فصائل فلسطينية تتهم «حماس» بإقامة نظام موازٍ في غزة

بلدوزر من مصر يزيل المخلفات الناتجة عن الغارات الإسرائيلية على غزة (رويترز)
بلدوزر من مصر يزيل المخلفات الناتجة عن الغارات الإسرائيلية على غزة (رويترز)
TT

فصائل فلسطينية تتهم «حماس» بإقامة نظام موازٍ في غزة

بلدوزر من مصر يزيل المخلفات الناتجة عن الغارات الإسرائيلية على غزة (رويترز)
بلدوزر من مصر يزيل المخلفات الناتجة عن الغارات الإسرائيلية على غزة (رويترز)

هاجمت حركة «فتح» وفصائل في منظمة التحرير في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الرسمية، حركة «حماس»، بعد تعيينها مسؤولاً جديداً للجنة الحكومية في قطاع غزة، (لجنة تمثل حكومة تدير المؤسسات الرسمية في القطاع) واتهموها بتكريس الانفصال وإقامة نظام سياسي موازٍ في القطاع.
وأعلنت «حماس» الأحد، تعيين مسؤول جديد للجنة التي كانت جمدتها في 2017، بعد غضب السلطة ومطالبات فلسطينية وضغوط مصرية، من أجل دفع المصالحة الداخلية قدماً، آنذاك، قبل أن تحييها لاحقاً بعد فشل تلك الجهود.
ويبدو أن توقيت الإعلان عن التعيين فيما تدب الخلافات بين السلطة و«حماس» حول معظم الملفات، هو الذي أثار غضب رام الله، خصوصاً أن القرار اتخذ خلال جلسة عقدتها كتلة «حماس» في غزة للمجلس التشريعي المنحل.
وقال المتحدث باسم حركة «فتح» إياد نصر، «إن حركة (حماس) تُصر على الانفصال والبعد عن الوحدة الوطنية من خلال تعيين رئيس جديد للجنة الإدارية الحكومية في قطاع غزة»، مضيفاً أن هذه الخطوة تشكل انحرافاً عن الجهد المصري لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وإضعاف الموقف الوطني أمام المجتمع الدولي في إعادة إعمار قطاع غزة ومواجهة الاحتلال. واعتبر نصر أن قرارات «حماس» لا تساعد في البناء على حالة الصمود والتصدي لآثار العدوان في قطاع غزة، ولا تخدم المشروع الوطني بمثل هذه القرارات التي تعد مضيعة للوقت. ودعا الحركة إلى إعادة حساباتها، والعودة إلى طاولة الحوار الوطني الذي ترعاه القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس، لإنهاء الانقسام، مشدداً على أن إصرار الحركة على عقد جلسات للمجلس التشريعي المنحل بقرار قانوني، والعودة إلى التراشق والاتهامات، لا يخدم القضية الفلسطينية.
ويؤكد الهجوم الكلامي على «حماس»، وجود خلافات واسعة بين السلطة والحركة، تطال كل الملفات، وتكاد تعيد الجميع إلى نقطة الصفر.
وكانت «حماس»، قد أعلنت تعيين عصام الدعاليس رئيساً جديداً «لإدارة العمل الحكومي»، وجاء في بيان الحركة، أن تعيين رئيس الوزراء الجديد جاء بعد حصوله على موافقة المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية.
وتم انتخاب الدعاليس في وقت سابق من هذا العام لعضوية المكتب السياسي لحركة «حماس»، المكون من 15 عضواً؛ وهي الهيئة الرئيسية لصنع القرار في الحركة. وشغل منصب رئيس قسم المعلومات في المكتب السياسي ومستشار رئيس الحركة إسماعيل هنية، الذي حل محل خالد مشعل رئيساً للمكتب السياسي في مايو (أيار) من عام 2017 بعد الانتخابات.
وتمثل اللجنة الحكومية التي طالما اشترطت حركة «فتح» إنهاء عملها كمدخل لأي مصالحة، حكومة موازية في غزة، لحكومة السلطة في الضفة الغربية. وهاجم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، تعيين رئيس جديد لإدارة العمل الحكومي في قطاع غزة، محملاً الحركة مسؤولية إفشال الحوار الفلسطيني الذي كان مقرراً أن يبدأ في القاهرة، قبل أيام. وقال لإذاعة «صوت فلسطين»، إن «حماس تعمل على تكريس الانقسام بتمسكها بعقلية الانقلاب».
وحمل مجدلاني، الحركة، المسؤولية الكاملة عن إفشال جولة الحوار الفلسطيني الأخيرة والجهود المصرية لإنهاء الانقسام، قائلاً: «كان من الممكن توظيف النتائج التي تمخضت عن الهبة الشعبية في الضفة والعدوان على غزة لصالح شعبنا». وأضاف: «المطالب التي توجهت بها حماس للجانب المصري، لم تكن على الإطلاق قاعدة لاستئناف الحوار».
وأردف أن «عقد حماس للمجلس التشريعي بغزة، إجراء غير شرعي وغير قانوني». ومضى يقول إن «حماس تقيم نظاماً سياسياً موازياً في قطاع غزة وتفرض حكومة ومجلساً تشريعياً يعيدنا إلى نقطة الصفر».
كما هاجم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، خطوة «حماس»، ووصفها «بالخطوة المنفردة والخطيرة التي تكرس الانقسام، وتفشل الجهود المصرية لإنهاء الانقسام». أما عضو المجلس الوطني عمران الخطيب، فقال إن «حماس» مستمرة في فرض حكومة الأمر الواقع ومتمسكة بالانقسام وخطف قطاع غزة، موضحاً أن ما قامت به «حماس» من تعيين رئيس جديد لما تسمى اللجنة الحكومية، يشكل ضربة للحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وأضاف أن فعل «حماس» هو إنهاء للدور المصري المتولي لملف المصالحة الفلسطينية، خصوصاً بعد العدوان الأخير على القدس وقطاع غزة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.