حقوقيون يقاضون رئيس الحكومة التونسية بسبب {تجاوزات أمنية}

هشام المشيشي (رويترز)
هشام المشيشي (رويترز)
TT

حقوقيون يقاضون رئيس الحكومة التونسية بسبب {تجاوزات أمنية}

هشام المشيشي (رويترز)
هشام المشيشي (رويترز)

أعلن محمد ياسين الجلاصي، نقيب الصحافيين التونسيين، عن تنظيم مسيرة وطنية يوم الجمعة المقبل، احتجاجاً على تعاطي قوات الأمن والحكومة مع الاحتجاجات الأخيرة. مؤكداً في مؤتمر صحافي عقد بمقر نقابة الصحافيين، أمس، أن عدداً من المنظمات والجمعيات ستقاضي هشام المشيشي وزير الداخلية بالإنابة، على خلفية تجاوزات المؤسسة الأمنية في حق المواطنين.
وجاء هذا المؤتمر بدعوة من منظمات حقوقية ومهنية، وحضرته عائلات ضحايا العنف الأمني الذي وقع في منطقة الجيارة وسيدي حسين، وأحداث شارع الحبيب بورقيبة، وتم التركيز على جرائم العنف الأمني، وانتقاد تعاطي قوات الأمن مع المحتجين.
في غضون ذلك، دعا أعضاء المكتب السياسي للحزب الدستوري الحر (معارض)، بزعامة عبير موسي، إلى إلغاء كل القرارات «الإقصائية» التي اتخذتها موسي في حق عدد من القيادات السياسية التي لا تشاطرها الرأي، وأكدوا خلال مؤتمر صحافي عقد أمس بالعاصمة التونسية على ضرورة إلغاء قرار إعفاء حاتم العماري من منصب أمين عام الحزب ورفته منه، ودعوا العماري إلى استئناف مهامه داخل الحزب. كما دعت القيادات الغاضبة إلى تشكيل لجنة وطنية، يعهد لها الإعداد لمؤتمر انتخابي، في انتظار عودة مناضلي الحزب، وطي صفحة الماضي، والالتزام بالتعهدات السياسية التي قطعتها القيادات المؤسسة لهذا الحزب.
وكانت بعض قيادات «الدستوري الحر» قد أعلنت رسمياً عن استقالاتها من الحزب بقيادته الحالية، خلال مؤتمر صحافي عقد صيف 2019، احتجاجاً على ما اعتبرته «سياسة الإقصاء الممنهج، والاستبداد بالرأي، والتهميش المتعمد للمناضلين والكفاءات الوطنية من قبل رئيسة الحزب عبير موسي، التي ترفض النقاش مع المستقيلين».
وكان «الدستوري الحر» قد أصدر بلاغاً موقعاً من رئيسته، أكد فيه أن «مجموعة من الأشخاص يستعدون لعقد ندوة صحافية، منتحلين صفة قيادات بالحزب وهياكله وتابعة له، بقصد تشويهه وخدمة مصالح مرشحيهم، ومن يقف وراءهم من تيارات سياسية معادية للخط السياسي للحزب الدستوري الحر».
وأمس عمدت عبير موسي، صحبة نواب كتلتها البرلمانية، إلى رفع شعار «ارحل» في وجه وزير الصناعة والطاقة والمناجم بالإنابة، محمد بوسعيد، وحاولت تعطيل أشغال الجلسة العامة للبرلمان، ومنع لجنة الصناعة والطاقة والثروات الطبيعية والبيئة من تلاوة تقريرها، وهو ما تسبب في حالة من الفوضى داخل البرلمان.
وسبق أن تسببت موسي في حالة من الفوضى، خلال الجلسة العامة أول من أمس، وعطلت أشغالها عند مطالبتها وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بالمغادرة، مما أدى إلى تقدم الحكومة بشكوى قضائية ضد موسي، احتجاجاً على تهجمهما على الوزيرين.
وجاء تحرك «كتلة الدستوري الحر» بعد أن أوقفت الجلسة العامة خلال نقاش مع وزير الشؤون الاجتماعية ووزيرة التعليم العالي، بحجة أنه لا مجال لحضور أي وزير من حكومة المشيشي في البرلمان، التي تعتبرها «حكومة ساقطة».
في سياق ذلك، أعلنت سميرة الشوّاشي، النائبة الأولى لرئيس البرلمان، عن نقل مصطفى بن أحمد رئيس كتلة «تحيا تونس»، والنائبة جميلة الكسيسكي عن كتلة حركة النهضة إلى المستشفى، إثر تدهور حالتهما الصحية داخل البرلمان بسبب حالة الاحتقان والتشنج، التي تسببت في موسي.
ويحتج نواب هذا الحزب على الحكومة الحالية بسبب الاعتداءات، التي تعرض لها عدد من التونسيين، وعلى ما تعرض له أنصار حزبهم في ساحة باردو من تضييق على تحركهم الاحتجاجي، الذي طلب قبل أيام بحل البرلمان.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.