انسحابات عسكرية سورية من إدلب باتجاه البادية لمحاصرة «داعش»

ضباط روس يشرفون على الهجوم وتفكيك الألغام

سيارة مدمرة جنوب إدلب بعد قصف استخدمت روسيا فيه طائرة مسيّرة في 10 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
سيارة مدمرة جنوب إدلب بعد قصف استخدمت روسيا فيه طائرة مسيّرة في 10 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
TT

انسحابات عسكرية سورية من إدلب باتجاه البادية لمحاصرة «داعش»

سيارة مدمرة جنوب إدلب بعد قصف استخدمت روسيا فيه طائرة مسيّرة في 10 يونيو الحالي (أ.ف.ب)
سيارة مدمرة جنوب إدلب بعد قصف استخدمت روسيا فيه طائرة مسيّرة في 10 يونيو الحالي (أ.ف.ب)

جددت قوات النظام السوري، أمس، قصفها بالمدفعية مناطق جنوب إدلب في شمال غربي سوريا وسط أنباء عن انسحابات من «خطوط التماس» إلى البادية لقتال «داعش» بغطاء من الطيران الروسي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن قوات النظام «استهدفت بالقذائف الصاروخية والمدفعية صباح الخميس، مناطق في احسم والبارة وابلين وبلشون وجوزف وأبديتا وارنبا والفطيرة فليفل وبينين وسفوهن ضمن القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، وأدى القصف على أبديتا إلى مقتل اثنين من عناصر (هيئة تحرير الشام)، بالإضافة لسقوط جرحى، وسط تحليق للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع في أجواء جبل الزاوية». كما استهدفت قوات سيارة مدنية بصاروخ موجه، شرق الزيادية بسهل الغاب، ما أدى لاحتراقها.
وأشار «المرصد» إلى سقوط قذائف صاروخية عدة مصدرها قوات النظام على محيط نقطة تركية في قرية سرجة ضمن جبل الزاوية، لترد القوات التركية برفقة فصائل «الفتح المبين» باستهداف مناطق النظام بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية في كفرنبل ومناطق أخرى من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
وتشهد المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام والميليشيات المساندة، بالقرب من خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية المسلحة جنوب إدلب، انسحاب آليات وعناصر والوجهة «البادية السورية». وقال أحمد القاسم، وهو ناشط من ريف إدلب الجنوبي: «شوهد خلال اليومين الماضيين سحب أعداد كبيرة من عناصر تابعة لقوات النظام بالإضافة إلى عدد من الآليات العسكرية؛ بينها عربات مزودة برشاشات متوسطة وثقيلة» من مواقعها العسكرية القريبة من خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية المسلحة في مناطق معرة النعمان ومعرشمارين ومعرشورين والغدفة وجرجناز، بريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، حيث توجهت القوات المنسحبة جنوباً؛ في إشارة إلى محافظة حماة وسط البلاد.
وأوضح مصدر عسكري في فصائل المعارضة المسلحة أنه «تم رصد تحرك 3 أرتال عسكرية تابعة لقوات النظام على مدار اليومين الماضيين من مناطق قريبة من مدينة معرة النعمان وسراقب جنوب شرقي إدلب، باتجاه منطقة سلمية شرق محافظة حماة، وتضم الأرتال ناقلات دبابات وعربات عسكرية، بالإضافة إلى سيارات عسكرية تقل عشرات العناصر».
ويضيف: «بحسب المعلومات التي تردنا من غرف العمليات والتنصت على اتصالات قوات النظام في مواقعها العسكرية جنوب إدلب، فإن وجهة الأرتال المنسحبة هي (البادية السورية)، والهدف من ذلك إشراكها مع القوات الموجودة هناك لإجراء عمليات تمشيط واسعة للبادية من (داعش)»، لافتاً إلى أن معظم القوات المنسحبة تتبع «الفرقة 25 - قوات خاصة»؛ بينها «فوج الطراميح والطه والحوارث والسحابات والشاهين» بقيادة العميد سهيل الحسن الذي تسلم مؤخراً مهمة هجوم البادية السورية.
وزاد أن المناطق الممتدة من منطقة أثريا شرق حماة وصولاً إلى مناطق الرصافة وبادية دير الزور، تشهد خلال الآونة الأخيرة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والميليشيات المساندة لها من جهة؛ وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، وقتل خلالها عدد كبير من قوات النظام خلال الأيام الأخيرة؛ بينهم ضباط، مما أجبرها على سحب قوات جديدة للمشاركة في العملية.
وأوضح حسن السعيد، وهو ناشط من مدينة دير الزور شرق سوريا، أنه «انطلقت الثلاثاء حملة عسكرية بقيادة جنرالات روس، باتجاه مواقع ومناطق عدة قريبة من جبل البشري غرب مدينة دير الزور، انطلاقاً من مناطق الشولا وكباجب والسخنة، بموازاة عملية مماثلة لقوات النظام، انطلقت من مناطق تدمر شرق حمص ومنطقة أثريا شرق حماة. وعملية دير الزور لم تحقق أي تقدم حتى الآن ضد تنظيم (داعش) بسبب كثرة الألغام المنتشرة في المنطقة، واستخدامها رشاشات ثقيلة وصواريخ حرارية».
وأوضح أمجد الرقاوي، وهو ناشط ميداني في محافظة الرقة، أنه خلال الأيام الأخيرة الماضية وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، إلى البادية السورية؛ وتحديداً في المناطق الواقعة جنوب وغرب الرقة، وشملت دبابات وسيارات نقل عسكرية وسيارات مزودة برشاشات ومئات العناصر لإطلاق حملة عسكرية واسعة على مواقع تابعة لتنظيم «داعش».
وزاد أن دفع مزيد من التعزيزات العسكرية لقوات النظام بإشراف جنرالات روس يأتي «عقب تصاعد وتيرة الهجمات التي يشنها (داعش) ونشاطه وسط البادية التي تربط محافظات حماة وحمص ودير الزور والرقة، خلال الفترة الماضية، وأسفرت الهجمات الخاطفة عن مقتل عدد كبير من قوات النظام، بالإضافة إلى قيادات في الميليشيات الإيرانية؛ وكان أبرزها عملية السخنة، شرق مدينة حمص، وقتل فيها اللواء في قوات النظام نزار عباس الفهود الذي لقي مصرعه مع المستشار العسكري في (الحرس) الإيراني حسن عبد الله زاده، في 5 يونيو (حزيران) الحالي».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.