حذرت دراسة من أن أخطار موت لاعبي كرة القدم بسبب توقف القلب عن الخفقان، أعلى بكثير مما كان يعتقده الأطباء من قبل.
فقد سبب سقوط لاعب كرة القدم الدنماركي كريستيان إريكسن (29 عاماً) أثناء المباراة الافتتاحية لبطولة أوروبا «يورو 2020» بين الدنمارك وفنلندا، «الذهول» للجميع؛ لأنه رياضي ولديه لياقة بدنية عالية.
قال طبيب المنتخب الدنماركي مارتن بوزين: «لاعب خط الوسط عانى من توقف في القلب» مضيفاً: «لقد فقدناه، وقمنا بإنعاش قلبه»، بعد تلقيه علاجاً طبياً طارئاً على أرض الملعب قبل نقله إلى المستشفى.
وقال طبيب القلب الرياضي، البروفسور سانجاي شارما، رئيس «لجنة إجماع خبراء أمراض القلب» في الاتحاد الإنجليزي، لـ«بي بي سي»: «إن تدخل الفريق الطبي بسرعة في الملعب ساعد في إنقاذ حياة إريكسن».
وقال لاعب كرة القدم الإنجليزي السابق، فابريس موامبا، الذي سقط على أرضية الملعب عندما توقّف قلبه خلال مباراة عام 2012 وكان عمره حينها 23 عاماً: «يجب على إريكسن التركيز على تعافيه بعد سقوطه أثناء مباراة بلاده مع فنلندا».
ورغم تعافي موامبا، فإنه اعتزل اللعب لاحقاً من ذلك العام، بناء على نصيحة الأطباء.
أسباب توقف القلب؟
يذكر تقرير لـ«هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)» أن توقف نبض القلب أمر نادر الحدوث عند ممارسة الرياضة، ولكن قد تكون هناك إشارات تحذيرية لوجود مشكلات في القلب.
فبحسب تقرير من جامعة هارفارد، فإن هذا العارض الصحي الخطير ينتج عن توقف عضلة القلب فجأة عن الضخ، حيث تنقبض حجرتا القلب السفليتان (البطينان) بسرعة كبيرة، من دون الحصول على وقت كاف للاسترخاء بين النبضات، مما يؤدي إلى عدم امتلائهما بالدم الكافي. وفي بعض الأحيان يتوقف القلب عندما تنقبض حجرتا القلب العلويتان (الأذينان) بسرعة كبيرة جداً، لضخ الدم بكفاءة. وعند حدوثه، تجب إعادة نبض القلب بأسرع ما يمكن، قبل إجراء أي تشخيص للحالة الصحية.
لماذا يصيب الرياضيين؟
يوضح التقرير أنه رغم أن الرياضة مفيدة جداً للصحة، فإن عدم انتظام ضربات القلب عند بعض الرياضيين يؤدي إلى مرض في الشريان التاجي، يؤدي إلى انسداد في شرايين القلب لأسباب كثيرة؛ منها تجمع الكولسترول، والالتهابات الفيروسية لعضلة القلب، والتعرض لصدمة كهربائية، وبعض الاضطرابات الوراثية، والإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
ويعدّ الرياضيون الرجال، خصوصاً السود، ولاعبو كرة السلة، من بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة، خصوصاً إن كانوا يعانون من مشكلات وراثية في القلب، أو مرضاً في الشريان التاجي.
وعادة ما يكون الإغماء أول علامة على توقف القلب. كما قد يعاني بعض الأشخاص من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو غثيان قبل فترة وجيزة من الإصابة بتوقف القلب.
يشير الأطباء إلى أن التدخل الطبي في الدقائق الأولى، يزيد من فرص النجاة.