«رايتس ووتش»: الأمم المتحدة تشاركت بيانات 800 ألف لاجئ من الروهينغا دون علمهم

أفراد من الروهينغا يسيرون بإتجاه مخيم للاجئين في بنغلادش بعد فرارهم من ميانمار (رويترز)
أفراد من الروهينغا يسيرون بإتجاه مخيم للاجئين في بنغلادش بعد فرارهم من ميانمار (رويترز)
TT

«رايتس ووتش»: الأمم المتحدة تشاركت بيانات 800 ألف لاجئ من الروهينغا دون علمهم

أفراد من الروهينغا يسيرون بإتجاه مخيم للاجئين في بنغلادش بعد فرارهم من ميانمار (رويترز)
أفراد من الروهينغا يسيرون بإتجاه مخيم للاجئين في بنغلادش بعد فرارهم من ميانمار (رويترز)

أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم (الثلاثاء) أن الأمم المتحدة جمعت بيانات أكثر من 800 ألف لاجئ من الروهينغا في بنغلادش التي تشاركت لاحقاً هذه البيانات - بدون علم أصحابها - مع ميانمار، البلد الذي فروا منه، مطالبة بفتح تحقيق في هذه القضية، في اتهام نفته المنظمة الأممية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، جمعت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين - الهيئة الأممية المسؤولة عن إغاثة اللاجئين - بيانات اللاجئين الروهينغا الذي يقيمون في مخيمات ببنغلادش لكي تتمكن دكا من تزويدهم بأوراق ثبوتية، وهو أمر ضروري لحصولهم على المساعدات الإنسانية. لكن «هيومن رايتس ووتش» أكدت اليوم أن هؤلاء اللاجئين لم يكونوا على علم بأن هذه البيانات التي جمعتها المفوضية ستنتقل، عبر السلطات البنغلادشية، إلى حكومة ميانمار وذلك بهدف تنسيق عودتهم إلى البلاد.
وسارعت المفوضية إلى رفض هذه الاتهامات.
وقال المتحدث باسم الوكالة الأممية أندريه ماهيتسيك لوكالة الصحافة الفرنسية إن المفوضية «لديها إجراءات واضحة للغاية لضمان أمن البيانات التي نجمعها عند تسجيل اللاجئين في جميع أنحاء العالم».
لكن «هيومن رايتس ووتش» قالت في تقريرها إن اللاجئين الروهينغا لم يكونوا على الأرجح يعلمون بأن بياناتهم التي تشتمل على صورهم وبصماتهم ومعلوماتهم الشخصية ستصل في نهاية المطاف إلى ميانمار.
ونقل التقرير عن لمى فقيه، مديرة الأزمات والنزاعات في «هيومن رايتس ووتش» والتي أجرت مقابلات مع 24 لاجئاً وتحدثت إلى متخصصين آخرين، قولها إن إجراءات المفوضية «عرضت اللاجئين لمخاطر إضافية».
لكن المفوضية تؤكد أنها طلبت من اللاجئين إذنهم لمشاركة بياناتهم وأوضحت لهم أنهم سيتلقون البطاقة التي تخولهم الحصول على المساعدات بغض النظر عما إذا كانوا سيوافقون على مشاركة بياناتهم أم لا.
بيد أن المنظمة الحقوقية أكدت في تقريرها أن 23 لاجئاً من أصل اللاجئين الـ24 الذين أجرت مقابلات معهم أبلغوها بأنهم لم يتبلغوا بهذا الأمر بشكل صحيح، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن «صغر حجم العينة لا يسمح بالتعميم».
واستخدمت السلطات في ميانمار هذه البيانات لإعطاء موافقتها المسبقة على عودة 42 ألفاً من اللاجئين الروهينغا إلى ميانمار، البلد الذي لا يعترف بأبناء هذه الأقلية المسلمة كمواطنين ولكنه يمنحهم وضعية إدارية.
وشددت المفوضية على أن عودة أي لاجئ من الروهينغا إلى ميانمار ستتم على أساس طوعي حصراً، مؤكدة أن بنغلادش لم تجبر أياً من هؤلاء اللاجئين على العودة إلى جارتها.
لكن «هيومن رايتس ووتش» تقول إن حصول ميانمار على بيانات هؤلاء اللاجئين عرضهم للخطر لأن أسماءهم باتت مدرجة في قائمة وحكومتهم تعلم أنهم يقيمون في بنغلادش.


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.