النحاس يتراجع من مستويات قياسية

تراجعت أسعار النحاس في مستهل تعاملات الاثنين إلى أقل من 10 آلاف دولار للطن (رويترز)
تراجعت أسعار النحاس في مستهل تعاملات الاثنين إلى أقل من 10 آلاف دولار للطن (رويترز)
TT

النحاس يتراجع من مستويات قياسية

تراجعت أسعار النحاس في مستهل تعاملات الاثنين إلى أقل من 10 آلاف دولار للطن (رويترز)
تراجعت أسعار النحاس في مستهل تعاملات الاثنين إلى أقل من 10 آلاف دولار للطن (رويترز)

تراجعت أسعار النحاس في مستهل تعاملات الاثنين إلى أقل من 10 آلاف دولار للطن قبل بدء الاجتماع الدوري لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لمراجعة السياسة النقدية والذي ينتهي الأربعاء.
ويرى المحللون الذين استطلعت وكالة «بلومبرغ» رأيهم، أن مسؤولي مجلس الاحتياطي قد يشيرون إلى احتمال رفع أسعار الفائدة في 2023 في ظل تسارع معدل نمو الاقتصاد وارتفاع معدل التضخم. وكانت أسعار النحاس قد ارتفعت إلى مستويات قياسية خلال الشهر الماضي، في ظل ارتفاع عام لأسعار المواد الخام مع نمو الطلب بوتيرة أسرع من العرض. وعزز ارتفاع أسعار المواد الخام المخاوف من ارتفاع معدل التضخم، بما في ذلك في أكبر قوة استهلاكية في العالم، وهو الاقتصاد الصيني.
وتراجع سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن صباح الاثنين بنسبة 0.3 في المائة إلى 9972.50 دولار للطن. في المقابل، ارتفع سعر الألومنيوم واستقرت أسعار الزنك والنيكل تقريباً. وكانت الأسواق في أستراليا والصين وهونغ كونغ مغلقة الاثنين بسبب عطلات رسمية.
وارتفع سعر خام الحديد في بورصة سنغافورة بنسبة 0.7 في المائة إلى 211.60 دولار للطن. وكانت أسعار خام الحديد قد عادت إلى الارتفاع في الأسبوع الماضي في ظل توقعات بتعافي الطلب العالمي على المعدن وتراجع المخزون الصيني.
أما المعادن الثمينة، فقد تراجعت أسعار الذهب الاثنين لأقل مستوى في أكثر من أسبوع تحت ضغط ارتفاع الدولار، بينما يترقب المستثمرون الذين يسيطر عليهم الحذر نتيجة اجتماع السياسات لمجلس الفيدرالي، في حين ينظر للارتفاعات الأخيرة لأسعار المستهلكين على أنها مسألة مؤقتة.
ونزل الذهب في السوق الفورية 0.6 في المائة إلى 1864.61 دولار بحلول الساعة 0536 بتوقيت غرينتش، وهو أقل مستوى منذ الرابع من يونيو (حزيران). وهبطت العقود الأميركية للذهب 0.7 في المائة إلى 1866 دولاراً للأوقية.
وارتفع الدولار 0.1 في المائة ليحوم قرب ذروة أسبوع مقابل عملات رئيسية أخرى؛ مما يرفع تكلفة الذهب بالنسبة لحاملي العملات الأخرى. وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي ارتفاعاً حاداً لأسعار المستهلكين بالولايات المتحدة، لكن مسؤولي مجلس الاحتياطي كرروا مراراً أن «التضخم مؤقت». وقال «مورغان ستانلي» في مذكرة بحثية يوم الجمعة، إن مجلس الفيدرالي قد يمهد لمرونة أكبر تجاه برنامج التيسير الكمي خلال الاجتماع.
واستقرت الفضة عند 27.89 دولار للأوقية، ونزل البلاديوم 0.1 في المائة إلى 2773.52 دولار، في حين هبط البلاتين 0.5 في المائة إلى 1143.89 دولار.



«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
TT

«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)

يعقد «بنك اليابان» آخر اجتماع له بشأن سياسته النقدية لهذا العام الأسبوع الجاري، ليأخذ قراراً بشأن أسعار الفائدة وذلك بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي المتوقع بخفض الفائدة.

فما الذي يمكن توقعه ولماذا يعتبر قرار «بنك اليابان» بشأن الفائدة ذا أهمية خاصة؟

في مارس (آذار) الماضي، أنهى «بنك اليابان» مسار أسعار الفائدة السلبية، ثم رفع هدف الفائدة القصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، مشيراً إلى استعداده لرفع الفائدة مرة أخرى إذا تحركت الأجور والأسعار بما يتماشى مع التوقعات.

وثمة قناعة متزايدة داخل «بنك اليابان» بأن الظروف باتت مؤاتية لرفع الفائدة إلى 0.5 في المائة. فالاقتصاد الياباني يتوسع بشكل معتدل، والأجور في ارتفاع مستمر، والتضخم لا يزال يتجاوز هدف البنك البالغ 2 في المائة منذ أكثر من عامين.

ومع ذلك، يبدو أن صانعي السياسة في البنك ليسوا في عجلة من أمرهم لاتخاذ هذه الخطوة، نظراً لتعافي الين الذي ساهم في تخفيف الضغوط التضخمية، بالإضافة إلى الشكوك المتعلقة بسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي قد تؤثر على الرؤية الاقتصادية المستقبلية، وفق «رويترز».

وسيكون القرار بشأن رفع الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) أو تأجيله إلى اجتماع آخر في 23-24 يناير (كانون الثاني) صعباً، حيث سيعتمد ذلك على مدى اقتناع أعضاء المجلس بأن اليابان ستتمكن من تحقيق هدف التضخم بشكل مستدام.

ناطحات السحاب والمباني المزدحمة في طوكيو (أ.ب)

ماذا قال صانعو السياسة في «بنك اليابان» حتى الآن؟

يحافظ صانعو السياسة في «بنك اليابان» على غموض توقيت رفع الفائدة المقبل. وفي مقابلة إعلامية حديثة، قال الحاكم كازو أويدا إن رفع الفائدة المقبل قريب، ولكنه لم يوضح بشكل قاطع ما إذا كان ذلك سيحدث في ديسمبر.

إلا أن المفاجأة جاءت من عضو مجلس الإدارة تويواكي ناكامورا، الذي أشار إلى أنه ليس ضد رفع الفائدة، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن يعتمد القرار على البيانات الاقتصادية المتاحة.

وبينما يركز «بنك اليابان» على رفع الفائدة بحلول مارس المقبل، تشير التصريحات غير الحاسمة إلى أن البنك يترك لنفسه حرية تحديد التوقيت المناسب لهذه الخطوة.

متى تتوقع الأسواق والمحللون رفع أسعار الفائدة التالي؟

أكثر من نصف الاقتصاديين الذين تم استطلاعهم من قبل «رويترز» الشهر الماضي يتوقعون أن يقوم «بنك اليابان» برفع أسعار الفائدة في ديسمبر. كما يتوقع حوالي 90 في المائة من المحللين أن يرفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة بحلول نهاية مارس 2024.

في المقابل، تقوم السوق بتسعير احتمال رفع الفائدة في ديسمبر بحوالي 30 في المائة فقط.

كيف يمكن أن تتفاعل السوق؟

سيأتي قرار «بنك اليابان» بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي»، الذي من المتوقع أن يقوم بتخفيض أسعار الفائدة. وقد يؤدي هذا التباين في التوجهات بين المصرفين المركزيين إلى تقلبات في قيمة الين وعوائد السندات.

ومن المحتمل أن يؤدي رفع الفائدة من قبل «بنك اليابان» إلى تعزيز قيمة الين. أما إذا قرر البنك إبقاء الفائدة كما هي، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الين، على الرغم من أن الانخفاض قد يكون محدوداً إذا قامت السوق بتسعير احتمالية رفع الفائدة في يناير بسرعة.

ما الذي يجب أن تراقبه السوق أيضاً؟

بغض النظر عن قرار «بنك اليابان» بشأن رفع الفائدة أو تثبيتها، من المتوقع أن يقدم محافظ البنك أويدا إشارات بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة ويحدد العوامل التي قد تحفز اتخاذ هذه الخطوة في مؤتمره الصحافي بعد الاجتماع.

وإذا قرر «بنك اليابان» الإبقاء على الفائدة ثابتة، فقد يتجنب أويدا تقديم إشارات حادة لتفادي حدوث انخفاضات غير مرغوب فيها في قيمة الين، مع توضيح العوامل الرئيسية التي سيركز عليها في تقييم توقيت رفع الفائدة.

من ناحية أخرى، إذا قرر «بنك اليابان» رفع الفائدة، قد يتبنى أويدا موقفاً متساهلاً لتطمين الأسواق بأن البنك لن يتبع سياسة رفع الفائدة بشكل آلي، بل سيتخذ قراراته بحذر بناءً على الوضع الاقتصادي.

إضافة إلى قرار الفائدة، سيصدر «بنك اليابان» تقريراً حول إيجابيات وسلبيات أدوات التيسير النقدي غير التقليدية التي استخدمها في معركته المستمرة منذ 25 عاماً ضد الانكماش، وهو ما يمثل خطوة رمزية نحو إنهاء التحفيز الضخم الذي تبناه البنك.

محافظ «بنك اليابان» في مؤتمر صحافي عقب اجتماع السياسة النقدية في أكتوبر الماضي (رويترز)

ومن المتوقع أن يستخلص هذا التقرير أن تخفيضات أسعار الفائدة تظل أداة أكثر فعالية لمكافحة الركود الاقتصادي مقارنة بالتدابير غير التقليدية مثل برنامج شراء الأصول الضخم الذي نفذه المحافظ السابق هاروهيكو كورودا.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

إذا رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن يبقى على نفس السياسة النقدية حتى أبريل (نيسان) على الأقل، عندما ينشر التوقعات الفصلية الجديدة التي تمتد حتى السنة المالية 2027 لأول مرة.

أما إذا قرر البنك الإبقاء على الفائدة ثابتة، فإن انتباه الأسواق سيتحول إلى البيانات والأحداث الهامة التي ستسبق اجتماع يناير، مثل خطاب أويدا أمام اتحاد رجال الأعمال «كيدانرين» في 25 ديسمبر، وظهور نائب المحافظ ريوزو هيمينو في 14 يناير.

ومن المرجح أن يقدم تقرير «بنك اليابان» ربع السنوي عن الاقتصادات الإقليمية، الذي سيصدر قبل اجتماع 23-24 يناير، مزيداً من الوضوح لأعضاء مجلس الإدارة بشأن ما إذا كانت زيادات الأجور قد انتشرت على نطاق واسع في أنحاء البلاد.