تركيا: المعارضة تلمّح إلى توسيع تحالفها والتوافق على منافس لإردوغان

موجة استقالات صادمة محتملة في الحزب الحاكم بعد اتهامات زعيم للمافيا

TT

تركيا: المعارضة تلمّح إلى توسيع تحالفها والتوافق على منافس لإردوغان

لمح زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو إلى توسيع «تحالف الأمة» المعارض ليضم أحزابا أخرى إلى جانب حزبه وحزب «الجيد» الذي تتزعمه ميرال أكشنار لخوض الانتخابات البرلمانية وإلى توافق المعارضة على مرشح واحد في الانتخابات الرئاسية وكلتاهما ستجريان في صيف 2023 إذا لم تتوجه البلاد إلى انتخابات مبكرة.
في الوقت نفسه كشفت تقارير عن احتمال استقالة 20 نائبا بالبرلمان من حزب العدالة والتنمية الحاكم على خلفية تسجيلات زعيم المافيا الهارب سادات بكر التي فضحت العلاقة بين حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان وعصابات المافيا والجريمة المنظمة وعدم التحقيق فيما ورد بهذه التسجيلات من اتهامات.
ولم يستبعد كليتشدار أوغلو، في مقابلة تلفزيونية أمس (الأربعاء)، انضمام أحزاب أخرى إلى «تحالف الأمة»، مثل أحزاب «السعادة» برئاسة تمل كارامولا أوغلو، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة على باباجان، و «المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو التي تجتمع فيما بينها على ضرورة عودة النظام البرلماني بعد تعزيزه وإنهاء النظام الرئاسي الذي طبق منذ عام 2018 وتسبب في أضرار كثيرة لتركيا.
وقال كليتشدار أوغلو إنه يرى إمكانية للعمل معا سواء انضمت هذه الأحزاب إلى تحالف الأمة أم لا، مشيرا إلى أن هذه الأحزاب مع حزبه وحزب الجيد تشكل مختلف الأطياف والاتجاهات السياسية، مضيفا أن من لديه قلقا من حزب الشعب الجمهوري بشأن الحجاب سيطمئن بوجود حزب السعادة أفسلامي في التحالف. ومن يتحدث عن سوء الوضع الاقتصادي فلن يجد أفضل من علي باباجان، الذي حقق من قبل طفرة مسبوقة في اقتصاد تركيا في سنوات عمله وزيرا للاقتصاد ضمن حكومة إردوغان قبل أن يترك حزب العدالة والتنمية، أما من يتحدث عن الديمقراطية فعليه أن ينظر إلى هذه الأحزاب جميعا لأنها تدعو إلى تعزيز الديمقراطية وإرساء نظام برلماني قوي.
وبسؤاله عن المرشح الرئاسي للمعارضة، وما إذا كانت ستتفق على مرشح واحد لخوض انتخابات الرئاسة وما إذا كان تم اختيار اسم بعينه، قال كليتشدار أوغلو إن هذا الأمر وارد لكن لم نصل إلى مرحلة الاتفاقات على اسم معين وسيتم التداول حول هذا الموضوع مع الأحزاب الأخرى. ووجه كليتشدار أوغلو انتقادات إلى الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته وحملهما المسؤولية عن عدم التحقيق في الفضائح التي فجرها زعيم المافيا سادات بكر، قائلا إنه إذا كان هناك تقصير من مدعي العموم في القيام بواجبهم فذلك يرجع إلى الضغوط التي تمارس عليهم والأوامر التي يتلقونها عبر الهاتف.
وأضاف أن من يحكمون تركيا الآن هم أناس يعملون في الظلام مثل العصابات الإجرامية التي تحالفوا معها والتي بدأت تكشف عن فضائحهم بعد أن تضاربت المصالح فيما بينهم. وشدد على أن المخرج من كل ما تمر به تركيا الآن هو التوجه إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة حتى تتخلص البلاد من هذا النظام الذي قادها إلى التدهور في جميع المجالات.
في السياق ذاته قالت صحيفة «حرييت»، القريبة من الحكومة، إن المعارضة بصدد الاتفاق على طرح مرشح توافقي فيما بينها، على أن يكون هناك مرشح آخر يجمع أصوات الناخبين الأكراد، بهدف الإطاحة بإردوغان.
وتناقش المعارضة التركية، منذ أكثر من عام، صيغة للتوصل إلى مرشح توافقي قادر على هزيمة إردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظر إجراؤها في عام 2023. وطرح اسم الرئيس السابق عبد الله غل أكثر من مرة، لكنه لم يعلق على ما تردد في هذا الشأن، كما تدعو في الوقت نفسه إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وذكرت الصحيفة أن الصيغة التي تتداول المعارضة حولها تقوم على تقديم حزب مرشح من جانبه وضمان كتلته من الناخبين، ثم دعم المرشح الذي يحصل على أكبر نسبة أصوات قريبة من إردوغان في جولة الإعادة، أو التوافق على مرشح واحد من المرحلة الأولى.
في غضون ذلك، كشفت تقارير عن اعتزام 20 نائبا بالبرلمان الانشقاق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم على خلفية الفضائح التي فجرها زعيم المافيا سادات بكر.
ونقلت التقارير عن مصادر مطلعة من داخل العدالة والتنمية أن هذه الاستقالات ما كشف عنه بكر من تورط وزراء وقيادات سابقة وحالية بالحزب في قضايا قتل واغتصاب وتجارة مخدرات وسلاح، لافتة إلى أن الأوضاع داخل الحزب مضطربة وأن إردوغان في مأزق حقيقي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».