الحكومة والمعارضة في إسرائيل تتبادلان المطبات

النائب الإسلامي منصور عباس وتفادي الصدام مع حكومة هو جزء منها (أ.ف.ب)
النائب الإسلامي منصور عباس وتفادي الصدام مع حكومة هو جزء منها (أ.ف.ب)
TT

الحكومة والمعارضة في إسرائيل تتبادلان المطبات

النائب الإسلامي منصور عباس وتفادي الصدام مع حكومة هو جزء منها (أ.ف.ب)
النائب الإسلامي منصور عباس وتفادي الصدام مع حكومة هو جزء منها (أ.ف.ب)

في الوقت الذي يحاول فيه نواب المعارضة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، نصب الكمائن والمطبات لإسقاط الحكومة الجديدة، طرحت وزيرة الداخلية، أييلت شكيد، مشروع قانون يمنع جمع شمل العائلات الفلسطينية ويتيح سحب هوية أي فلسطيني. وبدا أن هذا المشروع يوقع حكومتها أيضا في مطب، لأنه يلقى معارضة لدى النواب العرب واليساريين أيضا.
وعبر عضو الكنيست عن حزب ميرتس، موسي راز، عن معارضته تعديل بند لم الشمل في قانون المواطنة، وهاجمته القائمة المشتركة، وأعلن رئيسها النائب أيمن عودة، أنه سيسعى من الآن فصاعدا إلى إسقاط الحكومة. واستغلت المعارضة بقيادة نتنياهو هذا التناقض في الائتلاف ومحيطه، لتعلن أنها هي أيضا لن تساند المشروع، مع أنها توافق على مضمونه.
وكان القانون المذكور قد تم تعديله في العام 2003، بغرض منع فلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة من الحصول على مواطنة أو إقامة في إسرائيل، بعد الزواج من مواطن أو مواطنة عربية من إسرائيل (فلسطينيي 48)، أو حتى الدخول إلى إسرائيل. وبسبب هذا التعديل تم تشتيت ألوف العائلات. وتم سن التعديل كأمر احترازي يتم تجديده سنويا.
وقالت الوزيرة شكيد، أمس، إنها ستطرح قانون المواطنة للتصويت الأسبوع المقبل، مضيفة: «لا أتخيل أن المعارضة (أي معسكر أحزاب اليمين والحريديين) ستمس بأمن الدولة باسم ألاعيب سياسية. وأنا متأكدة أنهم سيظهرون النضج المطلوب ويؤيدون القانون. ولا شك لدي أن رئيس المعارضة (بنيامين نتنياهو) سيفي بأقواله بأنه في شؤون أمن إسرائيل (لا توجد معارضة وائتلاف، وجميعنا في جبهة واحدة في هذا الأمر)».
وتبين من فحص أجراه الائتلاف أنه لا توجد أغلبية في الكنيست تؤيد القانون، وأن المعارضة تعتزم إحراج الحكومة الجديدة من خلال إفشال المصادقة على القانون. واقترح رئيس كتلة حزب الليكود في الكنيست، ميكي زوهار، أن تدعم المعارضة قانون منع لم الشمل مقابل تأييد الائتلاف مشروع قانون شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية. وبذلك وضع الائتلاف في حرج من جديد.
وقد واجهت كتلة الحركة الإسلامية بقيادة منصور عباس مشكلة في الموضوع، فمن جهة هي ترفض القانون وتطالب بالسماح بجمع الشمل ومن جهة ثانية لا تريد أن تقف ضد الائتلاف. وكشف أمس أن رئيس الوزراء بنيت، أرسل إلى عباس يقول له إنه سيتفهم امتناع كتلته عن التصويت لهذا القانون، ولكنه لا يتفهم أبدا أن يصوت ضده. وقد رد عباس قائلا، إننا «نعمل من أجل توفير حل لائق لقانون المواطنة. ونعمل من أجل التوصل إلى تسوية ترضي الجميع. ولسنا بحاجة إلى صوت من المعارضة من أجل حل هذه المشكلة». وحسب قناة «كان 11»، فإن كتل الائتلاف تقترح على القائمة الموحدة «تعديلا» على القانون، بما يسهل عليها تلبية طلب بنيت، وهو إضافة بند يقول إن القانون لا يسري على الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى علاج طبي. لكن النائب اليساري راز رفض هذا التوجه، وقال «إن هذا قانون زائد ولا حاجة له، بل هو قانون قاس، يستهدف الأفراد بصورة شخصية جدا، ويقرر عمليا لمواطني إسرائيل من يحبون ومن يحظر عليهم أن يعشقوا، بادعاء تخوف مما قد يحدث». وأضاف أن «التوازن لا يتغير بسرعة كبيرة. وأنا أرفض النظر إلى أي طفل كأنه يشكل تهديدا ديمغرافيا. والنظر إلى الطفل كتهديد هو أمر مزعج جدا». وقال إن أعضاء كنيست آخرين من ميرتس قد يعارضون القانون.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.