ترودو لمسلمي كندا: لستم وحدكم

ندد بالهجوم الإرهابي في أونتاريو وتعهد تعزيز التصدي للجماعات المتطرفة

ترودو لدى مشاركته في وقفة لتكريم ضحايا هجوم الدهس الإرهابي في أونتاريو (د.ب.أ)
ترودو لدى مشاركته في وقفة لتكريم ضحايا هجوم الدهس الإرهابي في أونتاريو (د.ب.أ)
TT

ترودو لمسلمي كندا: لستم وحدكم

ترودو لدى مشاركته في وقفة لتكريم ضحايا هجوم الدهس الإرهابي في أونتاريو (د.ب.أ)
ترودو لدى مشاركته في وقفة لتكريم ضحايا هجوم الدهس الإرهابي في أونتاريو (د.ب.أ)

ندد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أول من أمس، بما عده «هجوماً إرهابياً» دافعه الكراهية، بعد مقتل 4 أفراد من عائلة مسلمة دهساً، مساء الأحد، بشاحنة كان يقودها متطرف في مدينة لندن في مقاطعة أونتاريو، وحض الأمة على الوقوف في وجه التعصب.
والضحايا، وهم زوجان وابنتهما المراهقة وجدتها، قتلوا عندما صعدت الشاحنة على رصيف ودهستهم، في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو وسط كندا. وابن الزوجين البالغ 9 أعوام الذي قُتل والداه في الهجوم المتعمد ضد عائلة مسلمة، بحسب الشرطة، يتلقى العلاج في المستشفى من جروح خطيرة.
وقال ترودو، في خطاب مؤثر أمام مجلس العموم، إن «هذه المجزرة لم تكن حادثاً؛ إنها هجوم إرهابي دافعه الكراهية في قلب أحد مجتمعاتنا». وفي وقت لاحق، خاطب ترودو تجمعاً ليلياً ضم الآلاف في باحة خارجية في مسجد كانت ترتاده العائلة، متوجهاً بشكل مباشر إلى مسلمي البلاد، قائلاً لهم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية: «لستم وحدكم؛ جميع الكنديين في حداد معكم، وهم يقفون إلى جانبكم الليلة».
وحضر التجمع الليلي جميع القادة السياسيين في البلاد. وعد ترودو أن كندا «ليست محصنة» أمام التمييز المتصاعد والانقسام الذي شهدته أماكن أخرى من العالم في السنوات الأخيرة. وأضاف: «معاً، يمكننا مواجهة هذا الظلام وهذا التعصب».
وحددت السلطات هويات ضحايا هجوم الأحد بمديحة سلمان (44 عاماً) التي عملت بعد تخرجها في الهندسة المدنية والبيئية، وزوجها سلمان أفضل (46 عاماً)، وابنتهما يمنى سلمان (15 عاماً)، وسيدة قيل إنها والدة أفضل، وتبلغ من العمر 74 عاماً، لم يُنشر اسمها. والضحايا من أصل باكستاني، وقد كانوا «عائلة نموذجية... معطاءة دائماً، تسهم في نشر الخير»، وفق بيان أصدرته العائلة. وأضاف البيان أنه في أعقاب «الهجوم الوحشي المروع»، حان الوقت لجميع الكنديين، من الحكومة وخارجها، لأن يتخذوا «موقفاً قوياً» ضد كراهية المسلمين والتعصب.
وشهدت كندا في السنوات القليلة الماضية عدداً من الجرائم بدافع الكراهية أو على أساس عرقي، بدءاً من الهجوم المسلح الذي استهدف في مطلع 2017 مصلين في مسجد في كيبيك، والذي أدى إلى مقتل 6 أشخاص. ويتزايد شعور مسلمي كندا الذين يمثلون 3 في المائة من عدد السكان بأنهم معرضون للخطر. وطالبت كثير من المنظمات المسلمة بالتحرك في مواجهة المجموعات اليمينية المتطرفة.
ويأتي الهجوم الأخير في وقت حساس للسلطات، في أعقاب اكتشاف رفات 215 طفلاً من السكان الأصليين في مدرسة كاثوليكية بمقاطعة كولومبيا البريطانية، أجبروا على ارتيادها في إطار برنامج وطني للدمج بات الآن في حكم المنتهي.
والمشتبه به في قتل العائلة، وهو ناتانيال فيلتمان (20 عاماً)، اعتقل في مركز تسوق على بعد 7 كيلومترات عن موقع هجوم الأحد، حسبما أكد المحقق في شرطة المدينة، بول وايت. ووجهت إلى فيلتمان 4 تهم بالقتل العمد، وتهمة خامسة بمحاولة القتل.
ودعا كثير من قادة المسلمين المحكمة إلى عد الواقعة هجوماً إرهابياً. ومن بين هؤلاء «رابطة مسلمي كندا» التي طلبت من السلطات «إدانة هذا الهجوم المروع بصفته عمل كراهية وإرهاب». وأعاد الهجوم إلى الأذهان الذكرى المؤلمة للهجوم على مسجد كيبيك في 2017، وعملية الدهس في تورونتو التي راح ضحيتها 10 أشخاص في 2018، من بين هجمات أخرى.
وقال ترودو: «استهدفوا جميعاً بسبب ديانتهم المسلمة»، واعداً بتعزيز إجراءات التصدي للمجموعات المتطرفة. وأضاف أن «هذا يحصل هنا، في كندا، وهذا يجب أن يتوقف».
وأدان قادة الأحزاب في مجلس العموم الهجوم بصفته عمل «إسلاموفوبيا». وقال زعيم حزب الديمقراطيين الجدد، جاغميت سينغ: «الحقيقة هي أن كندا مكان للعنصرية والعنف وإبادة السكان الأصليين». ووضعت باقات زهور ودمى ورسائل تكريم في مكان الهجوم.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.