قمة الناتو تتطلع إلى طي صفحة التوتر خلال إدارة ترمب

يشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق اليوم الاثنين في أول قمة له لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، في الوقت الذي تتطلع الدول الأعضاء بالحلف البالغ عددهم 30 دولة إلى طي صفحة التوتر خلال إدارة دونالد ترمب والتركيز بدلاً من ذلك على التهديدات الخارجية.
ومن المتوقع أن يرسل القادة رسالة محددة إلى روسيا التي تزداد عدوانية - الخصم التقليدي للتحالف العسكري - وتناول صعود الصين على الساحة العالمية، والقضايا الأمنية المرتبطة بتغير المناخ، والدفاع الإلكتروني،
والتكنولوجيا العسكرية الجديدة.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يوقع الحلفاء على خطة إصلاح لعام 2030 ويقرروا رسمياً البدء في إصلاح جوهر مفهومهم الاستراتيجي، والذي كان آخر تحديث أجري عليه في عام 2010.
كما يخطط الرئيس الأميركي عقد اجتماع ثنائي مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان.
يشار إلى أن الحلف سيبحث قضية أخرى مهمة وهي انسحاب الناتو الجاري حالياً من أفغانستان بعد 20 عاماً تقريباً من الغزو الأميركي على خلفية هجمات 11 سبتمبر (أيلول).
وفي الوقت الذي يتعين فيه على حلفاء الناتو مواصلة التمويل والدعم الأمني والمدني، لكن طبيعة التعاون المستقبلي مع السلطات الأفغانية لم تتقرر بعد.
ويتزامن الانسحاب، المقرر استكماله في وقت لاحق من هذا العام، مع زيادة نزيف الدماء في أفغانستان، واستعادة حركة «طالبان» المتشددة السيطرة على المزيد من الأراضي.
ووفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض، فإن بايدن «سيؤكد مجدداً على الرابطة الدائمة العابرة للأطلسي من خلال الناتو ويؤكد التزام الولايات المتحدة الصارم بالمادة 5 من أن أي هجوم على أحدهم هو هجوم على الجميع وسيواجه برد جماعي».
وأثار الرئيس السابق دونالد ترمب مراراً وتكراراً الشكوك بشأن ما إذا كانت بلاده ستقدم مساعدة عسكرية في أي أزمة، منوهاً بإحباطه مما تعتبره واشنطن منذ فترة طويلة خللاً غير عادل في الإنفاق الدفاعي بين الحلفاء.
حتى أنه هدد بالخروج من الحلف. ورغم أن نبرة بايدن أكثر تصالحية، فإن إدارة بايدن لا تزال تريد من الحلفاء الآخرين إنفاق المزيد على الدفاع.
وقال رئيس الناتو ينس ستولتنبرغ يوم الجمعة إنه يتوقع أن يوافق الحلفاء على التزامات تمويل تعكس طموحاتهم المتزايدة، لكنه لم يذكر اقتراحه الأصلي الأكثر جرأة بتمويل التدريبات المشتركة في الجناح الشرقي للتكتل.
ويشارك في قمة الناتو عدد من القادة الذين أنهوا في الآونة الأخيرة اجتماعاتهم في قمة مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى في كورنوال بإنجلترا، والذين أعربوا عن التزامهم باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بكين بشأن مسائل مثل الممارسات التجارية غير العادلة، وقضايا حقوق الإنسان وقمع المعارضة في هونغ كونغ.
وفي الوقت نفسه، أكد إعلان مجموعة السبع على الاهتمام المشترك بالتعاون مع الصين بشأن التحديات العالمية مثل تغير المناخ.
ويتوقع أن يستخدم قادة الناتو لهجة مشابهة، وذلك بتسليط الضوء على التحديات الأمنية المحتملة وفي الوقت نفس فرص العمل المشترك.