حماس تجري اتصالات مع مصر للعدول عن إدراجها كمنظمة إرهابية

الحركة تتهم السلطة بالمشاركة في الحملة التي تشن ضدها عبر الإعلام المصري

حماس تجري اتصالات مع مصر للعدول عن إدراجها كمنظمة إرهابية
TT

حماس تجري اتصالات مع مصر للعدول عن إدراجها كمنظمة إرهابية

حماس تجري اتصالات مع مصر للعدول عن إدراجها كمنظمة إرهابية

قال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن حركته تجري اتصالات مع مصر لتصحيح ما وصفه بـ«الخطأ والاعوجاج التاريخي» المتعلق بإدراج محكمة مصرية لحركته على قائمة الإرهاب.
وأضاف هنية خلال تشييع جثمان حماد الحسنات، أحد مؤسسي حركة حماس، «لا نستوعب أن يصدر قرار من مؤسسة قضائية مصرية يشير إلى حماس على أنها حركة إرهابية.. هذا خروج عن ثوابت مصر»، مشيرا إلى أن الحركة تعالج الأمر بكثير من الصبر والحكمة، وبأن هناك اتصالات في كل الاتجاهات «لتصحيح الاعوجاج التاريخي في قرار المحكمة المصرية».
وجاء حديث هنية بعد 4 أيام من التوتر، هددت معه حركة حماس بعزل مصر عن الملفات الفلسطينية الخاصة بقطاع غزة، إذا لم تتراجع المحكمة المصرية عن إدراج الحركة كمنظمة إرهابية.
وكانت محكمة الأمور المستعجلة المصرية قد صنّفت السبت الماضي حركة حماس كمنظمة إرهابية، بعد أن قضت في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، باعتبار «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحماس، بأنه أيضا «منظمة إرهابية».
وقالت مصادر مطلعة في حماس لـ«الشرق الأوسط» إن أي قرار بعدم التعامل مع مصر في الملفات التي تخص غزة لم يتخذ بعد، لأن ذلك بحاجة إلى قرار ضمن مؤسسات الحركة. وأضافت المصادر أن «العلاقة أصبحت معقدة، وأصبح السؤال الموجه لمصر هو: كيف ستتعامل مع حماس إذا كانت تصنفها كمنظمة إرهابية، وإذا كانت لن تتعامل معها فكيف ستحل ملفات المصالحة والحرب؟».
ويشير حديث هنية، حسب مراقبين، إلى جهود تبذلها حركة الجهاد الإسلامي في مصر لتسوية الخلافات. وكان وفد للجهاد، ضم الأمين العام للحركة الدكتور رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة، قد بحث في مصر خلال اليومين الماضيين عن حلول لتسوية القضايا العالقة في قطاع غزة. وفي هذا الشأن قال خالد البطش، القيادي في الجهاد الإسلامي، إن زيارة وفد حركته إلى القاهرة جاءت استجابة لطلبات من قبل كافة القوى والفصائل الوطنية في قطاع غزة، ومن بينها حركتا حماس وفتح، لمعالجة الأزمة الراهنة، موضحا أن الوفد «يقوم بجهود لوقف تدهور العلاقات بين مصر الشقيقة وقطاع غزة، والتي ساءت بعد قرار المحكمة المصرية باعتبار حركة حماس منظمة إرهابية، كما يبحث تخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا في قطاع غزة التي تتمثل في الحصار، ووقف إعادة الإعمار، وإغلاق معبر رفح، بالإضافة إلى استئناف جهود المصالحة.. وما سمعناه هو حرص مصر على مصلحة الشعب الفلسطيني، وقد تلقينا مواقف إيجابية».
وأجرى شلح اتصالات من مصر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومع هنية كذلك، ووضعهما في صورة لقاءاته مع المسؤولين المصريين واتصالاته لتصويب مسار العلاقات مع جمهورية مصر العربية.
وتقوم اقتراحات «الجهاد» على تسلم حرس الرئيس الفلسطيني معبر رفح البري، مقابل فتحه من قبل مصر، ومن ثم تمكين حكومة التوافق من العمل في غزة مقابل حل مشكلات موظفي حماس، ودفع عجلة المصالحة بين فتح وحماس، تمهيدا لإطلاق عملية إعمار جدية.
وعلى صعيد متصل بالأزمة، اتهمت حركة حماس أمس السلطة الفلسطينية بالمشاركة في الحملة التي تشن ضدها من مصر، إذ قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري، إن حركته أطلعت مسؤولين في «الجهاد الإسلامي» والجبهتين الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب على دور بعض المسؤولين والعاملين في الأجهزة الأمنية، التابعة لرام الله، في نشر تقارير مفبركة عبر وسائل الإعلام المصري، تتضمن بعض المعلومات التحريضية والكاذبة حول دور مزعوم لحركة حماس في الساحة المصرية.
وأضاف أبو زهري أن «بعض هذه التقارير قد تم نشرها فعلا في الإعلام المصري».
وتابع موضحا: «نريد وضع الفصائل الفلسطينية أمام هذه المعلومات الخطيرة حول تورط بعض الجهات أو المسؤولين الفلسطينيين في التحريض على المقاومة، ومحاولة إفساد علاقات شعبنا الفلسطيني مع أشقائنا العرب».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.