الشابي: أبها يعاني من ملعبه

الحديثي أوقف «التعاقدات» في انتظار «الجمعية العمومية»

أبها تمكن من البقاء موسماً آخر في دوري الأضواء بصعوبة (تصوير: عيسى الدبيسي)
أبها تمكن من البقاء موسماً آخر في دوري الأضواء بصعوبة (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT
20

الشابي: أبها يعاني من ملعبه

أبها تمكن من البقاء موسماً آخر في دوري الأضواء بصعوبة (تصوير: عيسى الدبيسي)
أبها تمكن من البقاء موسماً آخر في دوري الأضواء بصعوبة (تصوير: عيسى الدبيسي)

أكد المدرب التونسي عبد الرزاق الشابي أن فريقه استحق البقاء في دوري المحترفين، رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها، والتي أدخلته في حسابات في الجولة الأخيرة من بطولة الدوري، حيث كان يكفيه التعادل، الذي نجح في تحقيقه في الدقائق الأخيرة من مواجهة القادسية.
وبيّن الشابي أن ظروف الغيابات أثّرت على الفريق فنياً في الجولات الأخيرة، وتراجع بسببها، حيث كانت الغيابات في الفترة التي اشتعل الصراع على البقاء واتساع دائرة المهددين بالهبوط، مشيراً إلى أن اللاعبين بذلوا جهوداً كبيرة من أجل الظفر بنقطتين متتاليتين ضد الأهلي ثم القادسية، وضمنوا على أثرها بقاء الفريق.
وأشار الشابي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أبها يحتاج إلى عمل كبير جداً في الموسم المقبل، من ناحية التدعيم بلاعبين على مستوى فني عالٍ وإيجاد بدلاء أكفاء، في ظل ضغط المنافسات وقوة الفرق، حيث إن الإدارة برئاسة الحديثي قدمت الشيء الكثير من العمل والجهد، وساعدت على تحقيق الأهداف؛ بأن يكون الفريق ضمن فرق دوري المحترفين، كما أن الوقفة الكبيرة والمتابعة الدائمة من قبل الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير سهلت كثيراً من المصاعب، مشدداً على أن وقفاته تستحق كل الإشادة والتقدير.
وقال الشابي إن فريق أبها من الفرق التي تعاني من صعوبة في التدريبات على ملعب صالح للتدريب، متمنياً أن يكون الوضع بشكل أفضل في الفترة المقبلة سواء بقي على رأس الجهاز الفني أو رحل عن النادي.
من جهة ثانية، جمدت إدارة نادي أبها برئاسة الدكتور أحمد الحديثي تحركاتها بشأن توقيع عقود جديدة وعمل مخالصات للاعبين ومدربين بالفريق الأول لكرة القدم، بعد أن نجح الفريق في تثبيت أقدامه في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين للموسم الثاني على التوالي.
ويأتي تجميد التحركات من قبل الإدارة كونها مكلفة إلى نهاية الموسم الحالي، حيث إن الرئيس لا يود القيام بتوقيع أي عقود سواء مع أجهزة فنية أو لاعبين، قبل أن يتيقن من مستقبل رئاسة النادي، الذي يُنتظر أن يتم الإعلان عن تحديد موعد للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب أو تزكية إدارة جديدة لمدة أربعة أعوام.
ويهدف الحديثي إلى ترك مساحة واسعة للإدارة القادمة لتحديد خياراتها، دون أن تجبر على العمل مع عقود يتم توقيعها حديثاً.
وبينت المصادر أن الرئيس الحديثي لم يحدد موقفه بشأن الترشح لمنصب الرئاسة لدورة جديدة أو الاكتفاء بالفترة التي قضاها على رأس الهرم الإداري، التي تحققت من خلالها كثيراً من المكتسبات، وأبرزها الصعود إلى دوري المحترفين السعودي قبل موسمين، من خلال حصد درع دوري الدرجة الأولى، والنجاح في البقاء بدوري المحترفين، وكذلك الوصول إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في النسخة قبل الماضية.
وأضافت المصادر أن الحديثي يلقى قبولاً كبيراً من قبل صُنّاع القرار في أبها، إلا أنه يفضل التريث إلى حين تحديد وزارة الرياضة موعد الجمعية العمومية، ومن ثم تحديد موقفه بالترشح أو ترك المجال لأسماء جديدة من أن تتولى المسؤولية للنادي.
وانتهت عقود عدد من اللاعبين الأجانب والمحليين؛ سواء كانوا معارين من أندية محلية أو خارجية يتقدمهم هداف الفريق السويدي كارلوس سترانبيرج، الذي سيعود للحزم الصاعد مجدداً لدوري المحترفين، وكذلك اللاعب التونسي كريم عواضي الذي يُعدّ من أبرز اللاعبين في دوري الموسم الماضي وغيرهم من اللاعبين الأجانب، فيما سيبقى اللاعب سعد بقير في قائمة الفريق لاستمرار عقده، ما لم يتم بيع عقده في الصيف الحالي في حال وصول عروض رسمية له وموافقة الإدارة على ذلك بكون عقده تبقى عليه موسم.
أما على صعيد اللاعبين المحليين، فسيعود اللاعبون ذعار العتيبي للهلال وسعود زيدان وفهد الجميعة للنصر وعبد الله القحطاني وعلي معدي للفيصلي بعد نهاية إعارتهم لأبها، في المقابل سيعود عدد من اللاعبين الذين أعيروا لأندية أخرى من بينهم جهاد الزويد الذي ساهم في عودة الحزم للمحترفين ومنصور جوهر وغيرهم.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.