الراعي: هناك من يريد أن يقفل لبنان ويتسلم مفاتيحه

اتهم جهات لم يسمها بمنع حلول الأزمة وتشكيل حكومة

الراعي في قداس الأحد (الوكالة الوطنية)
الراعي في قداس الأحد (الوكالة الوطنية)
TT

الراعي: هناك من يريد أن يقفل لبنان ويتسلم مفاتيحه

الراعي في قداس الأحد (الوكالة الوطنية)
الراعي في قداس الأحد (الوكالة الوطنية)

اتهم البطريرك الماروني بشارة الراعي جهات لم يسمها، بـ«منع تنفيذ الحلول» للأزمة السياسية والمعيشية القائمة في البلد، كما «تمنع تأليف الحكومة»، مشيراً إلى أن هناك «من يريد أن يقفل البلد ويتسلم مفاتيحه»، وذلك في ظل أزمة سياسية حادة حالت دون تأليف الحكومة اللبنانية، وأزمة معيشية تتفاقم يومياً على ضوء ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية عشرة أضعاف منذ عام 2019. وانقطاع خدمات أساسية وفقدان سلع غذائية ومحروقات.
وفي عظة الأحد، قال الراعي للمسؤولين الذين يعطلون تأليف الحكومة ونهوض الدولة: «لقد عرفنا سياسة الأرض المحروقة، لكننا نرى في هذه الأيام سياسة الشعب المحروق»، مضيفاً أن «العالم كله ينتظرنا لكي يتمكن من مد يد المساعدة من أجل إنهاض الدولة، أما أنتم فغارقون في لعبة جهنمية، في الأنانيات والأخطاء، في سوء التقدير وسوء الحوكمة، في المحاصصة والمكاسب، وفي السير عكس أماني شعبنا».
ودعا الراعي الدولة «إلى التحرك نحو الدول الشقيقة والصديقة وتتفاوض معها لمساعدة لبنان اليوم قبل غدٍ»، مؤكداً «أن الشعب لا يحتمل مزيداً من القهر والإذلال«.
وشدد الراعي على أنه «حان الوقت لخروج الدولة من لعبة المحاور الإقليمية، وتعيد النظر بخياراتها التي أثبتت التطورات أنها لا تصب في مصلحة البلاد والاستقلال والاستقرار والوحدة والازدهار، وأنها قضت على علاقات لبنان العربية والدولية». وقال: «لقد ضربت هذه الجماعة السياسية سمعة لبنان الدولية، فيما كان اسم لبنان رمز الإبداع والنهضة والازدهار في بلاد العرب والعالم». ودعا الراعي حكومة تصريف الأعمال «لتقوم بواجباتها بحكم الدستور والقانون والضمير، فتبادر إلى توفير الغذاء والدواء والمحروقات وحليب للأطفال»، متسائلاً: «أليس من أبسط واجباتها دهم مستودعات وخزانات الاحتكار، وتوقيف شبكات التهريب المنظمة والمحتضنة، وإقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية، وإقفال المتاجر ومنع غلاء الأسعار والتزوير؟».
وقال الراعي: «رغم فداحة الأزمة، الحلول موجودة وسبل الإنقاذ متوافرة، لكن هناك من يمنعون تنفيذ الحلول كما يمنعون تأليف الحكومة. هناك من يريد أن يقفل البلاد ويتسلم مفاتيحها»، واستطرد: «هذه رهانات خاطئة. هذا بلد لا تسلم مقاليده لأحد ولا يستسلم أمام أحد. جذوة النضال في القلوب حية. بلادنا تمتلك، رغم الانهيار، جميع طاقات الإنقاذ، لكنها تحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة ووطنية تحب شعبها»، مضيفاً: «إذا لم تتوفر هذه القيادة، فمسؤولية الشعب أن ينتظم في حركة اعتراضية سلمية لإحداث التغيير المطلوب، ولاستعادة هوية لبنان وحياده الناشط ومكانه في منظومة الأمم، وصداقاته، والدورة الاقتصادية والحضارية العالمية، ودوره في الإبداع والسلام».
من جانبه، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في عظة الأحد: «إننا بحاجة إلى من يرفع الظلم عن الناس ويبث فيهم روح التفاؤل والأمل لئلا يضيع الناس وقد ضاع البلد». ودعا المسؤولين «إلى التجول في شوارع العاصمة ليلمسوا حقيقة ما وصل إليه اللبنانيون من تعاسة وضيق وقرف»، متوقفاً عند مشاهد من الحياة اليومية مثل طوابير السيارات حول المحطات، واستعطاء المرضى للدواء، واستغاثة الأطباء والمستشفيات المهددة بالإقفال قائلاً: «نحن على أبواب كارثة صحية، وفي المقابل هناك من لا سيارة لديه، ولا سقف، ولا قيمة لصحته لأنه يفتش في القمامة على ما يسد به رمقه».
وتوجه عودة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون بالقول: «أستحلفك بأحفادك الذين ترى الحياة في عيونهم أن انزل إلى الشارع واستمع إلى شعبك وعاين الذل الذي يعيشه». وسأله: «هل تقبل أن يموت إنسان جوعاً أو مرضاً في عهدك؟ هل تقبل أن يعاني طفل في عهدك؟ هل تقبل أن يهان مواطن في عهدك؟ هل تقبل أن يضمحل لبنان في عهدك؟». ووجه الدعوة إلى المسؤولين الآخرين مثل رئيس حكومة تصريف الأعمال والرئيس المكلف تشكيل الحكومة ورئيس مجلس النواب والنواب.
وسأل عودة: «أين الدولة من قرار فردي لرئيس حزب يلزم الدولة كلها، وماذا تفعل الدولة إذا قرر كل رئيس حزب التفرد بقراراته والتطاول على هيبة الدولة؟ ألم يحن الوقت بعد لتحزم الدولة أمرها وتستعيد قرارها وتفرض هيبتها على الجميع؟».
وفي المواقف السياسية، قال عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب علي خريس أمس: «رغم مبادرة الرئيس نبيه بري الذي يعمل ليل نهار، هناك أناس لا يسمعون بل يأخذون مواقف ليست لمصلحة الوطن وإنسانه، وينحرون الوطن بخنجر ويعملون على أخذ مواقف متصلبة وكأننا نعيش برخاء والأوضاع جيدة في كل القطاعات». وأضاف: «الرئيس بري طلب الانتظار قليلاً، ولكن للصبر حدود، وهناك أمور يجب أن تتكشف كما يجب للحقيقة أن تتوضح».



الحوثيون سيستهدفون «السفن المرتبطة بإسرائيل فقط» بعد وقف النار في غزة

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون سيستهدفون «السفن المرتبطة بإسرائيل فقط» بعد وقف النار في غزة

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

أعلن الحوثيون في اليمن إلى أنهم سيقتصرون على استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل فقط في البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال الحوثيون، في رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلوها إلى شركات الشحن وآخرين، أمس الأحد، إنهم «سيوقفون العقوبات» على السفن الأخرى التي استهدفوها سابقاً منذ بدء هجماتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

ويعتزم الحوثيون، بشكل منفصل، إصدار بيان عسكري اليوم الاثنين، على الأرجح بشأن القرار.

أكثر من 200 سفينة يقول الحوثيون إنهم استهدفوها خلال عام (أ.ف.ب)

لكن الرسالة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، تركت الباب مفتوحاً لاستئناف الهجمات ضد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين شنتا هجمات جوية استهدفت جماعة «الحوثي» بسبب هجماتها البحرية.

وقال مركز «تنسيق العمليات الإنسانية» التابع للجماعة، «في حالة وقوع أي عدوان، ستتم إعادة فرض العقوبات على الدولة المعتدية»، مضيفاً أنه «سيتم إبلاغكم على الفور بهذه التدابير في حال تنفيذها».

واستهدف الحوثيون نحو 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بداية حرب إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إثر الهجوم المفاجئ لـ«حماس» على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين رهائن.

واستولى الحوثيون على سفينة واحدة وأغرقوا اثنتين في الهجمات التي أسفرت أيضاً عن مقتل أربعة من البحارة.

كما تم اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة أخرى من قبل تحالفات منفصلة تقودها الولايات المتحدة وأوروبا في البحر الأحمر، أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، والتي شملت أيضاً سفناً عسكرية غربية.