15 عملية عسكرية في «درع الفرات» شمال سوريا الشهر الماضي

«المرصد» يتحدث عن «فلتان أمني» في ريف حلب

دمار في مستشفى الشفاء بعد قصف على عفرين في ريف حلب في 13 الشهر الجاري (إ.ب.أ)
دمار في مستشفى الشفاء بعد قصف على عفرين في ريف حلب في 13 الشهر الجاري (إ.ب.أ)
TT
20

15 عملية عسكرية في «درع الفرات» شمال سوريا الشهر الماضي

دمار في مستشفى الشفاء بعد قصف على عفرين في ريف حلب في 13 الشهر الجاري (إ.ب.أ)
دمار في مستشفى الشفاء بعد قصف على عفرين في ريف حلب في 13 الشهر الجاري (إ.ب.أ)

شهد شهر مايو (أيار) مناطق «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة فصائل سورية معارضة في ريف حلب شمال البلاد بدعم من الجيش التركي 15 استهدافا وتفجيرا واقتتالا داخليا، مقابل عملية واحدة لتبادل الأسرى بين قوات النظام والفصائل.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إنه «منذ وقوع ما يعرف بمناطق «درع الفرات» تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئاً فشيئًا، فلا يكاد يمر يوم بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث».
وقتل «16 شخصا هم رجل مسن في اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين عائلتين في قرية تل شعير بريف جرابلس، وشخص آخر في اشتباكات عائلية بالأسلحة الرشاشة في قرية البرج جنوب الراعي شرقي حلب، وامرأة قتلها زوجها بدم مارد في قرية كفرغان الواقعة شرقي أعزاز بريف حلب الشمالي، ومواطن قتل على يد عناصر من الفصائل الموالية لأنقرة في قرية البرج التابعة للباب شرقي حلب، وعنصر من «الفرقة 20» برصاص مجهولين في قرية تل جرجي بريف الباب، وشخص برصاص مجهولين في بلدة قباسين بريف الباب، و3 أشخاص في انفجار دراجة نارية مفخخة في جرابلس، واثنان من عناصر الشرطة برصاص خلية تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في الباب، و3 من الفصائل الموالية لأنقرة في اشتباكات مع خلية للتنظيم في الباب، واثنان من الخلية أحدهما فجر نفسه بحزام ناسف»، حسب «المرصد».
وشهد مايو (أيار) 5 اقتتالات عائلية وفصائلية ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة بريفي حلب الشمالي والشرقي، و«في الأول من الشهر شهدت قرية تل شعير بريف جرابلس، اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين عائلتين في القرية، أسفرت عن مقتل رجل مسن، بالإضافة إلى سقوط جرحى، وفي الثاني من الشهر شهدت قرية البرج جنوبي الراعي اشتباكات عائلية مسلحة نتيجة تعدي رعاة أغنام على محصول زراعي في القرية، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص وإصابة آخرين. وفي ذات اليوم شهدت مدينة الباب توتر بين فصيل «جيش الأحفاد» من جهة، و«فرقة الحمزة» من جهة أخرى، والمنضوين ضمن ما يسمى «الجيش الوطني» وبحسب المصادر، فإن التوتر سببه قيام «جيش الأحفاد» باعتقال عنصر من «فرقة الحمزة» لترد الأخيرة بالانتشار في مناطق عدة من مدينة الباب، واعتقال عناصر من «جيش الأحفاد»، حسب المصدر نفسه.
وفي 12 مايو، رصد «المرصد» توترا أمنيا وإطلاق نار كثيف في مدينة الباب بالقرب من دوار السنتر وسط المدينة، نتيجة شجار بين عناصر الشرطة الموالية لتركيا وأشخاص قرب دوار السنتر. و«في التفاصيل قام أحد عناصر الشرطة بإطلاق رصاصة عن طريق الخطأ فأصابت أحد المتشاجرين، بعد ذلك، قامت مجموعة مسلحة بخطف الشرطي الذي أطلق النار. واستقدم عناصر السلطان مراد تعزيزات عسكرية، وقطعوا الطرق المؤدية إلى دوار السنتر في مدينة الباب شرقي حلب، تزامن ذلك مع إخلاء عناصر الشرطة من الحواجز في أسواق مدينة الباب، فيما تجمعت عشرات السيارات من نوع بيك آب مزودة برشاشات ثقيلة تابعة للشرطة العسكرية لاقتحام دوار السنتر وإزالة حواجز فرقة السلطان مراد وفض النزاع».
وفي 24 من الشهر الماضي رصد توتر تشهده كل من مدينة الباب وريفها ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات «درع الفرات»، حيث دارت اشتباكات بين الشرطة العسكرية ومسلحين في منطقة احتيملات، ما أدى لسقوط أكثر من 7 جرحى، عقب ذلك داهمت الشرطة العسكرية المنطقة واعتقلت 4 أشخاص على الأقل، وفي مدينة الباب، شنت الشرطة العسكرية حملة مداهمات ضمن منطقة السكن الشبابي ودوار «غصن الزيتون» واعتقلت عدة أشخاص.
كما أحصى «المرصد» 6 تفجيرات و3 استهدافات، إذ أنه «في السادس من مايو عثر على جثة عنصر من «الفرقة 20» التابعة لـ«الجيش الوطني» المدعوم من تركيا، مقتولًا وعليه آثار طلقات نارية، في قرية تل جرجي بريف مدينة الباب الشمالي، ويتحدر القتيل من بلدة محكان بريف دير الزور الشرقي، وفي 14 الشهر قتل شخص برصاص مجهولين، اقتحموا مزرعته في بلدة قباسين بريف مدينة الباب، شرقي حلب، وقاموا بسرقة سيارته أيضاً، وفي 28 الشهر قتل عنصران من الشرطة الموالية لأنقرة في مدينة الباب برصاص خلية تابعة لتنظيم داعش».
أما بالنسبة إلى التفجيرات، فانفجرت عبوة ناسفة مزروعة بسيارة «بيك آب» في مخيم باب السلامة القديم بريف مدينة أعزاز شمالي حلب في السادس من مايو، وفي العاشر من الشهر انفجرت دراجة نارية مفخخة على طريق البحوث - أعزاز ما أدى إلى إصابة شخصين اثنين بجراح، وأيضاً في اليوم ذاته انفجرت عبوة ناسفة قرب مسجد في مدينة الباب، وفي 19 الشهر انفجرت عبوة ناسفة بسيارة في جرابلس، وفي 24 الشهر شهدت جرابلس أيضاً انفجار دراجة نارية مفخخة قرب مسجد الشريعة مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة نحو 7 آخرين، من بينهم جراحه خطيرة، وآخر التفجيرات كانت في 28 الشهر حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لقاضي يتبع لحركة أحرار الشام الإسلامية في مدينة الباب.
في المقابل، شهد يوم الثاني عشر من مايو، عملية تبادل للأسرى بين قوات النظام والفصائل الموالية لتركيا، ووفقًا لمصادر «المرصد» فإن عملية التبادل شملت الإفراج عن امرأة وشابين وآخرين كانوا معتقلين لدى قوات النظام، مقابل الإفراج عن عدد من أسرى من قوات النظام في سجون الفصائل، إضافة لوجود جثث، حيث تمت العملية في معبر أبو الزندين في ريف مدينة الباب شرقي حلب، وبإشراف الهلال الأحمر السوري.
وشنت فصائل «درع الفرات» حملة أمنية في مدينة الباب، وداهمت موقعاً لخلية تابعة لتنظيم «داعش» في 28 الشهر، ودارت اشتباكات بين الطرفين، أدت إلى مقتل 3 من التشكيلات العسكرية الموالية لأنقرة، كما قتل اثنان من الخلية أحدهما فجر نفسه بحزام ناسف.
وخلص «المرصد» إلى القول بأنه «يتضح مما سبق أن مسلسل الانتهاكات في مناطق «درع الفرات» لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق».
وفي عفرين الخاضعة لسيطرة فصائل أخرى مدعومة من تركيا، قتل 18 شخصا في قصف على مستشفى الشفاء مصدره مناطق سيطرة قوات النظام و«قوات سوريا الديمقراطية»، قوبل بإدانات من أميركا ودول أوروبية والأمم المتحدة.



مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
TT
20

مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)

تزامناً مع إعلان هيئة قناة السويس المصرية نجاحها في قطر ناقلة نفط تعرضت لهجوم «حوثي» قبل نحو 7 أشهر، أكدت مصر، الاثنين، أن تحقيق أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر حفني، إن «أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة»، مُشيراً إلى «أهمية التوصل إلى حل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية».

جاء ذلك في افتتاح البرنامج التدريبي الذي ينظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان «مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر».

ويشارك في البرنامج التدريبي عدد من الكوادر المدنية والأمنية المعنية بالدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنها السعودية، واليمن، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والأردن، ومصر، وفق الإفادة.

وأشار حفني، في كلمته خلال مراسم افتتاح البرنامج التدريبي، إلى «تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق». وقال إن «الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً»، وأضاف: «مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أي مبادرات تُعنى بالمنطقة».

وشدد نائب وزير الخارجية المصري على «أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة».

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، إن إيرادات قناة السويس تراجعت نحو من 40 إلى 50 في المائة، بسبب «الأزمات» على حدود البلاد المختلفة، بعد أن كانت تدرّ نحو 10 مليارات دولار سنوياً.

في سياق متصل، قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، في إفادة رسمية، الاثنين، إن ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان، والتي هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية العام الماضي، جرى قطرها بنجاح عبر القناة بعد إنقاذها من البحر الأحمر.

ووفق البيان، «جرت عملية القطر بواسطة 4 قاطرات تابعة للهيئة في رحلتها عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب، مقبلة من البحر الأحمر ومتجهةً إلى اليونان».

وأوضح رئيس الهيئة أن «تجهيزات عملية قطْر الناقلة استلزمت اتخاذ إجراءات معقدة على مدار عدة أشهر لتفريغ حمولة الناقلة البالغة 150 ألف طن من البترول الخام قبل السماح بعبورها القناة، وذلك لخطورة وضع الناقلة بعد تعرضها لهجوم بالبحر الأحمر في أغسطس (آب) الماضي، أسفر عن حريق هائل بغرفة القيادة، وغرفة الماكينات، وغرف الإعاشة، وتعطل أجهزة التحكم والسيطرة، بشكل يصعب معه إبحار الناقلة وتزداد معه مخاطر حدوث التلوث والانسكاب البترولي أو الانفجار».

ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)
ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)

وأضاف ربيع أن «عملية تفريغ الحمولة في منطقة غاطس السويس خضعت لإجراءات معقَّدة قامت بها شركتا الإنقاذ AMBERY وMEGA TUGS المعينتين من مُلَّاك الناقلة، حيث عملتا من خلال خطة عمل مشتركة، بالتعاون وتحت إشراف كامل من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، على تفريغ الحمولة بناقلة أخرى مماثلة، وفق معدلات تفريغ وحسابات دقيقة منعاً لحدوث أي تضرر أو انقسام في بدن الناقلة».

وأوضح أن «عملية القطْر استغرقت نحو 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشداً في مناطق الغاطس والقناة، وجرت على عدة مراحل».

وأكد ربيع «جاهزية قناة السويس للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية من خلال منظومة عمل متكاملة»، مشيراً إلى «ما تتيحه الهيئة من حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلائم متطلبات العملاء المختلفة في الظروف الاعتيادية والطارئة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

بدوره، قال خبير الشؤون الأفريقية اللواء محمد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحدث في البحر الأحمر يجب النظر إليه من منظور جيوسياسي، لا سيما أن ما يحدث فيه يؤثر في دول عدة حول العالم، كونه أحد ممرات الملاحة العالمية التي كانت ولا تزال محل تنافس عالمي»، وأشار إلى «أهمية تعاون الدول المشاطئة لحماية أمن البحر الأحمر واستقراره». وأضاف: «إنهاء الصراعات في المنطقة أحد أهم شروط استعادة استقرار البحر الأحمر».

ووفق تقرير للبنك الدولي الشهر الماضي، «أدى تعطيل النقل البحري في البحر الأحمر إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن العالمية بنسبة 141 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مقارنةً بما قبل الأزمة».

كما شهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 75 في المائة بحلول أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنةً بانخفاض 50 في المائة تم توثيقه في مايو (أيار) 2024، وفق التقرير.