حفتر قائدًا للجيش الليبي

رقي إلى رتبة فريق.. ويؤدي اليمين اليوم

خليفة حفتر
خليفة حفتر
TT

حفتر قائدًا للجيش الليبي

خليفة حفتر
خليفة حفتر

حسم المستشار صالح عقيلة، رئيس مجلس النواب الليبي، أمس، رسميا المستقبل السياسي والعسكري للواء خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة العسكرية ضد المتطرفين في شرق البلاد، وقرر تعيينه قائدا عاما للجيش الليبي مع ترقيته إلى رتبة الفريق أول، بينما أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا بشكل مفاجئ عن اتفاق لوقف إطلاق النار لدعم الحوار السياسي.
وقبل ساعات من إعلان تعيينه في منصب الرجل الأول في الجيش الليبي، تلقى حفتر نبأ إصابة نجله صدام بشظية خلال المواجهات العنيفة التي يخوضها الجيش الليبي في مدينة بنغازي بشرق البلاد.
وقالت مصادر مقربة من حفتر لـ«الشرق الأوسط»، إنه «سينتقل خلال ساعات إلى مدينة طبرق حيث المقر المؤقت لمجلس النواب الذي يحظى بالاعتراف الدولي، تمهيدا لأدائه لليمين الدستورية، وإعلانا عن توليه مهام منصبه»، بينما اكتفى ناطق باسم رئيس البرلمان الليبي على التأكيد لـ«الشرق الأوسط» في تصريح مقتضب بأن الترتيبات الرسمية لم تتضح بعد.
ونفذت طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي عرضا عسكريا عقب تعيين حفتر في سماء مدينة طبرق. وقالت وكالة الأنباء الحكومية الموالية للمجلس إن «طائرات حربية قامت بطلعات جوية في سماء طبرق، تحيه إلى مجلس النواب وإلى صالح، القائد الأعلى، وإلى حفتر، القائد العام الجديد للجيش الوطني الليبي».
ونقلت الوكالة عن اللواء صقر الجروشي، رئيس أركان القوات الجوية الليبية، قوله إن «طائرات القوات الجوية الليبية اخترقت أثناء العرض حاجز الصوت، مما سبب أصواتا شبيهة بانفجارات القنابل في سماء طبرق».
ونص قرار تعيين حفتر، وترقيته الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، والمكون من 3 مواد فقط، في مادته الأولى على أن «اللواء خليفة حفتر يرقى إلى رتبة فريق بالجيش الليبي».
وقال أعضاء في مجلس النواب الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية وسياسية في ليبيا، إن «الفريق حفتر سيؤدى اليوم (الثلاثاء) اليمين الدستورية أمام أعضاء المجلس بمقرهم في طبرق».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».