دعا الرئيس التونسي، قيس سعيّد، اليوم (الثلاثاء)، إلى حوار وطني يقود إلى الاتفاق على نظام سياسي جديد، وتعديل دستور 2014 الذي قال إنه «كله أقفال»، وذلك في مسعى لحل الأزمة السياسية الحادة في البلاد.
وقد تمهد تصريحات سعيد الطريق أمام إنهاء الجمود السياسي المستمر منذ شهور، والخلاف بينه وبين رئيس الحكومة هشام المشيشي المدعوم من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الإسلامي، بسبب التنازع بين الرئيس ورئيس الوزراء حول الصلاحيات والتحالفات السياسية.
وحظي الدستور التونسي الذي أقره البرلمان في 2014 عقب ثورة 2011 بإشادة دولية واسعة، ووُصف بأنه دستور حداثي يضمن حرية المعتقد، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
لكن أغلب الساسة يقرون بأنه يتضمن كثيراً من النقاط الجدلية التي تحتاج إلى التعديل، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الصلاحيات، وحدود الصلاحيات بين الرئيس ورئيس الحكومة والبرلمان. وأدت خلافات حول تأويل الدستور إلى أزمات سياسية متكررة منذ 2016.
وخلال كلمة له في أثناء اجتماعه مع المشيشي و3 رؤساء حكومات سابقين، قال سعيد: «لندخل في حوار جدي... يتعلق بنظام سياسي جديد وبدستور حقيقي لأن هذا الدستور قام على وضع الأقفال في كل مكان، ولا يمكن أن تسير المؤسسات بالأقفال والصفقات».
وكان سعيد قد قال في أبريل (نيسان) إن صلاحياته، بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة، تشمل أيضاً قوات الأمن الداخلي، وليس فقط الجيش، في تصعيد لخلافه مع المشيشي بشأن الصلاحيات معتمداً على فصول مثار جدل في الدستور.
وفي حين يؤيد حزب النهضة، وهو أكبر حزب في البرلمان، إقامة نظام برلماني خالص، معتبراً أن النظام الرئاسي قد يتيح إعادة إنتاج ديكتاتورية جديدة، فإن الرئيس سعيد لا يخفي ميله لنظام رئاسي، مثله مثل عدة سياسيين آخرين يرون أن تونس تحتاج إلى قيادة واحدة.
والنظام الحالي مختلط، يُنتخب فيه الرئيس بشكل مباشر، ولكن أغلب السلطات بيد رئيس الحكومة الذي يعينه الائتلاف الحاكم.
وحققت تونس انتقالاً سلمياً إلى الديمقراطية بعد انتفاضة عام 2011، لكن اقتصاد البلاد تكبله الديون الثقيلة، وتدهور الخدمات العامة، وقد ساءت حالته بسبب جائحة فيروس «كورونا».
رئيس تونس يدعو لحوار يقود إلى تعديل دستوري
رئيس تونس يدعو لحوار يقود إلى تعديل دستوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة