الأزهر والأوقاف يجابهان الأفكار «المتطرفة»

قافلة مشتركة إلى 15 مسجداً بالإسكندرية لتوعية الشباب

TT

الأزهر والأوقاف يجابهان الأفكار «المتطرفة»

في إطار جهود الأزهر والأوقاف لمجابهة الأفكار «المتطرفة» ونشر الفكر الديني الوسطي. انطلقت أمس قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر ووزارة الأوقاف في 15 مسجداً بمحافظة الإسكندرية لتوعية الشباب. وقال وكيل الأزهر محمد الضويني، أمس، إن «القافلة تأتي في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحرصه على رفع الوعي الديني للشباب وعلى الترابط الأسري»، مضيفاً أن «أئمة الأزهر ووزارة الأوقاف أصحاب رسالة واحدة وهدف واحد وهو نشر الفكر الديني الوسطي للعالم كله»، مشدداً على أن «جهود الأزهر و(الأوقاف) لن تقف عند قافلة الإسكندرية؛ بل ستتوالى القوافل الدعوية لتشمل ربوع البلاد خصوصاً المناطق الحدودية منها».
ووفق بيان لمشيخة الأزهر أمس، فإن «القافلة تهدف إلى الوصول بالفكر الوسطي الصحيح إلى كل أبناء مصر في مدنها وقراها ورجالها ونسائها وشبابها، ورفع وعي الأئمة والوعاظ وإدراكهم لأهم المشكلات المجتمعية، وتدريبهم على المشاركة في صياغة حلول لتلك المشكلات وتقديمها للمجتمع بشكل يسهل فهمه والتعامل معه».
والتقى وكيل الأزهر على هامش فعاليات القافلة أمس، محافظ الإسكندرية محمد الشريف، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، بحضور أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في مصر نظير عياد، وأمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر حسن الصغير، ووفد رفيع من علماء الأزهر و«الأوقاف». وقال وزير الأوقاف إن «جهود الأزهر ووزارة الأوقاف تتلاقى في هذه الأنشطة الدعوية التي تستهدف كل المحافظات المصرية».
فيما أكد محافظ الإسكندرية أن «تلاحم الأزهر و(الأوقاف) في توعية الشباب يمثل حصناً منيعاً ودرعاً واقياً في مجابهة الفكر (المتطرف) والإرهاب»، مضيفاً حسب بيان مشيخة الأزهر أمس، أن «رسالة الأزهر القائمة على نشر الوعي الديني والثقافي والأخلاقي في المجتمعات تجعله مصدر ثقة ومرجعية لدى الجميع».
ويؤكد الأزهر أن «القافلة في إطار نشر الفكر الديني الوسطي المستنير ومجابهة الأفكار (المتطرفة) والعمل على دحضها بالمناقشة والحوار بين العلماء والمواطنين خصوصاً الشباب على أرض الواقع».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.