النيابة اللبنانية: تحقيقاتنا «الأكثر تقدماً» في تحويلات سلامة

رياض سلامة خلال مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي (دالاتي ونهرا)
رياض سلامة خلال مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي (دالاتي ونهرا)
TT

النيابة اللبنانية: تحقيقاتنا «الأكثر تقدماً» في تحويلات سلامة

رياض سلامة خلال مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي (دالاتي ونهرا)
رياض سلامة خلال مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي (دالاتي ونهرا)

أكدت النيابة العامة اللبنانية أن التحقيقات المحلية في قضية تحويلات مالية مرتبطة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إلى سويسرا، «هي الأكثر تقدماً بين سائر التحقيقات الخارجية في الموضوع عينه».
وكان لبنان تسلم مراسلة سويسرية خلال الأشهر الماضية تطلب مساعدة للتحقيق في تحويلات مالية تخص حاكم مصرف لبنان المركزي وشخصين مقربين منه. وتتطرق المراسلة إلى تحويلات بقيمة 400 مليون دولار، تخص سلامة وشقيقه ومساعدته ومؤسسات تابعة للمصرف المركزي، بينها شركة «طيران الشرق الأوسط» و«كازينو لبنان».
واستمع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، في وقت سابق، إلى سلامة بشأن المراسلة، ونُقِل عن سلامة أنه «سيتوجه إلى سويسرا للدفاع عن نفسه من التهمة الموجهة إليه».
وبعد أشهر على القضية، اتهم محامٍ لبناني مقرب من «التيار الوطني الحر» القضاء اللبناني بعدم اتخاذ أي إجراء من نوع التوقيف أو الحجز أو المصادرة في الداخل اللبناني، مما دفع النيابة العامة التمييزية للرد أمس، مؤكدة أن التحقيقات اللبنانية هي «الأكثر تقدماً» في الملف.
وقالت النيابة العامة عبر حسابها على «تويتر»: «تجنباً لنشر أخبار مضللة نذكر بأن المادة 39 (آداب المحامين) توجب على المحامي الامتناع من استخدام أي وسيلة من وسائل الاتصالات للكلام في القضايا العالقة أمام القضاء».
وتحمل جهات سياسية في لبنان، بينها «التيار الوطني الحر»، سلامة، مسؤولية انهيار العملة الوطنية، كما تنتقد التحويلات إلى الخارج. إلا أن سلامة دافع مراراً عن نفسه بتأكيده أن المصرف المركزي «مول الدولة ولكنه لم يصرف الأموال».
وأقرت لجنة المال والموازنة في البرلمان اللبناني، أول من أمس، مشروع قانون تقييد وتنظيم التحويلات المصرفية إلى الخارج «كابيتال كونترول» تمهيداً لمناقشته في الهيئة العامة للبرلمان في وقت لاحق.
وفي سياق التحويلات المالية، نقل عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص عن مصادر دولية موثوقة أن التحويلات المصرفية من لبنان «لا تزال تجري حتى تاريخه على قدم وساق باتجاه وجهات مصرفية محددة في طليعتها سويسرا». وقال إن «هذا الأمر يؤكد أن تحالف مافيا السياسة والمال لا يزال يفرغ القطاع المصرفي من إيداعاته، بحيث يأتي قانون «الكابيتال كونترول» بعد طول انتظار فارغاً من المضمون فاقداً للفعالية، ومستهدفاً فحسب صغار المودعين».
وأضاف عبر «تويتر»: «أكرر ما سبق وقلته: في لبنان السارقون ينعمون، والمسروقون يفلسون، والقانون مجرد مظلة تحمي رؤوس الفاسدين من محاسبة الشعب المقهور».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.