أفضل اللاعبين الشباب في الدوري الإنجليزي هذا الموسم

من فيل فودين... مروراً بميسون ماونت... وصولاً إلى ويسلي فوفانا

فودين قدم موسماً رائعاً مع مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
فودين قدم موسماً رائعاً مع مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
TT

أفضل اللاعبين الشباب في الدوري الإنجليزي هذا الموسم

فودين قدم موسماً رائعاً مع مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
فودين قدم موسماً رائعاً مع مانشستر سيتي (إ.ب.أ)

أُسدل الستار على موسم 2020/ 2021 للدوري الإنجليزي الممتاز، الذي نجح فريقه مانشستر سيتي في التتويج به. مانشستر سيتي الذي حسم اللقب، قبل أربع جولات من النهاية، توج باللقب ولديه 86 نقطة، بفارق 12 نقطة بينه وبين غريمه مانشستر يونايتد، الذي أنهى الموسم وصيفاً للمسابقة. فريق ليفربول، أنقذ موسمه، ونجح في التأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا ليُصبح رصيده 69 نقطة، وينهي الموسم الثالث، ورافقه تشيلسي الذي حل في المركز الرابع. وودعت أندية فولهام، ووست بروميتش ألبيون، وشيفيلد يونايتد المسابقة، حيث هبطت إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيون شيب). «الغارديان» تلقي الضوء هنا على أفضل اللاعبين الشباب بالدوري الإنجليزي هذا الموسم.

فيل فودين
(20 عاماً - مانشستر سيتي)
لن يشعر أي شخص رأى فودين وهو يلعب في فئات الناشئين المختلفة بالدهشة بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه اللاعب الذي أصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم. ورغم أنه من السهل مقارنته بالآخرين - بطريقة ما، فهو يجمع بين مهارة ليونيل ميسي في المرور من اللاعبين، وبين الانقضاض الشرس لدييغو مارادونا – فإن تفرده هو ما يجعله لاعباً مميزاً. ويتميز فودين بقدرته على اللعب في خط الوسط وكمهاجم صريح وكجناح، فضلاً عن مهاراته وإمكاناته الطبيعية الهائلة وطريقته المتفردة في اللعب وذكائه الكبير داخل الملعب، بشكل يعكس «الثراء» الفطري، الذي يجعله يفعل كل ما يريده داخل المستطيل الأخضر.

ميسون غرينوود
(19 عاماً - مانشستر يونايتد)
منذ وقت ليس ببعيد كان كثيرون يشككون في قدرات ميسون غرينوود، مستشهدين في ذلك بالتراجع الملحوظ في أدائه ومروره ببعض المشاكل الشخصية وتصرفه بشكل غبي خلال أحد معسكرات المنتخب الإنجليزي. وخلال الموسم الماضي، سجل غرينوود عدداً من الأهداف الصعبة تدل على أنه لاعب غير عادي؛ وأثبت خلال الموسم الجاري أن ذلك لم يكن من قبيل الصدفة، وأنه لاعب رائع يمتلك مزيجاً مذهلاً من المهارات والقدرات الفنية.
وإذا واصل غرينوود التطور بهذا الشكل، فمن المؤكد أنه سيصل إلى مكانة كبيرة في كرة القدم الإنجليزية والعالمية، لكن الشيء المؤكد الآن هو أنه لا يمكننا تحديد مقدار العبقرية لدى هذا اللاعب الشاب، وبالتالي فإن الأمر يعتمد عليه هو شخصياً للوصول إلى مستويات أفضل.
بوكايو ساكا
(19 عاماً - آرسنال)
تشهد كرة القدم الإنجليزية الآن، وبشكل غير مسبوق، عدداً هائلاً من اللاعبين الشباب الموهوبين للغاية. لكن حتى وسط هذا العدد الضخم من اللاعبين المميزين، يبرز بوكايو ساكا، بقدراته وإمكاناته الهائلة. وعلى مدار الموسم، تألق ساكا في مركز الظهير الأيسر، والجناح الأيمن، وفي خط الوسط، وقدم مستويات تتسم بالذكاء الشديد لدرجة جعلت اللاعبين المخضرمين وأصحاب الخبرات الكبيرة يبدون بجانبه بلهاء! وبالتالي، فإننا لا نبالغ عندما نقول إن ساكا تمكن بمفرده من إبقاء نادي آرسنال في حالة توازن نسبي، وأنه لولا وجوده في الفريق لفقد المدير الفني الحالي، ميكيل أرتيتا، منصبه هذا الموسم. لكن ساكا جعل كل شيء ممكناً.

ميسون ماونت
(22 عاماً - تشيلسي)
عندما وضع المدير الفني الألماني توماس توخيل التشكيلة الأساسية لتشيلسي في أول لقاء له مع الفريق، وجد ميسون ماونت نفسه على مقاعد البدلاء! لكنه شارك كبديل وغيّر نتيجة المباراة، وجعل توخيل يدرك أنه كان مخطئاً عندما لم يضعه في التشكيلة الأساسية. وبشكل عام، فإن أفضل اللاعبين ليسوا أولئك الذين يقدمون أعلى المستويات في بعض المباريات، ولكن أفضل اللاعبين هم مَن يحافظون على مستواهم لأطول فترة ممكنة ولا يتراجع مستواهم في عدد كبير من المباريات، وهذا هو ما ينطبق بالضبط على ميسون ماونت. فحتى عندما تسوء الأمور، دائماً ما يكون ماونت في الموعد ويظهر لينقذ فريقه.

ويسلي فوفانا
(20 عاماً - ليستر سيتي)
حتى أفضل المدافعين في العالم يحتاجون إلى بعض الوقت من أجل التعلم والتكيف عند الانتقال إلى نادٍ جديد، لذلك من النادر أن ترى لاعباً صغيراً مثل ويسلي فوفانا يتألق فور انتقاله إلى ليستر سيتي من سانت إتيان الفرنسي، رغم أنه قادم من دوري مختلف ولم يلعب سوى 23 مباراة مع الفريق الأول في ذلك الدوري.
لكن فوفانا سرعان ما تألق في الدوري الإنجليزي الممتاز وقدم مستويات مثيرة للإعجاب عندما لعب في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين أو من أربعة لاعبين، ليظهر أنه واحد من أفضل اللاعبين في فريقه وفي الدوري الإنجليزي الممتاز ككل، وهو ما ظهر جلياً خلال المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، فعندما خسر الفريق جهود جوني إيفانز – الذي ينظم الأداء الدفاعي لليستر سيتي - في بداية اللقاء – أثبت فوفانا أنه قادر على تحمل المسؤولية، حيث قدم أداء شبه مثالي من القوة والذكاء.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».