غضب في عُمان بسبب أخطاء تحكيمية بتصفيات المونديال

اتحاد الكرة أصدر بياناً طالب الفيفا والآسيوي بشطب السيريلانكي بيريرا

مباراة قطر وعمان شهدت أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل (الشرق الأوسط)
مباراة قطر وعمان شهدت أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل (الشرق الأوسط)
TT
20

غضب في عُمان بسبب أخطاء تحكيمية بتصفيات المونديال

مباراة قطر وعمان شهدت أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل (الشرق الأوسط)
مباراة قطر وعمان شهدت أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل (الشرق الأوسط)

أعلن الاتحاد العماني لكرة القدم أمس الثلاثاء تقدمه باحتجاج رسمي إلى الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة بشأن الأداء التحكيمي «المتردي» في مباراة المنتخبين العماني والقطري أمس الاثنين ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 ونهائيات كأس أمم آسيا 2023، مطالبا بشطب حكم المباراة السيريلانكي هيتكان بيريرا من قائمة الحكام الدوليين.
وحسم المنتخب القطري تأهله إلى نهائيات كأس أمم آسيا 2023 المقرر إقامتها في الصين، بعد فوزه على نظيره العماني 1 - صفر مساء الاثنين في الجولة السابعة من مباريات المجموعة الخامسة بالتصفيات.
وسجل حسن الهيدوس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 40 ليرفع المنتخب القطري رصيده إلى 22 نقطة في صدارة الترتيب، فيما تجمد رصيد منتخب عمان عند 12 نقطة في المركز الثاني.
وتضم المجموعة الخامسة قطر وعمان والهند وبنغلاديش وأفغانستان، وتقام منافساتها في قطر بنظام التجمع لتفادي قيود السفر المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأعلن الاتحاد العماني عن احتجاجه عبر بيان رسمي نشره بحسابه على موقع شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الثلاثاء، وجاء في نص البيان تقدم الاتحاد العماني لكرة القدم باحتجاج رسمي إلى الاتحادين الدولي والآسيوي بشأن الأداء التحكيمي المتردي في المباراة الرسمية التي جمعت منتخبنا الوطني الأول والمنتخب القطري في 7 يونيو (حزيران) 2021 بدولة قطر الشقيقة ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 ونهائيات أمم آسيا 2023 ولم يوفق الحكم في إدارة المباراة فتغاضى عن تحقيق العدالة المرجوة على أرضية الميدان، وارتكب أخطاء تحكيمية أثرت سلبا على سير ونتيجة اللقاء المهم.
وأضاف الاتحاد: «وضمن الاتحاد العماني لكرة القدم احتجاجه على عدة طلبات، أولها شطب الحكم من قائمة الحكام الدوليين، واتخاذ إجراءات وآليات مغايرة في إسناد مثل هذه المباريات للحكام وفقا لمعيار الكفاءة، وإعادة النظر في تشكيل اللجان المختصة بتكليف وتعيين الأطقم التحكيمية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وسيتابع الاتحاد العماني لكرة القدم الاحتجاج من كثب حتى لا تتبدد جهود لاعبيه وطموحاتهم المشروعة هباء منثورا».
وتابع: «ويشيد الاتحاد العماني لكرة القدم بأداء لاعبيه وروحهم العالية خلال اللقاء ويؤكد أن آماله في التأهل لمراحل متقدمة من هذه التصفيات ما زالت باقية وأن الأحمر قادر على تحقيق الفوز في المباريات المتبقية والمضي قدما نحو ما يرضي طموحات وتطلعات جماهيره. ويتقدم الاتحاد العماني لكرة القدم بالشكر والتقدير للجماهير الوفية التي شحذت همم لاعبيها وأعلت روحهم المعنوية مما كان لها الأثر الطيب في الأداء المتميز الذي قدمه المنتخب الوطني، آملين من الله التوفيق والسداد».
وحصلت الأخطاء التحكيمية في مباراة قطر وعمان على مساحة تلفزيونية واسعة في عمان أمس إذ أفردت البرامج العمانية الرياضية ساعات طويلة ناقشت فيها الأخطاء وتضرر المنتخب الأحمر منها وهو ما يجعله في مهب الريح على مستوى التأهل للدور الآسيوي الحاسم.
وشككت وسائل الإعلام العمانية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ولجانه التحكيمية بشأن صمته تجاه هذه الأخطاء فضلا عن فشله في بناء طواقم تحكيمية آسيوية قديرة.
من ناحيته، أكد الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش مدرب منتخب عمان، رضاه عن المستوى الذي قدمه فريقه أمام منتخب قطر.
وقال برانكو في تصريحات عقب المباراة: «أتقدم بالتهنئة لمنتخب قطر بطل آسيا الذي يمتلك لاعبين على أعلى مستوى».
وأضاف: «لكن أعتقد أن منتخب قطر لم يكن في حاجة لمساعدة من الخارج ليفوزوا أو يتأهلوا لنهائيات كأس آسيا».
وأضاف: «أعتقد أننا لا نستحق الخسارة في المباراة، فالأداء كان متقاربا من كلا الفريقين، والحكم احتسب ركلة جزاء، وألغى هدفا صحيحا لصالحنا بداعي التسلل رغم أنه كان قريبا من الكرة والمسافة بين لاعبنا وآخر مدافع متران كاملان وليس فيها أي تسلل».
وتابع برانكو قائلا: «لعبنا بقوة وحاولنا أن نقدم أفضل ما لدينا، وكان لدينا كثير من الحماس والطاقة حتى في ظل ظروف الطقس الصعبة ورغم أن الملعب مكيف».
وقال برانكو أيضا: «نتوقع التأهل في المرحلة التالية لتصفيات كأس العالم من هذه المجموعة، ويجب علينا أن نحصد المزيد من النقاط ولن ندخر أي جهد من أجل تحقيق هذا الهدف، وعلينا أن نواصل التحلي بمزيد من الصبر والعمل الجاد».
ورفع منتخب قطر رصيده إلى 22 نقطة في المركز الأول بالمجموعة الخامسة بالتصفيات، ليضمن التأهل لنهائيات أمم آسيا، فيما تجمد رصيد منتخب عمان عند 12 نقطة في المركز الثاني.
وتستضيف قطر مباريات المجموعة الخامسة من التصفيات، بنظام التجمع تفاديا لقيود السفر المفروضة على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.