهم، كما اعترض على هذا التصرف كثير من السياسيين والإعلاميين.
المعروف أن مقر رؤساء حكومات إسرائيل في القدس الغربية، يضم جناحاً سرياً لا يتاح دخوله لأحد من خارج المكتب، أو حتى من خارج الحلقة الضيقة المحيطة برئيس الحكومة. وهو يحتوي على خزائن عدة في غرف المقر تسمى «الأكفاريوم»، وتعني حوض السمك المغلق، الذي لا يُسمح بالدخول إليها أو الوجود فيها إلا لرئيس الحكومة وكبار مساعديه. وتوضع في هذه الخزائن وثائق تحتوي أدق أسرار الدولة.
وحسب القانون والأصول، لا يجوز المساس بأيٍّ من هذه الوثائق لدى تداول السلطة، وينبغي على رئيس الحكومة المنتهية مهمته أن ينقلها كما هي إلى خليفته، عندما يسلمه زمام رئاسة الحكومة.
وكشفت صحيفة «هآرتس» في عددها أمس (الجمعة)، أن نتنياهو بنفسه أمر بتمزيق وإتلاف عدد من هذه الوثائق حتى لا تصل إلى أيدي رئيس الوزراء الجديد بنيت وفريقه.
وينص دستور خدمة الدولة في إسرائيل على أن أي «وثائق ومواد أرشيفية كانت محفوظة في مكتب مسؤول انتهت ولايته، ومتعلقة بشكل مباشر أو غير مباشر بعمله أو منصبه كموظف دولة، هي ملك للدولة.
وبناءً على ذلك، يجب أن تبقى في المكتب. وأي مواد ووثائق محفوظة في بيت الموظف أو في مكان آخر، تجب إعادتها إلى المكتب».
وحسب «هآرتس»، فإن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتصرف فيها نتنياهو بالوثائق بصورة غير قانونية لدى انتهاء ولايته. ففي عام 1999 وقبل أسابيع قليلة من خسارته الانتخابات لصالح إيهود باراك، احتفظ نتنياهو لنفسه، خلافاً للقانون، بوثائق سرّية، وُصف قسم منها بأنه «سر مشفر»، وهو تصنيف أعلى من «سرّي للغاية»، وهي تشمل عادةً جداول زمنية لكبار المسؤولين في المكتب، ومواد تتعلق بعملهم الدائم ووثائق أخرى. وليس واضحاً أي من هذه الوثائق تم تمزيقها، وكميتها.
وحسب النائب غلعاد كريف، فقد جرى نقل قسم من الوثائق التي حُفظت في الخزائن إلى أرشيف رئيس الحكومة بموجب القانون، حيث سيتم حفظها في ملفات كي يستخدمها بنيت وحكومته خلال عملهم ووفقاً للحاجة. لكن تمزيق وثائق محظور قانونياً، ويجب حفظ جميع الوثائق، الشخصية وغير الشخصية، في هذا الأرشيف. وأعرب كريف عن قناعته بوجود مخالفة كبيرة للقانون في تمزيق وإتلاف الوثائق.



بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

بوتين يزور كازاخستان لتعزيز العلاقات وبحث ملف الطاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كازاخستان، الأربعاء، في زيارة تستمر يومين تهدف لتوطيد العلاقات مع حليفة بلاده الواقعة في وسط آسيا في ظل تفاقم التوتر على خلفية حرب أوكرانيا.

ورغم انضوائها في «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» التي تقودها موسكو، فإن كازاخستان أعربت عن قلقها حيال النزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات مع رفض رئيسها قاسم جومارت توكاييف التغاضي عنه.

وفي مقال نشرته صحيفة «إسفيستيا» الروسية قبيل زيارة بوتين، أكد توكاييف دعم بلاده «الحوار السلمي» من دون أن يأتي على ذكر أوكرانيا، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جانبه، أشاد بوتين بـ«التقارب الثقافي والروحي والقيمي» بين كازاخستان وروسيا، وذلك في مقال نشر في صحيفة «كازاخ» الرسمية، قائلا إنه يساعد في تطوير «العلاقات الودية والقائمة على التحالف» مع أستانا بشكل أكبر.

وبث الإعلام الرسمي الروسي مقطعا مصورا لطائرة بوتين لدى هبوطها في أستانا الأربعاء.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل الاستقبال في مقر الرئاسة أكوردا في أستانا بكازاخستان... 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

تدهورت العلاقات التجارية بين البلدين في الأشهر الأخيرة مع منع موسكو بعض الصادرات الزراعية من كازاخستان غداة رفض الأخيرة الانضمام إلى مجموعة «بريكس».

وجعل بوتين توسيع تحالف الاقتصادات الناشئة أساسا لسياسة روسيا الخارجية، مسوّقا لمجموعة «بريكس» على أنها قوة موازية لما يعتبرها «هيمنة» الغرب على العالم.

تأتي زيارة بوتين على وقع تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب حرب أوكرانيا، إذ أطلقت روسيا صاروخا تجريبيا فرط صوتي باتّجاه جارتها الأسبوع الماضي، بينما أطلقت كييف صواريخ بعيدة المدى زودتها بها كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على روسيا لأول مرة.

وفي سبتمبر (أيلول)، دعا توكاييف إلى حل سلمي للنزاع، محذرا من أن التصعيد يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات لا يمكن إصلاحها بالنسبة للبشرية بأكملها».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يلتقطان صورة مع أطفال في أستانا في 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا على جدول الأعمال

ورغم أن رحلات بوتين الدولية بقيت محدودة منذ العملية العسكرية الروسية الشاملة في أوكرانيا عام 2022، فإنه زار الدولة الواقعة في وسط آسيا بشكل متكرر.

تعد كازاخستان حليفا عسكريا واقتصاديا تاريخيا لروسيا وتمتد الحدود بين البلدين على مسافة 7500 كيلومتر.

ويتوقع أن يناقش الزعيمان العلاقات التجارية وملف الطاقة، إضافة إلى بناء أول محطة في كازاخستان للطاقة النووية، علما بأن شركة «روساتوم» الروسية من بين الشركات المرشحة لبنائها.

تسهم كازاخستان بنحو 43 في المائة من إنتاج اليورانيوم العالمي لكنها لا تملك مفاعلات نووية.

وأكد بوتين الأربعاء أن «(روساتوم) مستعدة لمشاريع كبيرة جديدة مع كازاخستان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف يرسمان على لوحة قبل لقائهما في أستانا في 27 نوفمبر (أ.ف.ب)

سيوقّع البلدان أيضا عدة وثائق الأربعاء وسيصدران بيانا للإعلام، بحسب مستشار الكرملين يوري أوشاكوف.

ويجتمع بوتين الخميس وقادة «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» في أستانا في إطار قمة أمنية.

وستتصدر أوكرانيا جدول الأعمال، إذ يتوقع أن يناقش القادة «الإذن الغربي (لكييف) بإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتّجاه عمق أراضي روسيا الاتحادية»، وفق ما أكدت وكالة «تاس» الإخبارية نقلا عن مصدر.

وفي خطوة لافتة، ستتغيب أرمينيا عن الاجتماع بعدما علّقت عضويتها في المنظمة احتجاجا على عدم وقوف موسكو إلى جانبها في نزاعها مع أذربيجان.

وقال أوشاكوف الثلاثاء إن أرمينيا ما زالت عضوا كاملا في التحالف ويمكن أن تعود في أي لحظة.