روسيا تشيع معارضها المغتال.. ومنع حضور ساسة أوروبيين

اتهامات لبوتين بقيادة البلاد نحو الديكتاتورية

روسيا تشيع معارضها المغتال.. ومنع حضور ساسة أوروبيين
TT

روسيا تشيع معارضها المغتال.. ومنع حضور ساسة أوروبيين

روسيا تشيع معارضها المغتال.. ومنع حضور ساسة أوروبيين

يدفن زعيم المعارضة الروسي المغتال بوريس نيمتسوف اليوم في العاصمة الروسية موسكو، وقال بعض من ساسة أوروبا البارزين إن روسيا منعتهم من حضور الجنازة.
ومن المتوقع أن يحضر عدد كبير من سفراء الدول الغربية مراسم الجنازة التي بدأت في العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش) بمركز سخاروف في موسكو.
أما عملية الدفن نفسها فمن المقرر أن تتم بعد ظهر اليوم في مقبرة بضواحي العاصمة.
وقتل نيمتسوف في وقت متأخر مساء الجمعة الماضي خارج أسوار الكرملين. ولاذ القاتل المجهول بالفرار، مما دفع نشطاء المعارضة إلى اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إما بإصدار أمر القتل أو على الأقل بخلق جو من الكراهية السياسية أدى إلى الجريمة.
وأعلن اثنان على الأقل من نواب البرلمان الأوروبي البارزين أن روسيا منعتهما من حضور الجنازة.
وقالت وزيرة خارجية لاتفيا السابقة ساندرا كالنيتي، وهي الآن نائبة في البرلمان الأوروبي، إن حرس الحدود منعها من الدخول في مطار شيريميتييفو في موسكو في وقت متأخر أمس.
وذكرت في بيان أنه «رغم هذا القرار الذي اتخذه نظام بوتين، أود أن تعلم عائلة بوريس نيمتسوف وأصدقاؤه وجميع الديمقراطيين في روسيا أننا معهم في هذه اللحظة المأسوية».
كما قال رئيس مجلس الشيوخ البولندي بوجدان بوروسيفيتيش في وقت سابق اليوم في وارسو إن السلطات الروسية رفضت منحه تأشيرة دخول.
وقال بوروسيفيتيش، الذي كان ناشطا حقوقيا ذات يوم، للتلفزيون البولندي إن بوتين يقود روسيا نحو الديكتاتورية.
يشار إلى أن الوزير الأجنبي الحالي الوحيد الذي يتم إعلان حضوره للجنازة في روسيا هو وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكفيتشيوس. ومن المتوقع أن يمثل الحكومة الألمانية مفوضها للشؤون الروسية جيرنوت إرلر.
وقال المتحدث باسم بوتين أمس إن الرئيس الروسي لن يحضر الجنازة وسوف يرسل ممثل الكرملين في البرلمان جاري مينخ لينوب عنه.
ووصف بوتين اغتيال نيمتسوف بأنه «استفزاز».
وأعلن المحققون الروس أنهم يبحثون في دوافع مختلفة محتملة وراء الاغتيال، بما فيها علاقته بالصراع في أوكرانيا.
وأكدت لجنة التحقيقات، المكلفة بالقضية، اليوم أن الشاهد الرئيسي بشأن الجريمة، وهي صديقة نيمتسوف التي كانت تسير معه في الطريق إلى المنزل عندما تم اغتياله، قد عادت إلى موطنها أوكرانيا.



بوتين يهنئ ترمب ويؤكد تطلعه إلى «سلام دائم» في أوكرانيا

الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
TT

بوتين يهنئ ترمب ويؤكد تطلعه إلى «سلام دائم» في أوكرانيا

الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي دونالد ترمب بمناسبة توليه مهامه الاثنين، وأعرب عن استعداده للحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة، للتوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا ينهي جذور الأزمة ويراعي مصالح كل شعوب المنطقة.

وعلى الرغم من أن استطلاعات حديثة للرأي أظهرت ضعف ثقة الروس بقدرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تولى مهامه الاثنين على تنفيذ وعوده الانتخابية بالتوصل إلى تسوية نهائية للصراع في أوكرانيا، فإن بوتين تعمد توجيه رسائل إيجابية حول انفتاحه على الحوار مع إدارة ترمب، وحدد رؤيته لشروط إنجاح جهود التسوية في أوكرانيا.

وتعمد بوتين حتى قبل انتهاء مراسم أداء اليمين الدستورية في واشنطن توجيه تهنئة للرئيس الجديد. وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي إنه يهنئ نظيره الأميركي دونالد ترمب بمناسبة تنصيبه رئيسا، ويؤكد على انفتاح موسكو على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي عبر الفيديو الاثنين (إ.ب.أ)

«إزالة الأسباب الجذرية للأزمة»

وشدد بوتين على أن بلاده «لم ترفض الحوار مطلقا، وكنا دوما على استعداد للحفاظ على علاقات تعاون سلسة ومرنة مع أي إدارة أميركية. وقد تحدثت عن هذا الأمر مرارا». وزاد: «نحن منفتحون على الحوار، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو إزالة الأسباب الجذرية للأزمة، والتي تحدثنا عنها عدة مرات، هذا هو الشيء الأكثر أهمية». وأشاد بوتين بالإشارات التي صدرت عن ترمب وأركان إدارته حول الحوار مع موسكو، وأضاف: «تابعنا تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب وأعضاء فريقه حول الرغبة في استعادة الاتصالات المباشرة مع روسيا، والتي قطعتها الإدارة المنتهية ولايتها، من دون أي خطأ من جانبنا. كما نسمع تصريحاته حول الحاجة إلى بذل كل ما في وسعه لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة». وقال أيضاً: «نرحب بالطبع بهذه التصريحات أعلنا سابقا أننا نسعى إلى علاقات سلسلة ومتوازنة مع الإدارة الأميركية». وتابع قائلا: «ننطلق من حقيقة أن الحوار سيتم على أساس المساواة والاحترام المتبادل، مع الأخذ في الاعتبار الدور المهم الذي يلعبه بلدانا في عدد من القضايا الرئيسية المدرجة على الأجندة الدولية، بما في ذلك تعزيز الاستقرار الاستراتيجي والأمن».

«سلام طويل الأمد»

ورأى الرئيس الروسي أن «السلام في أوكرانيا يجب أن يرتكز على احترام المصالح المشروعة لشعوب المنطقة، وهدف التسوية الأوكرانية يجب ألا يكون هدنة قصيرة، بل سلام طويل الأمد». وأوضح بوتين أن «الهدف لا ينبغي أن يكون مجرد هدنة قصيرة، ولا نوعا من الاستراحة لإعادة تجميع القوات وإعادة التسلح بهدف مواصلة الصراع لاحقا، بل ينبغي أن يكون سلاما طويل الأمد، يقوم على احترام المصالح المشروعة لجميع الناس، جميع الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة».

وأشار بوتين، في الوقت ذاته، إلى أن روسيا «ستقاتل من أجل مصالح شعبها»، مشدداً على أن «هذا في الواقع هو الغرض والمعنى من إطلاق العملية العسكرية الخاصة».

وامتدح بوتين الرئيس الأميركي العائد وقال إنه «أظهر شجاعة وحقق فوزا ساحقا في الانتخابات»، مشيرا إلى أن «فترة ما قبل الانتخابات كانت صعبة على ترمب من جميع النواحي، وكان تحت ضغط شديد، لكنه أظهر شجاعة كبيرة».

تشكيك روسي في تحقيق السلام

في غضون ذلك، أظهر استطلاع حديث أجراه المركز الروسي لأبحاث الرأي العام أن 51 في المائة من الروس يشككون في قدرة ترمب على تسوية النزاع في أوكرانيا خلال 6 أشهر، وفقا لوعود أطلقها سابقا. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 31 في المائة من الروس يعتقدون أن ترمب قادر على تحقيق ذلك، بينما وجد 18 في المائة صعوبة في الإجابة عن السؤال. وقال 22 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن لديهم موقفا إيجابيا إلى حد ما تجاه ترمب، بينما عبر 11 في المائة عن موقف سلبي، في حين أبدى 61 في المائة عدم مبالاة تجاهه.

ويعتقد 35 في المائة من الروس وفقا للاستطلاع أن انتخاب ترمب قد يحسّن العلاقات الروسية الأميركية، بينما يرى 7 في المائة عكس ذلك، ويظن 45 في المائة أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة لن تتغير. أما بالنسبة لنفوذ الولايات المتحدة، فقد قال 41 في المائة إنه لن يتغير في عهد ترمب، بينما توقع 28 في المائة زيادة نفوذها، واعتقد 9 في المائة أن النفوذ الأميركي في العالم سوف يتراجع.