أطلق في السعودية أمس أضخم مشروع لتطوير الرياضة المدرسية على مستوى البلاد، وذلك في لقاء التعليم الذي استضافته وزارة التعليم بمقرها في العاصمة الرياض بحضور الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، ووزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، ونحو 30 رئيس اتحاد رياضي سعودي، إلى جانب وكلاء وزارة التعليم ورعاية الشباب، وسط تغطية من وسائل الإعلام.
وشدد الدكتور عزام الدخيل الذي استهل اللقاء الافتتاحي في حضور الأمير عبد الله بن مساعد على أن الهدف هو بناء جيل رياضي من الصغر حيث التعليم العام الذي يؤسس لأعمار تبدأ من سن رياض الأطفال وحتى الجامعة، على أن يشكل ذلك نمطا حياتيا صحيا وتربويا ومتوافقا مع أهداف الرياضة والتعليم السامية والتنافسية.
وقدمت وزارة التعليم خلال لقاء التعليم برنامج تطوير الرياضة المدرسية أمام قيادات الرياضة السعودية والإعلام الرياضي، إذ عبرت عن رؤيتها نحو الريادة في نظام الرياضة المدرسية ورسالتها التي تذهب إلى توفير بيئة مدرسية محفزة تقدم الخبرات التعليمية الإيجابية لتساهم في تعزيز الصحة وزيادة المشاركة الرياضية وتحقيق التميز في الأداء والوصول إلى المستويات العالمية.
وشددت على القيم التعليمية التي تنطلق نحو التركيز على تلبية احتياجات الطلاب والتميز والمساءلة والمهنية والكفاءة والفعالية والاحترام والنزاهة، فضلا عن الاستمرارية في هذا المشروع.
ويتعدد المشروع من تطوير كرة القدم إلى تطوير ألعاب القوى وكرة السلة واليد والطائرة والجودو والجمباز والكاراتيه وكرة الطاولة في التعليم العام، فضلا عن ألعاب أخرى.
وشدد المجتمعون على أهمية أن يكون هناك يوم أولمبي رياضي مدرسي في التعليم العام بغية تحقيق نمط حياتي وصحي وسلوكي مختلف للمنتسبين إلى التعليم.
وبحسب المشروع التطويري لكرة القدم في مدارس التعليم العام فإن الفئة المستهدفة من الطلاب تبلغ نحو 60 ألف طالب ينتمون إلى 420 مدرسة ويشرف عليهم 420 معلما في التربية البدنية و12 مشرفا تربويا متخصصا في التربية البدنية وبمشاركة 12 إدارة تعليمية حاضرة في 12 منطقة في البلاد.
وسيقام في هذا المشروع الخاص بكرة القدم مهرجانات تستهدف 11 منطقة و85 مدرسة بمشاركة 2800 طالب، كما ستقام منافسات بمشاركة 134 فريقا يضم 1300 طالب، كما سيتم تقديم دروس في التربية البدنية يحضرها 147 ألف طالب.
وفي ما يخص مشروع تطوير ألعاب القوى بمدارس التعليم العام فإن الفئة المستهدفة هي 150 مدرسة في العام الحالي، على أن يتم استهداف 5 آلاف طالب بمشاركة 80 معلما و6 مشرفين تربويين، على أن تقام في 6 إدارات تعليمية في السعودية، وسيقام حينها مهرجانات في 7 مناطق عبر 71 مدرسة ويشارك فيها 1050 طالبا، على أن يتم تقديم دروس في التربية البدنية لـ52.500 طالب.
أما المشروع المعني بتطوير كرة السلة في مدارس التعليم العام فإن المدارس المستهدفة قد بلغت 80 مدرسة باستهداف 3700 طالب وبمشاركة 80 معلما ومشاركة 12 مشرفا تربويا وأكثر من 10 إدارات تعليمية موزعة على أنحاء المناطق.
والحال ذاتها تنطبق على مشاريع تطوير لألعاب الكاراتيه وكرة اليد والجودو وكرة الطاولة والسباحة والجمباز والتايكوندو، على أن يتم استهداف أكثر من 10 آلاف طالب في شتى مناطق البلاد.
ولن يتم الاكتفاء بالمشاريع الرياضية المدرسية الحالية، بل سيمتد إلى تطبيق يوم رياضي أولمبي مدرسي سنوي يشارك فيه الطلاب كافة مع معلميهم ليكون نشاطا عاما لهم، كما سيخضعون لتطوير مهني مستمر خاص بالرياضة المدرسية، فضلا عن ضرورة أن يكون هناك تواصل ونشر للوعي في هذا الشأن لأهداف تنافسية وصحية لتغيير نمط الحياة للطالب السعودي.
وبحسب رؤية وزارة التعليم ورعاية الشباب فإن الوضع الحالي للرياضة المدرسية يبدو ضعيفا لأسباب متعددة، إذ أظهرت دراسة قامت بها استراتيجية تطوير الرياضة المدرسية عام 2012 أن 8 في المائة فقط من الطلاب يشاركون في الأنشطة الرياضية بخلاف صفوف التربية البدنية الإلزامية، كما أظهرت نقصا في الأنشطة الترويجية.
وعبرت الدراسة عن أن السعودية شاركت في 9 دورات أولمبية لم تحقق فيها سوى 3 ميداليات، وهذا يظهر أن نظام الرياضة المدرسية ضعيف بسبب عدم وجود مسارات رياضية ولا يوجد نظام منهجي لاكتشاف وتحديد المواهب.
وأشارت الدراسة إلى أن نظام تطوير الأداء الرياضي طويل المدى يحتم على الرياضي الالتزام بعدد 10 آلاف ساعة من التدريب للوصول إلى أعلى مستوى في الأداء خلال 10 سنوات.
وتذهب استراتيجيات الرياضة المدرسية المقررة إلى تغيير المدركات الخاطئة وبناء حوكمة ذات كفاءة وفاعلية تامة وتطوير مسارات مهنية للمعلمين والمشرفين والمدربين وتعزيز المشاركة في الرياضة المدرسية، وإيجاد سلوك نمطي لحياة صحية نشطة، وقبل ذلك تهيئة المرافق الرياضية اللازمة.
وبحسب الخطة الاستراتيجية التي رسمتها وزارة التعليم تتجه إلى عام 2018 بشكل أولي على اعتبار أن الخطة بدأت العام الماضي، إذ بدأت بالتركيز على 6 ألعاب وحتى 15 لعبة.
من جهته، أكد الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم السعودي أن تطبيق الرياضة النسائية المدرسية في مدارس الوزارة لن يكون إلزاميا، مشددا على أن المرحلة المقبلة ستشهد قفزة نوعية للرياضة في المدارس والجامعات، معلنا في ذات الوقت تشجيعه لأندية المدارس والجامعات.
وقال الدكتور عزام الدخيل في حديثه خلال لقاء التعليم الذي نظمته الوزارة أمس الأحد بحضور الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية ورؤساء الاتحادات الرياضية: «أحلم بدور كبير لأندية المدارس والجامعات مثلما يحدث عالميا.. وأتمنى من رعاية الشباب مساعدتنا في ذلك من خلال المشروع الرياضي الضخم الذي نلتقي حوله اليوم».
وشدد على أن «الفكرة ليست لمجرد الممارسة، بل يتعدى ذلك للفائدة وقطف الثمار، إذ إنني أطمح في أن أرى يوما من الأيام لاعبا من جامعة الإمام أو غيرها يلعب في المنتخب الوطني.. والحال ذاتها للمنتخبات السنية من لاعبي أندية المدارس».
وأشار إلى أن وزارة التعليم لن تسمح بممارسة أي نشاط رياضي في مرافقها الرياضية ما لم تتوفر فيه وسائل الأمن والسلامة، فضلا عن مساعيها الجادة لتحسين بيئة مرافقها الرياضية وبناء المزيد من الصالات الرياضية في كل مدرسة بغية تحقيق الهدف المنشود الذي تطمح إليه البلاد.
وكشف الدخيل عن 1000 صالة رياضية جاهزة حاليا لدى وزارة التعليم، و1200 صالة رياضية تنفذ حاليا و1700 صالة رياضة بصدد التنفيذ مستقبلا.
من جهته، عبّر الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب عن تفاؤله للمرحلة المقبلة بشأن الرياضة المدرسية، موضحا أن ما شاهده أمس من عرض وتجهيزات لتطبيق الرياضة المدرسية والتنسيق المفترض مع رعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية فاق تصوراته.
وبيّن أن الخطوات التي ستتم ستصنع جيلا سعوديا بشكل صحيح على الصعيد الرياضي، وأنه ينتظر هذه الفرصة ليرى هذا العمل على أرض الواقع في السنوات القليلة المقبلة.
من ناحيته، تمنى الأمير نواف بن محمد رئيس اتحاد ألعاب القوى السعودي أن يكون هناك جدية في مثل هذه المشروعات الخاصة بالرياضة المدرسية، وأن لا تكون مثل سابقتها في سنوات مضت، إذ اندثرت ولم يعلم بها رغم أنها كانت ستقفز بالرياضة المدرسية للواجهة والصدارة، لكنها لم تصل إلى المطلوب في تلك المرحلة، متمنيا أن يحقق اللقاء الذي تم أمس أهدافه الحقيقية بتطبيق ما تم عرضه على أرض الواقع.
من جهته، قال أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إن النتائج الإيجابية التي تحققت لمنتخب البلاد للبراعم قبل أيام في جدة هي نتيجة الرياضة المدرسية التي تجد اهتماما بلعبة كرة القدم وتنسيقا عاليا بين الجانبين، موضحا أن اتحاد الكرة ووزارة التعليم وضعا برنامجا مميزا لصناعة حكم المستقبل، إذ يوجد الآن مشروع للحكم المدرسي وتم إبراز 27 حكما مدرسيا من 16 عاما وسيكون له حضور قوي مستقبلا.
وتعهد عيد بالتنسيق التام مع الاتحاد السعودي الرياضي للجامعات، وكذلك مع وزارة التعليم، لإبراز أندية الجامعات والمدارس، وذلك بهدف الارتقاء باللعبة في المدارس.
«التعليم» و«رعاية الشباب» تطلقان مشروعا ضخما لتطوير الرياضة المدرسية
ابن مساعد أكد أن المشروع فاق تصوراته.. والدكتور عزام الدخيل: الرياضة النسائية ليست إلزامية
«التعليم» و«رعاية الشباب» تطلقان مشروعا ضخما لتطوير الرياضة المدرسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة