بلجيكا تبدأ رحلة تأكيد مكانتها بمواجهة روسيا في كأس أوروبا

شباب ويلز في مواجهة خبرة سويسرا... والدنمارك تستضيف الوافد الجديد فنلندا

المنتخب الروسي يستعد لاختبار صعب أمام بلجيكا (أ.ب)
المنتخب الروسي يستعد لاختبار صعب أمام بلجيكا (أ.ب)
TT
20

بلجيكا تبدأ رحلة تأكيد مكانتها بمواجهة روسيا في كأس أوروبا

المنتخب الروسي يستعد لاختبار صعب أمام بلجيكا (أ.ب)
المنتخب الروسي يستعد لاختبار صعب أمام بلجيكا (أ.ب)

تبدو بلجيكا المصنفة الأولى عالمياً مرشحة بقوة لحصد أول ألقابها الكبرى، بعد تألقها في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا لكرة القدم 2020، لكن طوال 18 شهراً تصدرت خلالها تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) للمنتخبات، تراجعت التوقعات بشأن ترشيحها للفوز باللقب بسبب سلسلة من الإصابات ضربت لاعبيها البارزين. وعندما تلتقي مع روسيا في المباراة الافتتاحية في المجموعة الثانية في سان بطرسبرغ، اليوم (السبت)، ستكون بلجيكا من دون كيفن دي بروين وأكسل فيتسل، بينما سيجلس القائد إيدن هازارد على مقاعد البدلاء. وأكد منتخب بلجيكا أن دي بروين سيغيب عن مباراة الفريق الأولى في كأس أوروبا.
ويعاني دي بروين من كسر مضاعف في الوجه تعرض له في نهائي دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي، بينما لا يزال فيتسل يتعافى من جراحة في وتر العرقوب، ولم تكتمل اللياقة البدنية لهازارد بعد موسم تعرض فيه للكثير من الإصابات مع فريقه ريال مدريد، ورغم ذلك يبدو أن إعداده يمضي قدماً أفضل من زميليه. وغياب مثل هذا الثلاثي، الذي يمثل قلب الفريق، سيؤثر لا شك على طموحات بلجيكا في البطولة. لكن في ظل المواهب الكثيرة في تشكيلة بلجيكا يمكن أن يحصل يوري تيلمانس على فرصة للقيام بدور قيادي، بعد شهر واحد من دوره البطولي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. وقال روبرتو مارتينيز، مدرب بلجيكا، عن لاعب ليستر سيتي البالغ عمره 24 عاماً: «صانع لعب ذكي يسمح لنا بتعزيز هجومنا لكنه رائع أيضاً على الصعيد الدفاعي. إنه يفي بكل توقعاتنا».
وفي الهجوم يأتي روميلو لوكاكو بعد قيادته إنتر ميلان للفوز بلقب الدوري الإيطالي وزيادة تألقه بتعزيز رقمه القياسي من الأهداف الدولية مع بلجيكا إلى 60 هدفاً، عندما سجل هدف الفوز على كرواتيا في مباراة ودية يوم الأحد الماضي. وسجل لوكاكو أحد هذه الأهداف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 عندما كانت بلجيكا في سان بطرسبرغ آخر مرة، حيث تغلبت على مضيفتها روسيا 4 - 1 لتضمن إنهاء مشوار التصفيات بعشرة انتصارات في عشر مباريات. واحتلت روسيا المركز الثاني في المجموعة لتتأهل للنهائيات بفارق ست نقاط عن بلجيكا.
ولا يعني خوض مباراة اليوم في سان بطرسبرغ أي شيء بالنسبة لروسيا بالنظر إلى فوز بلجيكا في نفس المدينة من قبل. وقال الحارس أنطون شونين، الذي سيواجه مهمة صعبة لملء الفراغ الذي خلفه غياب الحارس إيغور أكينفييف عن التشكيلة: «نعم، إنه فريق قوي، لكننا لن ندخر جهداً للعب بشكل جيد أمامهم». وستحتاج روسيا من مهاجمها فارع الطول أرتيم جيوبا أن يثبت فاعليته، بمساعدة دينيس تشيرشيف وألكسندر جولوفين إذا أرادت التمسك بأي فرصة أمام بلجيكا. لكن أفضل فرصة للنجاح اعتماد روسيا على الدفاع بخمسة لاعبين ما قد يحبط الفريق الزائر. وكانت هذه الطريقة التي فرضوا بها التعادل على إسبانيا في دور الستة عشر لكأس العالم 2018، ما سمح لهم ببلوغ دور الثمانية عبر ركلات الترجيح.

- ويلز – سويسرا
كانت ويلز مفاجأة بطولة أوروبا لكرة القدم 2016، لكنها ستفتتح مبارياتها في المجموعة الأولى لنسخة 2020 أمام سويسرا في باكو اليوم بفريق مختلف تماماً. وقبل خمس سنوات بقيادة المدرب كريس كولمان، خاضت ويلز أول بطولة كبرى منذ 58 عاماً، وبلغت قبل النهائي قبل الخسارة من البرتغال التي توجت باللقب فيما بعد. وتبقى خمسة لاعبين فقط من البطولة التي أثبتت خلالها ويلز أنها قادرة على المنافسة ضد المنتخبات الكبرى، وكولمان لم يعد موجوداً، وحل محله جناح مانشستر يونايتد السابق رايان غيغز. وسيتولى روبرت بيدج مساعد غيغز المسؤولية خلال البطولة في غياب غيغز الذي يواجه اتهامات بالاعتداء على سيدتين ويدفع ببراءته.
ولا يزال الكثير متوقعاً من نجم 2016 غاريث بيل رغم خيبة أمله المتكررة مع الأندية سواء ريال مدريد أو توتنهام هوتسبير، لكن الوجوه الشابة تصنع معظم التفاؤل. ويملك دانييل جيمس جناح مانشستر يونايتد سرعة فائقة، كما اكتسب لاعب وسط ليفربول نيكو ويليامز خبرة الدوري الممتاز تحت قيادة مدربه يورغن كلوب، فضلاً عن إيثان امبادو لاعب تشيلسي الذي قضى الموسم الماضي على سبيل الإعارة في شيفيلد يونايتد. وهاري ويلسون وديفيد بروكس من المواهب الأخرى أيضاً، ويتمتعان بمهارات خططية ويمكنهما إحداث الفارق في تشكيلة بيدج.
وقال بيدج، الذي سبق له العمل مع فئات الشباب ويرتبط بهم كثيراً، إنه «أمر حاسم، إنها أول مباراة ونحتاج إلى بداية جيدة. إنهم يتمتعون بشخصية رائعة. عملت معهم في منتخبات تحت 19 عاماً و21 عاماً، لذلك أعرفهم جيداً وأعرف قدراتهم. وقد أسهموا في هذا التحول بسلاسة حقاً، ويرجع لهم الفضل في ذلك. يجب علينا الأداء بطريقتنا المعتادة. نعم، سنواجه ضد أفضل منتخبات أوروبا، لكن أثبتنا في الشهور الأخيرة قدرتنا على منافسة الأفضل».
لكن سويسرا، التي بلغت دور الستة عشر في كأس العالم 2018 في روسيا وقبلها بعامين في فرنسا، تتمتع بتشكيلة متماسكة وستتمسك بفرصها في التأهل عن المجموعة الأولى التي تضم أيضاً تركيا وإيطاليا. وخسر فريق المدرب فلاديمير بيتكوفيتش مباراة واحدة في التصفيات وفي وجود غرانيت تشاكا لاعب وسط آرسنال وشيردان شاكيري صانع لعب ليفربول، يملك الفريق عناصر خبرة قادرة على التعامل مع هذا المستوى من البطولات.
وسيعتمد الفريق على بريل إمبولو لاعب بروسيا مونشنغلادباخ وحارس سفيروفيتش لاعب بنفيكا في الهجوم، لكن بيتكوفيتش سيعول على شاكيري في إضفاء اللمسة الإبداعية. وقال بيتكوفيتش: «نحترم منافسينا هذا شيء مهم للغاية، لكن لا نخشى أياً منهم».

- الدنمارك – فنلندا
تريد الدنمارك الاستفادة من استعادة صانع ألعابها كريستيان إريكسن مستوياته السابقة، عندما تستهل مبارياتها على أرضها اليوم ضد فنلندا في الجولة الأولى من المجموعة الثانية لكأس أوروبا. وقال إريكسن المنتشي من تتويجه بلقب الدوري الإيطالي مع إنتر ميلان: «أن تصل إلى كأس أوروبا وفي حقيبتك أحد الألقاب، فهذا يلعب دوراً مهماً». قبل مواجهة بلجيكا في 17 الجاري وزميله في إنتر روميلو لوكاكو، يبحث إريكسن عن تحقيق انطلاقة جيدة للدنمارك أمام فنلندا التي تُعد الأكثر تواضعاً في المجموعة الثانية.
تخوض فنلندا أول بطولة كبرى لها بعد عدة محاولات فاشلة في التصفيات. وفي 21 زيارة لها إلى الدنمارك منذ عام 1949، خسرت 18 مرة وتعادلت 3 مرات. قال مدرب الدنمارك كاسبر هيولماند: «لا يجب أن نخسر لأننا غير مستعدين بما يكفي. لا يجب أن نخسر لأننا لم نرغب في الفوز أكثر من الخصم. لا يجب أن نخسر لأننا لم نقدم أفضل ما لدينا. يجب أن نقدم كل شيء في الملعب ونفعل كل شيء لتحقيق الفوز».
بدوره، قال ماركو كانيرفا، مدرب فنلندا: «تملك الدنمارك فريقاً جيداً جداً. إذا نظرنا إلى مبارياتهم الأخيرة، فقد حققوا نتائج رائعة وسجلوا الكثير من الأهداف. دفاعهم قوي ويملكون لاعبين موهوبين. الدنمارك حقاً فريق جيد ويلعبون على أرضهم، لكننا أثبتنا أننا بمقدورنا التفوق على منتخبات أكبر من الدنمارك». وبعد تعادلها مع ألمانيا (1 - 1) ودياً وسيطرتها على البوسنة (2 - صفر)، تبدو الدنمارك قادرة على المنافسة على صدارة أو وصافة هذه المجموعة التي تضم أيضاً روسيا.


مقالات ذات صلة

بايرن يجدد عقد كيميش حتى 2029

رياضة عالمية كيميش (رويترز)

بايرن يجدد عقد كيميش حتى 2029

أعلن بايرن ميونيخ متصدر الدوري الألماني لكرة القدم، اليوم الخميس، تجديد عقد لاعب الوسط يوشوا كيميش حتى 2029، ليحذو حذو زميليه موسيالا وألفونسو ديفيز.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية دوري الأمم: مبابي يعود إلى صفوف فرنسا... واستبعاد كانتي

دوري الأمم: مبابي يعود إلى صفوف فرنسا... واستبعاد كانتي

استدعى المدرب ديدييه ديشان، الخميس، قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي الغائب عن التشكيلة لمدة 6 أشهر، لمواجهة كرواتيا في ربع نهائي مسابقة دوري الأمم الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يوليان ناغلسمان (د.ب.أ)

ناغلسمان يستدعي بيسيك للمرة الأولى... وعودة غوريتسكا وأدييمي

استدعى مدرب المنتخب الألماني يوليان ناغلسمان، الخميس، قلب دفاع إنتر الإيطالي الكاميروني الأصل يان بيسيك لأول مرة للتشكيلة استعداداً لمواجهتَي إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية يوليان ناغلسمان (د.ب.أ)

ناغلسمان يواجه خطر الإصابات قبل الإعلان عن قائمة ألمانيا

يتعين على يوليان ناغلسمان، مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم، استبدال عدد من النجوم الغائبين عندما يعلن قائمته، الخميس، لمباراتي الفريق ضد إيطاليا بدور الثمانية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية بيرند نويندورف رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم (د.ب.أ)

ألمانيا تقدم وثائق أولية لملف استضافة «يورو 2029» للسيدات

قدّم الاتحاد الألماني لكرة القدم الوثائق الأولية لملفه لاستضافة بطولة كأس أمم أوروبا للسيدات لعام 2029، للاتحاد الأوروبي للعبة (يورو).

«الشرق الأوسط» (برلين)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.