تحالف القوى العراقية ينهي مقاطعته لجلسات مجلس النواب العراقي

بعد جلسة برلمانية حضرها العبادي وقدم خلالها وعودًا جديدة

تحالف القوى العراقية ينهي مقاطعته لجلسات مجلس النواب العراقي
TT

تحالف القوى العراقية ينهي مقاطعته لجلسات مجلس النواب العراقي

تحالف القوى العراقية ينهي مقاطعته لجلسات مجلس النواب العراقي

أعلن تحالف القوى العراقية «الكتلة السنية في البرلمان» كسر مقاطعته لجلسات البرلمان العراقي التي استمرت لأكثر من أسبوعين بعد اختطاف النائب السابق عن التحالف زيد الجنابي ومقتل عمه الشيخ قاسم سويدان من قبل ميليشيات مسلحة وسط بغداد.
وقال طلال الزوبعي، عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى رئيس لجنة النزاهة البرلمانية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بعد جلسة لمجلس النواب أمس بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي إن التحالف قرر كسر مقاطعته «بعد سلسلة من المفاوضات مع رئيس الوزراء وتدخل من قبل السيدين عمار الحكيم (زعيم المجلس الأعلى الإسلامي) ومقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري) وبعد أن أكد العبادي أنه سينفذ كل ما تم الاتفاق عليه برغم الضغوط التي يواجهها وبعد أن لمسنا الجدية من كافة الأطراف التي دخلت على الخط والتي شعرت بأن انسحابنا سيترك تأثيرا بالغا على العملية السياسية»، مشيرا إلى أن «تحالف القوى أوصل الرسالة للجميع ومفادها أنه من دون أن يحصل توافق بين الجميع من أجل تطبيق بنود وثيقة الاتفاق السياسي لا يمكن لهذه الحكومة أن تنجح وتستمر».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك ضمانات مكتوبة حصل عليها التحالف، قال الزوبعي «لا توجد ضمانات مكتوبة لكننا أبلغنا الجميع أن هذه هي الفرصة الأخيرة ففي حال لم يتم تنفيذ ما اتفقنا عليه فسيكون قرارنا مختلفا هذه المرة».
من جهته، ثمن رئيس الوزراء موقف اتحاد القوى العراقية بالعودة إلى جلسات البرلمان. وقال العبادي في جلسة استضافته في البرلمان «نشكر من قاطع الجلسات ورجع ونشكر مرتين من لم يقاطعها». كما تعهد بمعالجة موضوع المعتقلين بحسب قضاياهم، مشيرا إلى أن «الحكومة ستصدر عفوًا خاصًا بالتنسيق مع السلطة القضائية». وأضاف العبادي قائلا: «نحن ملتزمون بالبرنامج الحكومي الذي أقره البرلمان، والمسؤولية ملقاة على عاتق الجميع في الحكومة والبرلمان»، مبينا أن «الوثيقة السياسية والبرنامج الحكومي يلزم الكتل بتمرير القوانين المهمة».
كما تعهد رئيس الوزراء مجددا بمحاربة الميليشيات، وقال: إن «الوضع الأمني في بغداد تحسن بشكل لافت للأنظار»، مبينا أن «القوات الأمنية تعمل على تطهير أطراف العاصمة». وأضاف العبادي أن «الحكومة تمنع إنشاء أي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة أو التجاوز على حقوق المواطنين في أي منطقة»، مشيرا إلى أنه «لا مكان للميليشيات خارج إطار الدولة، ولا نسمح بتواجدها بيننا».
وتابع العبادي أن «الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية جديدة»، لافتا إلى «وجود بعض الانتهازيين يقومون بحرق الممتلكات بعد انتهاء المعارك في بعض المناطق والمدن». كما كشف العبادي عن وجود 164 امرأة معتقلة في قضايا «إرهابية» لا يمكن العفو عنهن.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.