خسائر «صادمة» في صفوف القوات الأفغانية مع ازدياد العنف

قال مسؤولون كبار في الحكومة الأفغانية أول من أمس، إن 150 على الأقل من قوات الأمن قتلوا أو أصيبوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية مع ازدياد الهجمات التي يشنها مسلحو «طالبان»، بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية. وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن قتالاً يدور حالياً في 26 إقليماً من إجمالي 34 في البلاد. ووصف أحدهم عدد القتلى والمصابين بأنه «مرتفع بشكل صادم». وتقول الحكومة إن الاشتباكات زادت مع مضي الولايات المتحدة قدماً في عملية سحب كل قواتها المتبقية بحلول 11 سبتمبر (أيلول). وقال مسؤول كبير طلب عدم ذكر اسمه لعدم السماح لهم بالتحدث لوسائل الإعلام: «على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، للأسف سقط أكثر من 157 (قتيلاً ومصاباً) من القوات».
وتجمدت إلى حد كبير المحادثات السياسية بين الحكومة و«طالبان» مع سحب واشنطن لقواتها بعد 20 عاماً من الغزو الأميركي الذي أطاح بـ«طالبان» من السلطة. وتبادل الجانبان الاتهامات ببدء الاستفزازات وبالإخفاق في وقف الهجمات على المدنيين. إلى ذلك، ذكر مسؤولون أن مسلحي «طالبان» سيطروا على منطقتين جديدتين في أفغانستان، أمس، بناء على المكاسب العسكرية التي حققوها منذ البداية الرسمية لانسحاب القوات الدولية. ومن جانبهما، قال حميد الله نوروز وناصر أحمد فقيري، العضوان في مجلس إقليم غزني، أمس، إنه بعد مرور ثلاثة أيام على الأقل من القتال العنيف في منطقة جاجاتو بإقليم غزني الواقع في جنوب شرقي البلاد، تخلت قوات الأمن المحاصرة عن مركز المنطقة. وقال المسؤولان إن المنطقة لها قيمة استراتيجية، حيث تعد بوابة لأجزاء في وسط البلاد، وأضافا أن «طالبان» يمكنها الآن مهاجمة المناطق المجاورة بسهولة أكبر. وبحسب العضوين في المجلس المحلي، فإن هناك قتالاً مستمراً في موقور وآب باند، وهما منطقتان أخريان في إقليم غزني، مع وجود مخاوف من احتمال انهيارهما في المستقبل القريب أيضاً. وفي الوقت نفسه، تخلت القوات الحكومية عن منطقة دولت آباد الواقعة في إقليم فارياب شمال البلاد، قبل فجر أمس، وفرت إلى منطقة أندخوي المجاورة دون الاشتباك مع المسلحين، بحسب ما قاله ثلاثة من أعضاء المجلس المحلي. وقال عبد الأحد علي بيك، عضو مجلس الإقليم، إن مصير أكثر من عشرة أفراد من قوات الأمن في المنطقة ما زال غير واضح، بسبب تعطل شبكة الاتصالات. وظلت منطقة دولت آباد تحت الحصار لمدة ثلاثة أعوام. ولم يكن باستطاعة القوات الحصول على دعم لوجيستي إلا جواً؛ كما أن الدعم الأرضي كان مستحيلاً، بسبب سيطرة المسلحين على جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة، بحسب علي بيك. كما تخلت القوات الحكومية أول من أمس، عن منطقة قيصر في إقليم فارياب بعد أيام من القتال العنيف. وبالإضافة إلى ذلك، سيطر المتمردون على منطقة شهراك في إقليم غور غرب البلاد. وحقق المسلحون سلسلة من المكاسب في البلاد. في الوقت نفسه، قال جنرال عسكري أميركي بارز يدعى كينيث ماكنزي في بيان له أول من أمس، إن نحو 50 في المائة من عملية انسحاب القوات الأميركية قد تمت.