بعدما تسبب بأضرار تجاوزت مليون دولار... قطيع من الفيلة يأخذ قيلولة (صور)

الأفيال تأخذ قيلولة خارج المحمية (أ.ف.ب)
الأفيال تأخذ قيلولة خارج المحمية (أ.ف.ب)
TT

بعدما تسبب بأضرار تجاوزت مليون دولار... قطيع من الفيلة يأخذ قيلولة (صور)

الأفيال تأخذ قيلولة خارج المحمية (أ.ف.ب)
الأفيال تأخذ قيلولة خارج المحمية (أ.ف.ب)

صوّرت كاميرا ثبّتتها محطة «سي سي تي في» التلفزيونية الرسمية الصينية قطيعاً من الفيلة البرية في جنوب غربي البلاد وهي تستريح بعد مسيرة امتدت على 500 كيلومتر سبّبت خلالها أضراراً فاقت قيمتها مليون دولار.
وأطلقت المحطة الرسمية عملية تتبع وبث مباشر للقطيع على مدار 24 ساعة فيما كان القطيع المؤلف من 15 فيلاً ما زال طليقاً بعد خروجه من محمية طبيعية وتسببه بخراب في منازل وحظائر ومحاصيل في مقاطعة يونان.

وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات القناة الحكومية التلفزيونية، أمس (الاثنين)، القطيع وهو منهك فيما يستلقي في غابة على مشارف عاصمة المقاطعة كونمينغ.
وفي أحد المشاهد، يبدو «دغفل» مستلقياً على ظهره فيما يمد خرطومه وقائمتيه في الهواء قبل أن يقترب من فيل بالغ نائم ويعود إلى قيلولته.

وأسرت مغامرة هذه الثدييات الضخمة البلاد فيما لجأ مئات الملايين إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة رحلة الفيلة.
وتم حشد أكثر من 400 شخص لضمان السلامة العامة كما تتتبع عشرات الطائرات المسيّرة كل خطوة تخطوها هذه الفيلة.

كما أغلق عدد من الشاحنات طرقاً في جنوب غربي الصين في محاولة لقطع الطريق أمام الفيلة الهاربة والتي تسببت بدمار في ضواحي مدينة يقطنها ملايين السكان.
وحذّرت الحكومة المحلية القرويين من ترك الذرة أو الملح في باحات منازلهم لكي لا تنجذب إليها الحيوانات.

وليس واضحاً السبب الذي دفع الفيلة إلى مغادرة موطنها الأصلي.
وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن عدد الفيلة البرية في جنوب غربي مقاطعة يونان يبلغ نحو 300 مقارنةً بـ193 في الثمانينات.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».