اتصالات حثيثة لتذليل عقدة الحكومة وبري يتوقع «أسبوعاً حاسماً»

رئيس البرلمان: الخارج أكثر رحمة بلبنان من اللبنانيين أنفسهم

بري خلال جلسة للبرلمان الشهر الماضي (رويترز)
بري خلال جلسة للبرلمان الشهر الماضي (رويترز)
TT

اتصالات حثيثة لتذليل عقدة الحكومة وبري يتوقع «أسبوعاً حاسماً»

بري خلال جلسة للبرلمان الشهر الماضي (رويترز)
بري خلال جلسة للبرلمان الشهر الماضي (رويترز)

تجري القوى السياسية اللبنانية اتصالات حثيثة لتذليل ما تبقى من عقد تحول دون تشكيل الحكومة، وسط توقعات بأن يكون هذا الأسبوع حاسماً، حسب ما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد أن العقد الباقية «داخلية بحتة»، وأن الخارج «يرغب بمساعدة لبنان حين يساعد لبنان نفسه».
وتحول التباينات بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، دون تأليف الحكومة العالقة عند عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين. وساهمت السجالات بين «تيار المستقبل» من جهة، والرئاسة اللبنانية و«التيار الوطني الحر» من جهة أخرى، في زيادة مساحة التشنج بين الطرفين الشريكين دستورياً بتشكيل الحكومة (عون والحريري)، مما ضاعف العقد والعراقيل وهدد المبادرات لحلحلتها.
وتوقع بري أن يكون هذا الأسبوع حاسماً بالنسبة إلى الأزمة الحكومية، لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل، بحسب ما نقل عنه نقيب المحررين جوزيف القصيفي.
وقال القصيفي بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني، إنه فيما يتعلق بالأزمة الحكومية والمساعي التي يبذلها بري، أبلغه أنه «المفترض أن يكون هذا الأسبوع حاسماً، لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل». وأضاف أن «نظرة واحدة على الشارع وعلى العائلات وعلى الخدمات تعطينا العبر». ونقل عن بري قوله: «إن شاء الله تكون النتائج إيجابية، وهناك اتصالات حثيثة جارية لتذليل العقبة أو العقبتين المتبقيتين وليس أكثر».
وتطرق بري إلى الاجتماع الذي سيعقد في الفاتيكان في يوليو (تموز) المقبل، فقال: «في رأيي اجتماع الفاتيكان مهم جداً، وأهميته لما بعد تأليف الحكومة، وهو دعوة صادقة لتقديم الدعم للبنان آنذاك». وجدد التأكيد أن «مشكلة لبنان داخلية مائة في المائة»، آسفاً لأن «الجو الدولي والعربي والعالم كله رحيم بلبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم... إذا لم تقدم المساعدة لنفسك لا تستطيع أن تطلب المساعدة من الغير، وأكبر دليل المسعى الفرنسي».
ونقل القصيفي عن بري قوله إن «جميع الناس راغبة بمساعدة لبنان لكن يبقى على اللبنانيين أن يبدأوا بمساعدة أنفسهم. هذا الكلام سمعته أول من أمس من وفد البنك الدولي وأسمعه باستمرار من السفراء الذين يزورونني».
ويعول لبنان على اجتماع الفاتيكان الشهر المقبل لدعمه. وترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، اجتماعاً للبطاركة في بكركي لتحضير ورقة عمل ترفع إلى البابا فرنسيس في الأول من يوليو في الفاتيكان.
وعلى صعيد الانخراط الفرنسي في جهود مساعدة لبنان، اجتمعت لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - الفرنسية مع السفيرة الفرنسية آن غريو في مجلس النواب. وقال رئيس اللجنة النائب سيمون أبي رميا، إن «فرنسا تعمل جاهدة من أجل لبنان سيد موحد ولبنان مستقر. والهم الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي هو الضاغط، وفرنسا تأسف لأن مهمتها اليوم أصبحت محصورة في تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية الأولية من أجل أن تكون إلى جانب الشعب اللبناني الذي يعاني، وتحمل اللبنانيين المسؤولية الأساسية بعدم التزام تعهداتهم، خصوصاً تجاه الشعب اللبناني».
ودعا أبي رميا إلى «وجوب أن تكون هناك إدارة سياسية مسؤولة من أجل وقف الانهيار»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر يتطلب حتماً قيام حكومة لبنانية تتمتع بالصدقية». ولفت إلى أن فرنسا، حسب قول السفيرة، «لا تتدخل في إعطاء تسميات لهذه الحكومة، ولا تشارك في تسمية الوزراء. هذه مهمة حصرية سيادية لبنانية. لكن تقول إنه لن تكون هناك مساعدات حتماً على الصعيد الدولي إذا لم تكن هناك حكومة قادرة على الإصلاحات المطلوبة منا لبنانياً ودولياً».
وأضاف أن «فرنسا تقف إلى جانب الجمعيات اللبنانية التي تقف إلى جانب الشعب اللبناني في معاناته، وتؤدي دورها على المستوى الدولي من أجل أن يبقى لبنان على الأجندة الدولية وليس نقطة ثانوية وهامشية».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.