وجد فريق دولي من الباحثين أن فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، على بعد طفرات قليلة من أن يصبح جائحة أشبه بـ«كوفيد - 19»، التي يسببها فيروس «كورونا المستجد»، وفق ما جاء في دراسة نشرت 8 يونيو (حزيران) بدورية «بروسيدنغ أوف ناشونال أكاديمي أوف ساينس».
في حين أن فيروس (ميرس) لم يكن مثيرا للقلق بشكل كبير عند ظهوره عام 2012، لأنه لا يبدو أن لديه قابلية للانتقال بين البشر بشكل كبير، إلا أن الفريق البحثي الدولي الذي يضم باحثين من عدة دول أفريقية وهونغ كونج ومنظمات دولية معنية بالحيوان والغذاء، وجدوا مؤخراً أن ما يصل إلى 80 في المائة من الجمال التي تم اختبارها - 70 في المائة منها تعيش في أفريقيا - لديها أجسام مضادة لفيروس ميرس.
أحد الألغاز المتعلقة بالفيروس هو سبب عدم إصابة المزيد من الأفارقة، مع الأخذ في الاعتبار عدد الجمال وتفاعلاتها في القارة الأفريقية. ولمعرفة ذلك، جمع الباحثون عينات من الفيروس في أماكن متنوعة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بحثًا عن متغيراته، وقاموا بتجميع ذلك من أفريقيا والشرق الأوسط في مجموعات مختلفة.
بعد ذلك، قارنوا العينات وراثيًا وتحت ظروف معملية استخدمت فيها خلايا الرئة البشرية، وجدوا أن المتغيرات التي نشأت في المناطق العربية كانت قابلة للانتقال بشكل أسهل من الجمال إلى البشر، في حين أن المتغيرات التي تم جمعها في أفريقيا لم تكن كذلك.
ويقترح الباحثون أن السبب في أن العينات التي تم جمعها في الشرق الأوسط لم يتحور بعد ليصيب البشر، يرجع إلى تجارة الجمل العربي، حيث يتم تداول الحيوانات التي تحمل أجساما مضادة من أفريقيا إلى الشرق الأوسط، ولاحظوا أنه إذا انعكست التجارة في مرحلة ما، أو أصبح حيوان آخر ناقلًا وتم تداوله في أفريقيا، فقد تظهر الطفرات، مما يؤدي إلى انتشار جائحة مميتة.
ويستبعد الدكتور علي محمد زكي، أستاذ الميكروبيولوجى بجامعة عين شمس، الذي ساهم في اكتشاف الفيروس، احتمالية تحول «ميرس» إلى وباء مثل فيروس كورونا المستجد، بسبب الاختلاف الجذري بين بروتين سبايك في فيروسي ميرس وكورونا المستجد.
يقول زكي لـ«الشرق الأوسط»: «تركيب بروتين سبايك في فيروس كورونا المستجد يسمح له بغزو الخلايا البشرية بصورة أسهل كثيرا من تركيب بروتين سبايك في فيروس ميرس الذي لا يسمح له بالانتشار سريعا».
وعن احتمالات حدوث تحور يجعل بروتين سبايك بفيروس (ميرس) أكثر قدرة على العدوى، يوضح «الفيروس اكتشف في 2012 ولم يحدث به أي تحورات، فإذا كانت لديه قابلية للتحور، فهذه فترة كافية لحدوث ذلك».
تنبؤ باحتمال تحول «ميرس» لوباء ومكتشف الفيروس يستبعد
تنبؤ باحتمال تحول «ميرس» لوباء ومكتشف الفيروس يستبعد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة