دعم سنّي للحريري ورفض لـ«المساس بصلاحيته»

سائق سيارة تاكسي يغفو في سيارته خلال انتظاره في طابور أمام محطة وقود في بيروت أمس (أ.ب)
سائق سيارة تاكسي يغفو في سيارته خلال انتظاره في طابور أمام محطة وقود في بيروت أمس (أ.ب)
TT

دعم سنّي للحريري ورفض لـ«المساس بصلاحيته»

سائق سيارة تاكسي يغفو في سيارته خلال انتظاره في طابور أمام محطة وقود في بيروت أمس (أ.ب)
سائق سيارة تاكسي يغفو في سيارته خلال انتظاره في طابور أمام محطة وقود في بيروت أمس (أ.ب)

دعم المجلس الإسلامي الشرعي في لبنان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رافضاً المس بصلاحياته أو «السعي إلى فرض أعراف جديدة بالدستور أو بـ(اتفاق الطائف)»، ودعا القيادات السياسية إلى «العمل مع الرئيس المكلف للخروج بحكومة تنقذ لبنان».
وأتى هذا الموقف عن الممثلين الدينيين للطائفة السنيّة في لبنان، في اجتماع المجلس الدوري الذي حضره الحريري، واستبقه باجتماع مع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، حيث كان ملف أزمة الحكومة محوراً رئيسياً على الطاولة. ولدى مغادرته مقر الاجتماع، اكتفى الحريري بالقول للصحافيين: «جئت إلى دار الفتوى واجتمعت بالمجلس الشرعي، وشرحت لسماحة المفتي وللمجلس ما جرى معي خلال الأشهر السبعة الماضية، وجرى حوار بنّاء ومهم خلال الاجتماع. البلد يشهد تدهوراً سياسياً واقتصادياً كل يوم. عيني على البلد، وكذلك عين سماحة المفتي والمجلس، وما يهمنا هو البلد في نهاية المطاف».
وفي بيان له في نهاية الاجتماع، توقف المجلس الشرعي أمام «ظاهرتين خطيرتين يؤدي تلازمهما إلى دفع الأزمة الخانقة التي يواجهها لبنان إلى هاوية لا قرار لها. تتمثل الظاهرة الأولى في استمرار التدهور السريع وبوتيرة شبه يومية، تشمل مجالات الحياة الاجتماعية والمالية والاقتصادية والسياسية كافة. وتتمثل الظاهرة الثانية في اللامبالاة وعدم الاكتراث والتخبط العشوائي، الذي يتسم به سلوك وتصرفات المتحكمين برقاب المواطنين من أولي الأمر، وينصرفون إلى الجدال العقيم حول (جنس الوزراء) وتبعياتهم».
ورأى المجلس أنه «في الوقت الذي توشك فيه السفينة على الغرق، فإن بعضاً من هؤلاء المسؤولين (أو الذين يفترض أن يكونوا مسؤولين)، لا يرف له جفن، ولا يتحرك لديه ضمير أو حس وطني أو إنساني. إن هذا البعض غارق في (الأنا) وفي نرجسياتهم الوهمية، وكأن الأخطار التي تحدق بالوطن لا تعنيهم من قريب أو بعيد إنهم يرفضون حتى أن يمدوا أيديهم إلى الأيدي الممدودة من وراء الحدود لإنقاذهم من أنفسهم، ومن الغرق في دوامة الفوضى والانهيار».
وأكد المجلس الشرعي أنه «لا يمكن السماح بالمس بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف وأي سعي إلى أعراف جديدة فيما يتعلق بالدستور أو بـ(اتفاق الطائف) أمر لا يمكن القبول به تحت أي حجة من الحجج»، مشدداً على «دعم الرئيس المكلف وصلاحياته ضمن إطار الدستور المنبثق من وثيقة الوفاق الوطني، ويحمل المجلس مسؤولية التأخير في التأليف إلى من يحاول أن يبتدع طرقاً ووسائل وأساليب تلغي مضمون وثيقة الوفاق الوطني، التي هي مكان إجماع القيادات اللبنانية الحريصة على استقلال لبنان ووحدته وسيادته وعروبته».
وأيد المجلس مبادرات التأليف، مشدداً على «أهمية ضرورة استمرار مفاعيل المبادرات التي قُدّمت من قبل فرنسا ورئيس مجلس النواب نبيه بري»، آملاً أن «تثمر حلاً قريباً للخروج من النفق المظلم الذي وضع فيه لبنان». وحض المجلس القيادات السياسية على «العمل مع الرئيس المكلف للخروج بحكومة تنقذ لبنان مما هو فيه وتعيده إلى الطريق القويم».
وتحدث المجلس عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها اللبنانيون قائلاً: «لقد حولوا لبنان المزدهر إلى دولة فاشلة، وحولوا الاعتزاز اللبناني إلى استعطاء، وحولوا الشعور بالكرامة الوطنية إلى إذلال أمام محطات الوقود والصيدليات والأفران. أعدموا الفقراء وفقّروا الميسورين، وهجّروا المقتدرين، وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعاً». وتحدث عن ذهول «أمام تجاهل المسؤولين وإنكارهم لهذا الواقع المأساوي، وكأنهم ومصالحهم الذاتية في واد، ولبنان الوطن وشعبه المترنح من شدة الألم والعذاب والقهر في واد آخر».
وأضاف: «لا بد من كلمة حق في وجه سلطان جائر. وليس أكثر جوراً من الاعتداء على حقوق الناس وأكل أموالهم بالباطل، ومن سوء الأمانة في إدارة شؤون الدولة. والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، الذي يعبّر عن مشاعر الناس بالألم الشديد لما آلت إليه الأمور في لبنان من تدهور كارثي، لا يستطيع إلا أن يرفع الصوت عالياً منبهاً ومحذراً».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».